١٣-تضرعٌ للر‌َب.

81 10 6
                                    


ج•

وضحُكتُ عاشِقاً أبلهاً! يالي من خاضعٍ لها! ولم أتريث بل إقتربتُ وأمسكتُ بحُسن كِفها وشددتُ يدي بيدها، وقالت لي هازةً رأسها بلطافةٍ مُبتسمةً بجمالٍ ملائكي "جيدٌ إذن، يبدو أنكَ لا تنكثُ وعودكَ إلا حينما تقعُ عيناكَ على مالا يتحملهُ قلبُكَ." وضحِكتُ، ونظرَت عميقاً لعيناي ونظرَت، وإبتسمَت شبحَ إبتسامةٍ جانبيةٍ فاتنةٍ لتهمسَ بكلمةٍ هزتني بأكمليِ قائِلةً "ولكني لا ألومكَ جيوُن!."

وهُنا مُت تماماً!.

إلهي ماهذا! إلهي إرحَم بلاهة قلبي! ودفعوا سريرها وهاهي أمسكت يدي بشدةٍ في كُل خطوةٍ نقتربُ من باب غِرفة العمليات، تُغمِض عيناها وتتلو بعض الأدعيةِ خائفة، وحينما فُتح الباب ودخلنا إنتفضَت بإرتعابٍ ليرتاعَ قلبي، بل هاهي شدت يدي لصدرِها لتحتضنها وإهتز صوتها ناطقةً تنظرُ لعيناي "لا تترُكني طبِيب جيوُن أرجوكَ."

وأجبتُ مُلبياً وفؤادي يرتعشُ حُزناً عليها "لا أترككِ ولن أفعل فقط لا تُخيفيِ قلبكِ." ودفعوها إلى أن دخلنا بها حُجرة الإستشارة وبثلاثةٍ من أمهر الجراحين يقفون بأمرٍ مني بعدما دفعتُ الكثير والكثير رغبةً بالأفضلِ لها، وهاهي فور رؤيتها لهم إنفجرَت باكيةً، ونظرَت إليهم لتُعيد عيناها لي وقالت تضغطُ كفي لصدرها وسطَ شهقاتها التي بدأت تعلو "أنا خائفة طبِيب جيوُن حُباً بالرب لا تترُكنيِ!."

ودنوتُ منها حينما رأيتُ الممرضة شرعت بحقنِ المُخدر بجسدِها، وبكَت أكثر مُتشبثةً بيدي تجعلُني أنحني لها بخوفي عليها، وبرجفة يدي مسحتُ على جبينها وشعرها لأسترسل ماسكاً كفها "والربُ لا أترككِ فقط هونيِ على نفسكِ، كُل شيىٍ سيكونُ بخير سيليا لاتبكيِ!."

ووضعَت بها المخدر داخل وريدها لأدرك أنها ستتخدر خلال ثواني، ولكنها لازالت تبكي وتتشبثُ بيدي، تحتضنُ كفي لصدرها بطريقةٍ شديدة تجعلُني أحسُ بنبضاتها الهلِعة الذابلة، كفوفها النحيلة تحتضنُ يدي وكأنها تحتضنُ الأمان، دموعها تنساب على حُسن وجنتاها تجعلُني أمسحُها خاضعاً بائس، وشهقاتُها تملئ الغُرفة بحُرقةٍ تنظرُ لمقلتاي وتتوسلُني "أنتَ وعدتنيِ جيوُن أن لا تترُكنيِ  أرجوكَ لاتتركنيِ!."

وأقسمُ أن صوتي إرتجفَ لعِظم حُزني وقربتُ وجهي من وجهها ماسحاً على جبينها وأجبتُها مُتعباً "يافتاة اللعنة عليّ إن فعلتُ! أُقسمُ بروحِ والدتي أنيِ لا أترككِ!."

وهاهو المُخدر سيطر عليها، وبدأ بكاءها يهدء رويداً رويداً حتى تلاشت شهقاتُها، ولازال الإرتعابُ على وجهها وكفيها إرتخت حول يداي، ولكنها تُواصل النُطق بخفوتٍ وسط خُدرِها ودموعها الذابلة "لا تترُكنيِ جيوُن."

تِـرياق•JKWhere stories live. Discover now