اثنانِ وعشرون: سوسَنٌ أزرق.

142 35 248
                                    

"ما بين دقيقة أقر فيها النسيان ودقيقة أحاول تجربة ذلك، مجازر تقام في داخلي ولا تتوقف."

محمود درويش.

============

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.

27 votes, 300 comments✨️
(The next 3 chapters are ready So the publishing schedule depends on you!)

===========

ألمٌ حالَ نبضًا داخل رأسي حتى ظننتُني سأنهارُ بينما أقف. دلّكتُ جبيني ورمشتُ بينما أنظرُ لكلِ ما حولي قبلَ أن أحيل انتباهي إلى ما في يديّ... حاسوبيَ اللوحيُ، فوقه جوازُ سفري وأوراقي.

بدا أنني أنهيتُ الإجراءاتِ كلها بالفعل وبقيَ انتظار الطائرة لربع ساعةٍ كاملة.

وكانَ من الجَلِيِّ أيضًا أنَّ آخرَ عشر دقائق قد مرت في حياتي بينما أنا في نصفِ وعيي… من الإرهاقِ لا أكثر.

«آنستي-»

«أجل؟» التفتُ متفاجئةً من الصوتِ وإذ بمساعدتي جيما لا تزالُ معي «أنتِ بخير؟»

«صداعٌ وحسب، سأنامُ في الطائرةِ الآن لأرتاح.» أعطيتها ابتسامةً نصف باهتةٍ وجلستُ على أولِ كرسيٍ شاغرٍ وجدته. كنتُ لا أزالُ أرتدي نظاراتيَ الشمسية لذا أغمضتُ أعيني وحسب وفي نيتي النومُ هنا، لكنني سرعان ما رميتُ الفكرةَ جانبًا ما إن وجدتُ ماكس تقتربُ مني.

في يدها الأولى حملت كأسًا مدته نحوي لآخده، وفي الثانيةِ أمسكت حقيبةً متوسطةَ الحجمِ وكيسًا ورقيًا كبيرًا.

«فلتشربي هذا رجاءً كي تستعيدي نشاطك،» أعطتني ابتسامةً واسعةً لم تفعل شيئًا عدا إرسالِ قشعريرةٍ باردةٍ على طولِ جسدي «ثمّ، ما رأيك بالتخلي عن العملِ حتى تعودي من رحلتك؟»

«لا أستطيع،»

بالكادِ أنهيتُ حديثي وإذ بها تسحبُ حاسوبيَ اللوحي من يديَ وتعطيه لجيما... والتي أخذته بدورها ووضعته أوتوماتيكيًا داخل حقيبةِ العمل التي تخصها قبلَ أن تُعَلِّق «هذا الحاسوبُ قد خصصته للعمل، لذا سأبقيه معي، يمكنُ لذلك كله الانتظار ليومين أو خمسة.»

«هل تكاتفتما للتوِ عليّّ؟ ثمَّ ما الفرقُ إن أخذته أم لا-» من أخبركم وحسبُ أنني ذاهبةٌ لأرتاح؟

«حتى وإن لم تكن إجازةً حقًا، لا يزالُ الأمرُ غير متعلقٍ بعملكِ في الشركةِ لذا لا ضيرَ من تركه هنا خلفك.»

تَلاشي || Kadotaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن