١١- صاعِقة.

82 12 23
                                    


ج•

وقالَت لِي بإبتسامةٍ ذابلةٍ " أظنُ أنكَ واقعٌ فيِ حُبي."

وضحِكتُ، قهقهتُ برجفةٍ مُرتعبةٍ أستشعرُ قُربها مني، ولم أقوى على فتحِ عيناي والنظر لعيناها، وقُلت بنبرةٍ مُرتجفةٍ "حتى أنا أظنُ أنيِ واقعٌ فيِ حُبكِ."

وتنهدَت بضحكةٍ باهتةٍ، لأفتح عيناي ناظراً لعسيليتاها من هذا القُرب الشديد، وتلاشت ضِحكتُها لتُبدلها لنظراتٍ هادئةٍ، ولم تُبعد يداها بل هاهي لازالت تُعاطف وجنتي بإبهامها متحسسةً تورمها برقةٍ، وضُعتُ في بهاءِ وجهها، ولكن هاهي نطقتَ بأكثرِ نبرةٍ مُشفقةٍ "ولكني أظن أيضاً أنكَ أبلهٌ طبيب جيون! فكيف لكَ أن تقع بحُبِ من هي ميتةٌ أساساً! ولا حياة لها سوى والمرض والموت! وفقط الموت!."

وزفِرتُ بتعبِ قلبي، أكره إستسلامها هكذا! وقلتُ فوراً بنبرةٍ نمتعبة "يا فتاة لم أُقرر حُبكِ، ولكن كنتُ ضائعاً في الألم بعد فِراقها، وحينما رأيتكِ تحركت رغبتي في الحياة، منذ سنين لمحتُكِ دقيقةً واحدةٍ كُنتيِ في عجلٍ حينها، أعدتُ النظر سريعاً ولا أعلم كم ثانيةً بكثتُ بوجهكِ مُحدقاً، ومنذ ذلك اليومِ وأنا متبعثرٌ بما طُحت."

ولازالت تتلمسُ خدي وتنظرُ لعيناي بعمقٍ تستمعُ لكلماتي، ويا إلهي قلبي كيف يرتجفُ لبؤسي، وأكملتُ قولي مرتجفاً حزين "أوهمتكِ بأني لا أهتمُ وأنا مكترثٌ أحفظُ أدق تفاصيلكِ، حاولتُ إيقاف نفسي ولكني لم أقوى! هِمتُ بكِ، ولم أعُد أقوى الصمودَ أمامكِ، بتُ أخاف عليكِ من الأذى ومن الألم ومن الموت، ليتَ الكلمات تخرُج من قلبي كما أشعرُ بها داخل عقلي ولكني بطريقةٍ ما أشعرُ أني مُرتبطٌ بكِ، أصبحتُ أرى جميع الناس أنتِي فأنتيِ الآن معركتي وإما الفوز أو الفوز!."

وإبتسمَت بخفةٍ ولكن الإرهاق سيطر على وجهها، ونظرتُ لعسليتاها ونطقتُ مُرتعداً "وتسألينني أ أنا واقعٌ في حُبكِ! يا فتاة أنا ضائعٌ بكِ منذُ أعوامٍ وأعوام، بائسٌ أنا لا أجيدُ الإعتِراف ولكن كيف أُخبركٓ عن مدى ضياعي بكِ! وبختُكِ نهرتُكِ أقلقتُكِ أرغمتُكِ أبكيتُكِ رغبةً بحمايتكِ، أشعرُ وكأنما فؤادي مُرتبط بكِ، ماكُنتِ مثل العابرين! جميعُهم مروا عليّ إلا أنتيِ سِرتي خِلالي! هزمتِني! هُزمتُ أمام نظرةٍ وضِحكةٍ واحدة! وها أنا بتُ متخبطاً مستنجداً من حُبكِ!. "

وكلماتي هدأتها، جعلتها تسحبُ يدها وأراحتها على الملاءات بين أوجهنا مُركزةً بكلماتي، لأواصلَ بأكثر نبرةٍ مُرتعبةٍ "يا فتاة حينما أنظرُ إليكِ تُقاتِل يُسراي يُمناي، وتغارُ عينِي من عيني، تُشبهينَ القمر تماماً! حُسنُكِ بديع! لكِ عينانُ كاللؤلؤ تلمع، وضِحكةٌ تجعلُ الأعمى يُبصر، والأصم يَسمع، والمُلحد يضيعُ في دِيانات الرب يستنجد، ذابَت روحيِ البائسة في حُبكِ صامتةٌ، ولكن أبعنياكِ سحراً! أم أنني عاشِقاً أبله! أدنى حركةٍ منكِ قادرةٌ على زعزعةِ كيانيِ، إنكِ تعبثينَ بقلبيِ من بعيدٍ يا فتاة، فماذا لو أن يدكِ بِيدي؟."

تِـرياق•JKWhere stories live. Discover now