١٧-بهجَة.

75 8 0
                                    

ج•

وتنفستُ أدلكُ جبيني برجفةُ قلبي، أكرهُ معرفتي بتعبِها، ولكني بتُ أخاف قُربها وأخسرُها! هذه الفكرة هزمَتني! هزمتنِي للدرجةِ التي باتت بها قدماي ترتجفان رهبة، ومشيتُ ولم أشعُر بي إلا وأنا أقِف أمام باب غُرفتها ويدي تمسكُ بالمقبض، أُغمض عيناي وأستمع لأنينها المتألم، أشعرُ بصرخاتٍ مزقت دواخلي حينما سمعتُ شهقاتها الباكية رافضةً الجميع وطالبةً إسمي! إلهي مالِ قلبي يؤلمُني!.

ظللتُ مكاني أنصتُ لبكائها وحُرقة صوتها، وأتخيلُ فقدانها وضياعي، قلبي يحترق بطريقةٍ لا أستطيعُ تحملها، أخافُ عليها من كُل قلبي، وبكاءها يشذب فؤادي، وفُتح الباب فجأة، وإهتزيت عندما نظر لي الطبيب بارك بصدمة ليضربَ على صدري بخفةٍ وعدم تصديق " إلهي ماللذي تفعلهُ هنا أيُها السافل! سيليا رفضَت أخذ العلاج إلا حينما تأتي لما لم تأتي قبلاً اللعنة عليكَ!!."

وبُكائي تجمعَ في حُنجرتي، أنظرُ لعيناه وقلبي يرتجف خوفاً، ليستشعر مخافتي، وإبتلع بؤسهُ ليُجيبني " ولما أنتَ بائساً هكذا! فنتائجُ تحاليلها ستأتي غداً وأنا متأكدٌ أن جراحتها أتت بنتائج جيدة! لما أنتَ ذابلٌ لهذا الحد! يجبُ أن تذهبَ إليها هي أساساً متعبة وتُريدكَ بقُربها، حتى أنها حاولت المجيئ إليكَ وسقطَت على يديها لتنجرح كفوفها بخدوشٍ دامية! ألا يؤلمكَ قلبكَ هكذا!."

وكادَت أدمُعي تنساب، ولكن هاهو جيمين الذي طبطبَ على كتفي ليقول فاتحاً الباب " إذهب إليها حُباً بالرب هي تبكي بطريقةٍ تكسر الفؤاد." وحينما فُتح الباب ونظرت عيناي لسيليا التي بادلتني النظر إنهار قلبي، وحينما أجهشَت بالبكاء آلمتني روحي، وكدتُ أسقط وأختفي لشدةِ حُزني عندما إستقامت ماشيةً إلي برجفةِ ساقاها والمُمرضة تُساندها خوفاً أن تقع، بل إنها تبكي بحُرقةٍ وشهقاتها دامية لتقترِب إلي وإقتربَت، وعِندها إرتمَت في أحضاني وتشبثَت بي لتنفجِرَ باكيةً توبخُني " لما لم تأتي إلي قبلاً ألم تعلم أني كنتُ أبكي!."

وروحي تشذبَت، جعدتُ حاجباي حابساً بكائي أحسُ بإلتصاقها وتشبُثها بي، لتبكيِ وسط عُنقي تضربُ على ظهري برقةٍ وضُعفٍ تُوبخني بإنكسار صوتِها " لقد بكيتُ كثيراً وكثيراً ولكنهم أخبروني بأنك‌ لستَ بالمُستشفى ولستَ معي! ولكنكَ وعدتني! وعدتَني جيوُن أن لا تترُك يدي لما يجبُ أن تسرِقَ قلبي وعِندها تترُكني! أتُريدني أن أموتَ وقلبي مُنكسِر!."

وكلِماتُها هزمتني، جعلتني أُحاوط جسدها بيداي وحملتُها بخفةٍ لتبكي أكثر، بكَت بحُرقةٍ وطريقةٍ كسرتني لأمشي بها حيثُما السرير، وأجلستُها عليه ولكنها لم تترُكني، بل إني جثوتُ على رُكبتي أمامها لِتظلَ دانيةً مني تحتضنُنيِ، وقالَت وسطَ دموعها المُنذبحة " أربكتَ قلبي وجعلتنيِ أهيمُ بقُربكَ وأستلذُ حُبك وعندها تُخيفني ببُعدكَ! ألا تعلمُ أني لشدةِ رغبتي بكَ بكَت عيناي وإنهرتُ وتمزقَت يداي! أولم تُخبرني سابِقاً أن البُكاء على جمالي مُحرم وأن يداي طاهِرةٌ لاتستحقُ الألم! ولكنها تألمَت!."

تِـرياق•JKWhere stories live. Discover now