٦-إنكسار.

74 11 19
                                    


س•

" ولكن أنتِ تمنيتي أن يموت أحب شخصٍ له أمام عيناه من السرطان، وأمه أصابها السرطان وماتت أمام عيناه بذات الطريقة قبل أعوامٍ قصيرة، جونغكوك مسكين جداً سيليا! لقد ذاق الألم بطريقةٍ لا تستطيعين تصورها، قلبهُ منكسرٍ أساساً وكلماتكِ زادته كُسراً، لم يجب عليكِ أن تقولي له تلك الكلمات بتلكَ الطريقة!. "

وكلمات جيمين صدمتني، جعلتني أتصنم بدهشةٍ ناظرةً إليه وعيناي فوراً ما أدمعت، بهتت ملامحي، وألم شديدٌ داهم قلبي، وتذكرتُ كلماتي له بالأمس! إلهي هل أنا قلتُ تلك الكلمات له بتلكَ القسوة!، وشخرتُ بضحكةٍ باهتة قصيرة متمتمةً بعدم تصديق "أنتَ تكذب!."  

ولكن هاهو جيمين نفى بصدقٍ وحزنٍ واضح، ورمق مقلتاي قائلاً بنبرةٍ نغزت قلبي " بل حقيقة، تخيلي أن تكوني أشهر طبيبٍ في أشهر مستشفى، بل إنكِ متخصصةٌ في الأمراض الخبيثة، وتكوني خبيرةً ومحترفةً في عملكِ، ولكن مع كل هذا لا تستطيعين إنقاذ أحب شخص لقلبكِ، فجونغكوك ظل يُشاهد أمه وهي تتألم وتموت أمام عيناه ولم يستطع إنقاذها، كل ما إستطاع فعله هو أنه ظل يبكي صامتاً منكسراً. "

ويا إلهي كيف إرتجف قلبي، ونفسي إنقطع، وإنسابت دموعي على وجنتاي، وفوراً مسحتها بصدمتي، وإذ به واصل حديثه يوبخني " لقد أخطأتِ بحق جونغكوك كثيراً سيليا، لم يكن من المفترض أن تقولي هكذا. " وذهب للخارج تاركاً إياي وحيدةً بضميرٍ صارخ ووجه مبتلٍ حزين!.

نظرتُ للعدم مندهشةً متصنمةً وأيسري يرتعش، أشعر بحموضة تتراكم في حنجرتي، وأقسم أني لم أنوي قول تلك الكلمات الجارحة له هكذا! ولكنه يفقدني صوابي، إستلقيتُ فوق السرير بتعبٍ وتكورتُ حول نفسي، ضامةً ساقاي لصدري، وقلبي يؤرقني نادمةً لقسوتي به، عيناي تبكي بصمت، في هاته الغرفة الباردة المظلمة والهدوء التام جلستُ أناظر الفراغ بعبوسٍ شديد، نعم لقد آلمته! ولكن هو آلمني كذلك!.

أغمضتُ عيناي أتجاهل اللسعات والمرورة مدعيةً عدم الإهتمام وقلبي ما لبث يؤلمني بكثرة، الندم حاوطني جعلني أتعارك مع قلبي وعقلي، جعلني أكره ذاتي كرهاً جماً، ولأول مرةٍ يتفق كلاهما رغبةً بالتأسُف، ومع ذلك ظللتُ أحارب نفسي وأقنعها أنه شريرٌ بغيضٍ لعين يستحق أن يتألم، أمنعني من الخضوع لمشاعري المرهفة، ولكنني لم أقوى، ولم أستطع، بل ها أنا ذا نهضتُ ومسحتُ أدمعي بكفاي رغبةً بالإعتذار!.

جلستُ أهندم لباس المستشفى العشبي الخفيف الذي يحاوط هزالة جسدي، بحبالٍ رفيعةٍ تربطه من الخلف، يكاد يبلغ منتصف ساقاي، قصير، وتنهدتُ لأستقيم بتعبٍ شديد أهلك بدني، وإبتلعتُ هواني وسحبتُ ذلك الحديد بالمغذي يتعلق به ثم دفعته بجانبي ومشيتُ بخفةٍ، قواي خائرة والمرض يأكل مني، ببرود خطواتي توجهتُ ناح الباب، ولكن فور فتحي لها بتعب كفاي تيبست!.

تِـرياق•JKWhere stories live. Discover now