ج•
" وإن إعتذرتيِ لي لا يهم! بل إني لا أهتم لما قلتهِ لي سابقاً! فأنتِ لا تعنين لي شيئاً ولا أهتمُ بكِ! ومن أنتِ أساساً!! فكلُ ما أردتُ أن أفعله هو مساعدتكِ لكي لا تموتي وتعيش أمكِ في تعاسةٍ وبؤس بعدكِ، ولكن بما أنكِ حقاً متلهفةٌ للموت فلتموتي، أنا لن أحاول مداواتكِ مرةً أخرى، ويمكنكِ الخروج من المستشفى ولن أعارضكِ ولن أزعجكِ، ولن أدفع تكاليفَ علاجكِ، فقط موتِ." بنبرتي الباردة إسترسلت وفوراً ما إنفجرت سيليا بالبكاء!.
وإنسابت دموعها بصدمةٍ طفيفةٍ ملأتها، تنظر إلي بطريقةٍ منكسرة، إبتسامةٌ ذابلةٌ ترتسم على وجهها، ودموعها تسيل على وجنتيها برقةٍ، أنظر لعسليتاها وقلبي مُرتجف، أكره رؤية دموعها، أكره حينما تبكي وتذكرني بها، تجعلني أتهرب منها محدقاً بالصفحات والملفات بكفي، وقُلت بهدوءٍ متألماً " وتظنينني حاقداً عليكِ وأنا كذلك! لأعوامٍ وأعوامٍ راقبتكِ! كارهاً إياكِ بكلِ قوتي، كيف تتصنعين القوة وترفضين العلاج فقط لأنكِ لا تريدين البقاء بالمسشتفى، ولا تهتمين بمن أحبوكِ، وأمي فعلت ما فعلته أنتِ بالضبط، ظلت تخبئ مرضها وتخفيه، إلى أن علمتُ بالصدفة!، وحينما حاولت مداواتها لم يستجب جسدها، بل إن السرطان بلغَ منها ما بلغ، وهاهي ظلت تذوق الويل أمامي إلى أن توفيت!. "
وإزداد بكاءها لأبتلع ريقي كارهاً ضُعفها، كارهاً صوتها، كارهاً شهقاتها المنكسرة، ورفعتُ عيناي إليها وأقسم أن قلبي آلمني بشدة، تقفُ وسط مكتبي بإرتاجفةِ ساقاها، التعب يكسو وجهها، جسدها هزيل ونظراتها باكية، حزينةٌ منكسرة، والإرهاق تملكها لدرجة أنها تمسك بحامل المغذي وتكاد تنهار لشدةِ مرضها، أكره نظرة الإنكسار وسط عدستيها البنيتين، يملأ قلبي حزنٌ من قعر الجحيم لحالتها، ويعيدني للخلف سنين وسنين!.
بل إني أغمضتُ محجراي بألم روحي وواصلتُ بأكثر نبرةٍ هادئةٍ أوبخها " أتعلمين ما فعلت أمي! حاولت تخبئت مرضها خوفاً أن تقضي حياتها في المستشفى وتبتعد عني أنا وأخي، ولكن حينما تغلغلها الموت بكت مستنجدةً، متوسلةً إنقاذها ولا يقتلها السرطان، خوفاً من الموت وخوفاً من تركنا خلفها، ولكن لعنادها طيلة تلكَ السنين لم أستطع إنقاذها، وماتت نادمة منكسرة، لذلك أنا لطالما حاولتُ جعلكِ تتعالجين! لكي لا تذوقي مُر الندم عندما يتغلغلكِ الموت!، ولكن يبدو أنكِ متلهفة لشعور الندم جداً. "
وإنتحبت أعلى وأعلى وصدى شهقاتها يتردد في جدران المكتب، تجعلني أهز رموشي متفحصاً ذبول جسدها ودموعها الغزيرة، شعرها الذهبي منسدلٌ بإهمالٍ على كتفيها وخدودها المحمرة من البكاء، ولوهلةٍ كدتُ أقترب منها برجفتي وأضمها لي أريد أخذ حزنها بعيداً، ولكني تمالكتُ نفسي وقبضتي تشكلت مرتعشةً لأفكاري المرعبة، وتنهدتُ متمالكاً جنوني وبكل برودٍ مصطنعٍ نطقتُ متجنباً إياها "لتفعلِي ما يشتهيه قلبكِ لا يهمني، فقط كفاكِ بلاهة." ومشيتُ من جانبها وخرجتُ لأتركها وحيدةً خلفي!.
YOU ARE READING
تِـرياق•JK
Romanceتلكَ الفتاة النقية، فتاتي سيليا، ذات القلبِ الحنون والأكفف الرحيمة والروح المبتهجة، بلسم هذا القلب الحزين، كيف بالإمكان ان يذبل حسن مقلتاها لما أصابها من بلاء! وهل من دواء! "جيون جونغكوك. وحينما تصاب سيليا بذلك المرض الخبيث وتتخلى عنها سلاسل النجاة...