١٠-إعتِراف.

98 14 24
                                    

ج•

وملأني حُزنٌ عظيمٌ حينما إحتضنت ظهري بذراعيها المُرتجفتين ودفنت وجهها في معدتي! وأقسم أن قلبي مات وماتَ كل مابي! بل إن عيناي أدمعت ولأول مرةٍ حينما قالت لي متوسلةً مترجيةً بشهقاتها المذبوحة منكسرةً تتشبث بي " أنا أموتُ ألماً جونغكوك أرجوكَ أنقذنيِ!."

وحينما قالت هاته الكلمات أصابنيِ إحساسٌ مُباشرٌ مرسلاً من الجحيم، كان إحساساً أشدُ إيلاماً من جميعِ الأحاسيس التي شعرتُ بها طِوال حياتي! أدمعت عيناي بألمٍ أحرق فُؤادي! بل لأعوامٍ وأعوامٍ ركضتُ خلفها رغبةً بإنقاذها قبل أن يفوت الآوان ويتغلغلها المرض، لطالما خشيتُ أن تأتي اللحظة التي تتوسلنا لإنقاذها، وهاهو حصل ما كنتُ أخشاه! كنتُ أخشى حدوث ما يحدث الآن!. 

أحسستُ بألمٍ كبيرٍ في داخلي، بُكاؤها مزقَ أيسري، أدمعت عيناي وتمنيتُ أن أبكي! ولكني لم أستطع، لفرطِ ما إعتدتُ من صلابةٍ نسيتُ كيف أبكي لأرتاح، أستشعرُ يداها التي تحاوط جسدي وتتشبثُ بظهري فجعدتُ وجهي ببكائي المحبوس، أنظرُ لوجهها الذي تدفنه في معدتي ليتمزق قلبي وكأن رصاصةً أصابتني ولم تُميتني، ولستُ أدري حينما شكت لي ألمها أكان الألم بها أم في قلبي!.

وبرجفةِ يداي أنزلتها لرأسها ومسحتُ عليه بحنيةٍ، ويدي الأخرى أرحتها على ظهرها واقفاً أمامها، وإبتلعتُ بُكائي وقُلت بائساً " يجب أن تستلقي سيليا لكي يخِف ألمكِ!." وهاهي نطقت وسط شهقاتها الباكية بوجهها المدفون في معدتي "ولكني لا أستطيعُ المشي!." وفوراً ما رددتُ مُنزلاً يدي أسفل كتفيها " أنا سأحملكِ." وأقمتها أمامي لتلتصق أجسادنا، ولازالت تبكي وجبينها يرتاح على صدري لشدةِ تعبها، وها أنا ذا حاوطتُ ظهرها بيدي وحملتها لتتمسكَ بعُنقي ومشيتُ بها للسرير، يال خِفَتها ورقَتها!.

أحملها بيدٍ واحدةٍ تحيط بظهرها بساقاها التي تتدلى بخفة من الجانب، ووجهها الذي تضعه فوق صدري وتبكي بحسرةٍ، قبضتها تشُد على ردائيِ الأبيض ودموعها تُبللني، وقلبي ليس بخير! ليس بخير أبداً! وإقتربتُ لأجلسها بهدوءٍ على السرير، وبتعبها تكوَرت على نفسها لتستلقي ولازالت تشهقُ بشدةٍ، ووقفتُ ناظراً إليها والحُزن يأكُل روحي! أشعر بسكاكين تُشذب حلقي لحالتها، والممرضة فعلَت ما بوسعها وشرعت بزرع الإبرة بها لتحقنها بجُرعة مُسكن! ولكن مرضها كان متدهوراً لدرجةُ أنها لم تهدأ!.

ومرَ الوقت بطيئاً أحدق بها بصمتٍ وكياني بأكمله يتمزق، كان قلبي يتقطع! أرى كيف تستلقي كالأطفال منكمشةً حول نفسها وبكاءها مُنكسرٌ، وها أنا لطالما إمتنعتُ عن تصديق أني واقعٌ لها! وأني أخاف عليها! ولكني كذلك! أنا أقولها ولا أنكر! أنا واقعٌ في حُبها منذ أعوامٍ طوال! ولكني خائف! أخاف أن أستأنسَ مُجدداً بأشياء ستتركُني، فمن يخسر مرةً يبقى خائفاً من الخسارة إلى الأبد! وأنا أخاف أن أتمسكَ بها وتتركني! حقاً أخاف!.

تِـرياق•JKWhere stories live. Discover now