ج•
"وأنا أخبرتكِ أني لن أسمح لكِ بالذهاب سيليا، لما يجب أن تعارضيني هكذا همم؟. "
قلتُ أنظر وسط تلك العسلية اللامعة بغضبٍ ولكنها بكت، وإنفجرت باكيةً كطفلٍ رضيع بدموعها التي إنسابت بغزارة على طول وجنتيها فجأة وأغلقت مقلتيها مرتعبةً لإمساكي إياها بهاته الطريقة، أجلس فوقها بجسدي وأشد يداها حول رأسها ولم أتركها، ضائعاً في النظر لوجهها حينما بكت بذبولٍ وبتعبٍ شديد، تجلعني أتنهد برجفةٍ سكنت دواخلي حينما نطقت وسط شهقاتها الدامية " لما يجب أن تقسو علي هكذا! وتعاملني هكذا! وتخيفني هكذا! أنا أساساً مُرهقةٌ جداً جيون كفاكَ قسوةً بي حُبا بالرب."
وكلماتها أرجفت قلبي، جعلتني أرفع وجهي للسماء عاليا متنفساً بعمق، أتمالك غضبي ألمي وبؤسي، لا أريد أن أقسو عليها بهاته الطريقة ولكنها تفقدني صوابي، تجعلني أنزل رأسي لأنظر إليها، وهاهي لازالت تبكي مغمضة الأعينِ أسفلي منهارةٌ بحسرةٍ "أخبرتكَ أني أريد الموت ولكنكَ لازلت تحاول إنقاذي، يكفي يكفي أقسم أني متعبة!."
وإبتلعتُ ريقي متنهداً وتركتُ يدها لتبكي أكثر وتخفي عينيها بساعدها تخبئ حُزنها عني، تنساب دموعها على وجنتاها وبي فوقها بركبتيّ على جانبيها ونظري معلق في السقف أحاول تنظيم أنفاسي المهتاجة متمالكاً جنوني من كلماتها، وبحسرةٍ أنزلت رأسي وأعدت نظري إليها، وقلت متصنعاً البرود " أنتِ لا تشتهين الموت يا فتاة، كفاكِ كذباً على نفسكِ، وأنا لن أتوقف عن قسوتي بكِ إلى أن تفعلي ما أريد. "
ونهضتُ مستقيماً بجانب السرير ولازالت تبكي، فتنهدتُ للمرةٍ الألف ودنوت لها أزيح كفها عن وجهها وأجلستها بخفةٍ ولكن دموعها لا تتوقف، وسكبتُ من ذلك المحلول في الكأس وإقتربتُ منها ولازالت تشهق، وقالت بشهقاتها الدامية وراحت كفوفها لعيناها المحمرة تضعها عليها بطريقةٍ ذابلة " بل أشتهي الموت، وما دخلكَ بي وما أشتهيه، دعني أموت ولا تتدخل بي."
وشددتُ يداها اللتان تحيطان عسليتيها لأبعدهما برقةٍ، وهاهي نظرت إلي وسط بكائها تجعلني أتنهد بخفةٍ لذبول ملامحها وشعورٌ بالذنب يلسعني، يا إلهي كم أكره أن يبكي أحدٌ بسببي، وخصوصاً هي، أكره ما أذوقه من ذكرياتٍ مقيتةٍ وبؤسٍ قاتلٍ عندما تلتقي تلك العيون بخاصتي، تشهق بحزنٍ شديدٍ حينما وضعتُ الكأس في يدها ورفعته أمام فمها، وتمتمتُ بنبرةٍ مرتجفةٍ " أنتِ كاذبةٌ لا تشتهين الموت، فقط إفعلِ ما أخبركِ به حُباً بالرب!. "
وبكت أكثر، لتقول وسط نواحها الفاتن وشهقاتها التي لا تتوقف بتهديدٍ "أنا لن أسامحكَ أبداً طبيب جيون." ودفعتُ الكأس برقةٍ لترتشفه وهي تبكي، تجعلني أضحك بداخلي براحةٍ وبهجةٍ داهمتني، جعلتني أستمر بإسقائها هامساً بنبرةٍ متلهفةٍ أنتظر أن ترتشقه بأكمله " أحسنتيِ لا تسامحيني، فقط أشربيهِ كاملاً أحسنتيِ. "
YOU ARE READING
تِـرياق•JK
Romanceتلكَ الفتاة النقية، فتاتي سيليا، ذات القلبِ الحنون والأكفف الرحيمة والروح المبتهجة، بلسم هذا القلب الحزين، كيف بالإمكان ان يذبل حسن مقلتاها لما أصابها من بلاء! وهل من دواء! "جيون جونغكوك. وحينما تصاب سيليا بذلك المرض الخبيث وتتخلى عنها سلاسل النجاة...