س•
وهاهو عاد وأسقاني الماء، وبهِ يجلسُ أمامي على رُكبتاه ويبتسِم لي مُتصنعاً الثبات، ليس وكأنه يموتُ من المُستقبل، ليس وكأنه يتفَقدني دوماً أثناء نومِي خوفاً أن يأخُذ الرب أمانتهُ، وها أنا كوبتُ وجنتاه وتبادلنا النظراتِ البائِسة، والحُب الحزين، وتنفستُ لأقولَ له بتعبِ صوتي" ولاتقلَق، وإنه سيأتي اليوم الذي نأتي بهِ لمنزِلنا ونفعل كُل ماتُريد، ونشتريِ مانُريد، ونعيشَ بسلامٍ تام، طمئِن قلبكَ وثِق بي، فأنا أعدُكَ ألا أموت! أنا قويةٌ."
والحُزن سيطرَ عليه، وعيناهُ مدينةٌ حزينة، لذلكَ دنوتُ من وجههِ ونطقتُ مُلاطِفةً أنفِي بأنفه "لنتزوَج غداً، ولنُقيم زِفافنا في المُستشفى مارأيُكَ؟."
وسريعاً مانظرَ إلي بصدمةٍ، والتعاسةُ تغلغلَت صوتهُ ليقولَ مُرتبِكاً "ولِما يجبُ أن نفعلَها! وداخِل المُستشفى! إخرسيِ لاتقولِيها مرةً أُخرى بل إننا سنُقيم زِفافنا في أبهى الأماكِن، وأزهى الطِلال، وتكونيِ مُعافةً مَشفيةً بأحسنِ حال، ليس أن نتزوجَ وأنتِ ذابلةُ الحال."
ولكنيِ توسلتُه، ورفَض، ومجدداً فعلتُ، ورفَض، وأقنعتهُ، وكلِماتي أخضعَته، وهاهو إستقامَ أمامي يتحركُ بغضبٍ وأنفاسُه لاهِثة، وقالَ بحُرقةِ صوته يلعنُني وكادَ يبكي "وهذا ما أكرهُه بكِ! أنكِ إستسلمتِي! وتنتظرِين الموت! لذلكَ تُريدينَ أن نتزوجَ خوفاً أن يأخُذكِ الموتُ مني قبل أن نفعَل! رؤيتُكِ بهذا الإستسلامِ تقتُل روحي، كفاكِ حُباً بالربِ ليلي."
وإستقمتُ وساقاي تخونُني، لم أعُد أستطيعُ المشي لشدةِ مرضي، وإقتربتُ بخُطاً مُنكسرة وإحتضنتُه برقةٍ لأُريح وجهي على صدره، ولم يحتضننيِ بل يلهثُ بحسرةٍ وكُسرٍ عظيم، يجعلُني أتوسلهُ بذُبول نبرتي "وإني لاأستسلِم، وإني لاأموت! ليلي قويةٌ جداً جوُنغكوكي، فقَط لتتزوجنيِ وتُحقق أُمنيتي، أولا تُلبي مطلَبي!."
وياإلهي كيفَ وافقَ بشحوُبٍ عظيم، أنظرُ لعيناه المُنكسِرة وحُزنه هزمَني، للدرجةِ التي كدتُ أنهارُ على الأرض لهوانِ ساقاي ولكن فوراً ما أمسكَني، وحمِلني، وأخذنيِ للمُستشفى وها أنا أستلقي على السرير وأستمعُ إليه كيف يُحادث المُمرضة مُجهزاً كُل شيئ، وبي أدعو في سريرتي أن لاأموتَ يومَ زِفافنا، وأتى اليومُ الثاني وأتى الصباحُ كئيباً، يومُ زواجنا، يالِ بؤسنا، أجلسُ في الحمامِ وبالطبيبِ بارك واقِفاً معي ويعدِلُ زينةَ هذا الفُستان الرقيقِ الأبيض، ويُحادثني بإبتسامةٍ يثني علَي بحُزنهِ التعيس!.
وهاهو يحبسُ بُكاءه للمرةِ الألف، ولكنيِ قلتُ له يخفوتِ صوتي "أنتَ تعلمُ أني لطالما أحببتُكَ جيمين! لذلكَ لتُسامحني على كُل سوءٍ ألحقتهُ بكَ." وهاهو إستقامَ ليضع الورد على حُضني، جالِسةً على الكُرسي لاأستطيعُ المشيَ لسوءِ حالتي، وبه وقفَ خلفي يبعثِر مابقى من شعريِ ليقولَ لي وأوشكَ يبكي " لاتتفوهيِ بالتوصياتِ إخرسيِ، اليوم زواجُكِ يافتاة لتستمعيِ قليلاً."
YOU ARE READING
تِـرياق•JK
Romanceتلكَ الفتاة النقية، فتاتي سيليا، ذات القلبِ الحنون والأكفف الرحيمة والروح المبتهجة، بلسم هذا القلب الحزين، كيف بالإمكان ان يذبل حسن مقلتاها لما أصابها من بلاء! وهل من دواء! "جيون جونغكوك. وحينما تصاب سيليا بذلك المرض الخبيث وتتخلى عنها سلاسل النجاة...