س•
" السرطان أهلكَ جسدكِ سيليا، يجب عليكِ إخبار الجميع بتدهور حالتكِ الصحية ونبدأ العلاج حالاً فلا وقت نضيعه." قالها الطبيب بارك بنبرةٍ وضح بها القلق فإرتسمت إبتسامة منكسرةٌ شبه حزينةٍ فوق وجهي.
نظرتُ إليه وذبولٌ عظيمٌ حاوط قلبي، أستشعر خوفه الشديد علي بائنٌ بتعابيره، ولطالما أنذرني الطبيب منذ أعوامٍ بسوءِ حالتي، وكيف أني أقترب من الموت يوماً بعد يومٍ، رويداً رويداً، و لكنني لازلت لم أخبر عائلتي، ولا أصدقائي، ولا حتى حبيبي إيثان الذي مازال يتصل للآن بهاتفي للمرة الألف ولكنني لن أجيب.
إبتلعتُ حزني وتعاستي، ونظرتُ للطبيب ببؤس قلبي، وقلتُ بخفوتِ صوتي " أخبرتكَ قبل سنين أني لن أموت مستلقيةً فوق شرير المستشفى، ولن أستسلم للمرض، بل إني سأعيش حياتي وإن أخذ الرب روحي لابأس."
وهاهو الطبيب جيمين وبالرغم من صغر سنه يبدو كأنه سيفقد صوابه عاجلاً بسبب برودي، غير عالمٍ الحقائقِ وأني فاقدة الأمل منذ إدراكي للبلاء، قلقُ عليّ لدرجةٍ مخيفة، فإستقام ليلتف حول الطاولة آتياً إلي وأمسك بكلتا يداي بين كفيه المرتعشتين، وهزها متوسلاً برعبهِ العميق " حسناً سيليا عزيزتي أنا لا أحادثكِ بصفتي طبيبكِ الخاص بل أحادثكِ كصديقكِ، حُباً بالربِ إستوعبِ كلماتي! أنتِ ستموتين يجب أن تستسلمي وتستهلي بالعلاج. "
ولكني إبتلعتُ بكائي العالق بحلقي، وتجنبتُ النظر بعينيهِ لأتمتم بنبرتي المهتزة "يكفي جيمين أنا لن أموت، فقط أكتب لي بعض المسكنات رجاءً."
ليستقيم مبتعداً عني صارخاً، لاعناً، بيداه يخللها في خصلات شعره ليركل الطاولة بغضبٍ داهمه أدمع عيناي، ونظرتُ إليه كاتمةً نحيبي عندما إنفجر باكياً، مشيراً على صور الأشعة بشهقاته المذبوحة " ألا ترين!! ألا ترين هذا السم كيف تغلغلكِ! وأكلكِ! وباتَ قادراً على قتلكِ! أيتها البلهاءُ الغبية تخشين البقاء في المستشفى ولا تكترثين لمشاعر من يحبوكِ!! ماذا سيحصل لوالدتكِ! ولأختكِ! ماذا سيحصل لي بدونكِ سيليا أرجوكِ إرأفِ بقلوبنا!!!. "
ورنّ هاتفي أكثر! وبروحي النازفة تجاهلتُ قوله لأهمس والدموع تتناثر فوق وجنتاي " فقط أعطنِ الأدوية جيمين فليس بي حيلةٌ للحديث."
وصرخ أكثر لاعناً، يبكي بقسوة حزيناً منكسراً، يوبخني وينهرني، وبكل هدوءٍ مصطنعٍ أشاهده، يجعلني أستمع إليهِ ولم أعارضه، ولم أقاطعهُ حتى، بل هاهو ظل يبكي ويبكي ولم يقتصر في شتمي بأقذر الألفاظ والصفات، وأيضاً لا ألومه، وقتُ طويل إستمر ولم يصمت عن الخصام، وعندما خنقته مشاعره شد يداي وجرني ناحية الباب ليدفعني للخارج ليغلق علي، وقلبي تهشم فورما سمعت صوت بكاءه من هنا!.
YOU ARE READING
تِـرياق•JK
Romanceتلكَ الفتاة النقية، فتاتي سيليا، ذات القلبِ الحنون والأكفف الرحيمة والروح المبتهجة، بلسم هذا القلب الحزين، كيف بالإمكان ان يذبل حسن مقلتاها لما أصابها من بلاء! وهل من دواء! "جيون جونغكوك. وحينما تصاب سيليا بذلك المرض الخبيث وتتخلى عنها سلاسل النجاة...