ج•
وأيضاً نفى بعدم فهم "وستقضي إجازتكَ بداخل المُستشفى! ماهذا الهُراء أيها الطبيب! كيف لكَ أن تأخذ إجازةً لكي تبقى مع إحدى مرضاكَ في المُستشفى!! أنا لا أوافقُ ولا أمنحُك الإجازة!."
وتملكني الغضب، وقُلت بنبرةٍ ثابتة " إذن سأغيبُ ولن أُباشر عملي، ويُمكنكَ الخصمُ من راتبي كيفما شئتَ!." ومشيتُ من أمامه وفوراً تنهد بنفاذ صبرٍ، ونطقَ بصوته العالي "أنتَ لا تفهمُ الأمر طبِيب جيوُن! أنتَ من أمهر الأطباء هُنا ومن حقكَ أن تأخذ الإجازة كما تُريد ولكن أتأخذُها هكذا دون سببٍ!!."
وتجاهلتهُ فهو لن يفهم على كل حال، ومشيتُ وقلبي يقودني لحيثُما فؤاذي، ومررتُ من أسياب هذا المُستشفى العظيم إلى أن دخلتُ الغرفة، وقابلني جيمين الذي يتفحص ورقاً بيده ليستقيم مُباشرةً "ياالهي لقد تأخرتَ جيوُن يجبُ أن أذهب فهناكَ حالةٌ طارئة!."وخرج ليُغلق الباب خلفه، وأخذتُ نفساً عميقاً لأخطو لحيثما سيليا ونظرتُ لملامحها وإذ بها ماتزال نائمة لأتنهد براحةٍ! خوفاً أن تستيقظَ ولا تجدني بجانبها فتظنني أخلفتُ وعدي!.
وسحبتُ الأريكة لأقربها من سريرها، وأمسكتُ يدها وبها مُتجمدة، وفوراً ما شغلتُ التدفئة وغطيتُها جيداً بالألحفة، ولكني خشيتُ على معدتها وجراحتها لذلك ظللتُ أكشفها كُل ثانيةٍ وأخرى، وبقيتُ جالساً بجانبها وعيناي لا تُفارقها ولم أشعُر بنفسي إلا وأنا مغمضٌ لعيناي ورحتُ في سُباتٍ طويل!.
ومرت الدقائق والساعات وفتحتُ عيناي إثر صوت خُطواتٍ في الغُرفة وكانت المُمرضة، والمطرُ يرتطم بالنافذة خارجاً، ونظرتُ وإذ بالظلام يُحاوط السماء، والوقتُ يُقارب الثانية فجراً، ووجهتُ بصري لسيليا التي تُئن مُتألمةً وسط نومها! وحادثتُ المُمرضة جالساً "المُسكن!." وقالت بخفوتٍ "لقد حقنتُها به قبل ساعةٍ وأنتَ نائم!." وأومأتُ لها لتخرُج!.
وإحتضنتُ يدها ولم أترُكها، وإقتربتُ لأمسح على جبينها برقةِ إبهامي، أنظرُ لحُسنها الطاغي، أبعدُ تلكَ الخُصلات الناعمة المُشتعلة بعيداً عن وجهها، وقلتُ هامساً "سيليآ!." ولم تُجبني، بل أنينُها خافتٌ وكأنها تُحاول النهوض، ومسحتُ على جفنِ عينها لأعيد همسي بعطفٍ شديد "سيليا هل تستيقظِين؟."
وفرَقت شفتاها بصعوبةٍ، وتمتمَت بنبرتها الشاحبة "ماء." وفوراً ما لبيت، وجلبتُ لها كأس ماءٍ والماصة التي ترتكزُ به، وبخفةٍ عبأتُها وسكبتُها داخل فمها لينساب بعضه من جوانب ثِغرها ومسحته، وإبتلعَته بإستصعابٍ لأسقيها أكثر وأكثر! وتوقفتُ حينما لفت وجهها بخفةٍ تُخبرني بشبعها! وأغمَضت عيناها والتعبُ يملأ ملامحها، تجعلُني أعود للمسح على رأسها، أنظرُ لمحياها وقلبي يرتجفُ حُباً بها! وكيف لتعبها أن يُزين بهاءَ وجهها بهذه الطريقة!.
YOU ARE READING
تِـرياق•JK
Romanceتلكَ الفتاة النقية، فتاتي سيليا، ذات القلبِ الحنون والأكفف الرحيمة والروح المبتهجة، بلسم هذا القلب الحزين، كيف بالإمكان ان يذبل حسن مقلتاها لما أصابها من بلاء! وهل من دواء! "جيون جونغكوك. وحينما تصاب سيليا بذلك المرض الخبيث وتتخلى عنها سلاسل النجاة...