٢٣-حَسرة.

56 9 0
                                    

ج•

"من أنتَ؟."

قالتها وماتَ قلبي! وكيف لهاتهِ الكلمتين أن تحرِق من فؤادي ماتحرِق، وتُدمر ماتُدمر! وتُهلك ما تُهلك! إرتعشَ قلبي! وكدتُ أبكي! بل بُكائي تجمع في حنجِرتي بصدمةٍ لأبتسِم بخفةٍ لاهِثاً بغير تصديق، وأملتُ وجهي مُنكسِراً لتعبِس شفتاي، وإرتعشَ صوتي ناطِقاً بكُسرٍ عظيم "أنا جيوُن حبيبُكِ ليلي!."

ولكِنها ظلّت تنظُر إلي وتنظُر! وسحبَت يدها برقةٍ من بين يداي لينغزني فؤادي، ولاتأخُذيِ مأمني يامَأمنيِ، وهاهي قالَت بنبرةٍ خافِتة "أنا تذكرتُكَ، أنتَ الطبِيب جيوُن الذي إستمَر بشتمِي في كُل مرةٍ آتي بها للمُستشفى وأرفضُ العِلاج! ولكِن لما تقولُ بأنكَ حَبيبي فحبِيبي إيثان وليسَ أنت!." ومُت مكاني!.

شعرتُ بدواخلِي تنعصِر! شعرتُ بأنفاسي ضاقَت علي! أنظرُ إليها كيف تمتمَت بنبرةٍ مُتعبة مُرتدةً للخلفِ تتراجعُ بقلقٍ مني "أخبرتُكَ أني لاأريدُ العِلاج طبِيب جيوُن كفاكَ قسوةً بي."

وبكَت دواخلي! وأحرقنيِ حُزن عظيم، وإقتربتُ ماسِكاً يداها مرةً أُخرى وقبلتُ باطِنها برجفةِ قلبي، ونطقتُ مُتوسلاً وكدتُ أبكي "وإني لاأقسوُ على صغيرتِي! وإني لا أشتُمكِ! وإني أنا حَبيبكِ وأنا وحيدَكِ! وأنا مالِكُ قلبكِ! يافاتِنةَ قلبي! أولا تتذكرينيِ ليلي؟ أولا تتذكرينَ قُبلاتِنا الطاهِرة! ولمساتُنا الفاجِرة! ونظراتُنا العاشِقة! أولا تتذكرينَ ذلك البَحر؟ وذلك المطَر؟ وذلكَ الوَعد؟ أولا تتذكرينَ خضُوعي لكِ طِوال الأشهُر السابِقة في المُستشفى وخارجِه؟."

وببرودٍ شديدٍ أجابتني بنبرةٍ جافة "أنتَ غريبٌ جِداً." وكُسِر قلبي.

ونظرَت إلي مُجعدةً حاجِباها بعدمِ رضى، وقالَت "أنتَ حقاً غريبٌ طبِيب جيوُن ماللذي تتفوهُ به! إتصِلوا بإيثان أُريد مُحادثتهُ الآن."

وجمدتُ مكاني، مُنكسِراً وروحي تبكي، ملامحي يكسوها ألمٌ خفي، وشبحُ إبتسامةٍ باهتةٍ يعتليني، ووافقتُ ليتصلوا بإيثان ولم يأتي، وإتصلتُ به بنفسي ولم يرضى بل شتمَني ولعنني، ولكني نسيتُ كرامتي لأجلِ حَبيبتي! وقُلت بحُزنٍ ملأ صوتي "أتوسلُ إليكَ لتأتي!." وأتى مُستلذاً كُسري وضُعفي!.

وها أنا أقفُ به أمام غُرفة سيليا وقلتُ مُبتلعاً حسرتي "ستُعاملُها وكأنكم لازِلتم مُرتبطِين، كالسابقِ تماماً." ووافقَ بإبتسامةٍ حاقدة وكاد يدخُل ولكني أوقفتهُ مُمسكاً بعضده، وتصنعتُ الثبات مخفياً مرارتي لأُهسهس "إياكَ وتقبيلُ طُهر شفتاها! سأهويِ بكَ للجحيِم! لاتُدنِسها!."

وإنتزعَ يدهُ بقسوةٍ ليفتحَ الباب رازِعاً إياه وقال موسِعاً يداه ماشياً للداخلِ بإبتسامةٍ مُتوسعة "كيم سيليا لقد أتَى رجُلكِ العزيز."

تِـرياق•JKWhere stories live. Discover now