٣- ألم.

36 9 18
                                    

ج•

" لن أتصنع الفرح لأنها لن تتحسن، فسيليا ميتةٌ لا محالة. "

وقالت بكلماتٍ صدمتنا جميعاً لدرجةِ أني أحسست بعفاريت من الجحيم تلسعني لنبرتها الساخرة، وإبتسامتها الجانبية التي جعلت عقلي يحدث به خلل فكيف لشخص أن يكون بهاته القسوة واللعنة!!، وبرعشةِ صوتي المتفاجئ صرختُ بصدمةٍ عظيمة " سيدة كيم!!!. "

" ماذا!!!. " وصرخت أقوى رداً علي، لتنظر إلي بغضبٍ شديدٍ لاعنةً سيليا ببكائها الواضح " ماذا!! أخبرتكَ أني لن أظل أكذبُ عليها وأشاهدها إلى أن تموت! هي إبنتي وقلبي لا يتحمل ذلك!! لا يتحمل أن أتعلق بأملٍ كاذب وعندها يأخذها الربُ! لذلك إن كانت ستموت لتمُت لا أهتم!!." وهي كاذبة! فهاهي عيناها لا تتوقف عن ذرف دموعها ولو لثانية!!.

وجيمين الذي صاح عليها بشهقاته المتألمة " لما يجب أن تكون كلماتكِ قاسية هكذا سيدة كيم!! أرجوكِ إستوعبِ سوء حالتها وإرأفِ بقلبها!!." ونظرتُ لسيليا التي لازالت تنظر لأمها بنظراتٍ باهتةٍ، مصدومة، ملامحها ذابلة، دموعها تنساب بصمتٍ على وجنتيها، كسرٌ عظيم ملأ مقلتيها، تنظر إليها بطريقةٍ أهلكت قلبي!! كأنها تنتظر العفو منها!! نظراتها المتوسلة للرحمة جعلتني ألعن نفسي ألف لعنةٍ على ما بدأته.

وإذ به حبيبها إقترب بغتة بخطواته ناحيتنا وإحتضن السيدة كيم من الجانب، ونظر إليها ببرود قائلاً  " ولما يجب أن تصرخوا عليها هكذا! لتحادثوها برفقٍ!. " ولا أعلم لما قلبي لا يستلطف هذا اللعين، ولكني حقاً أشعر بي أود لكمه!.

وهاهو جيمين الذي نهره مهسهساً بعيونٍ جنونيةٍ غاضبة يكاد ينقض عليه " أنتَ إخرس لعنكَ الإله! كل ما تعرف فعله هو الصمت والإختباء في الخلف! ولكني لا أراكَ تدافع عن حبيبتكَ! هي على مشارفِ الموت وأنتَ لم تبكي لكَ عين ولم يرتعب قلبكَ! وهل حقاً تُحب سيليا أيها السافل!!. "

ليجيب قائلاً وملامحه غير راضية مما سمعه "بالطبع أحبها ولكن ليس لدي المال للتكفل بعلاجها! ومالذي سأفعله ياترى هل سأشق ثيابي وأمشي صارخاً أنوح كالمجانين هنا وهناك! ولما أفعل بما أنه لن يجدي نفعاً! أنا بالكاد أستطيع الصرف على نفسي على أن أصرف مئات الألوف لعلاج سيليا!."

شخرتُ بضحكةٍ مصدومة لكلماته، أنظر إليه والغضب كسى ملامحي، وسرقتُ نظراتٍ لسيليا التي لازالت منغمسةً بذبولٍ في أمها، لأعيد بصري لهذا الحبيب السافل وتعابيري مظلمة، ولكنه أردف بنبرةٍ مستفزة يشير علي " ولكن يبدو أن الطبيب جيون يمتلكُ الكثير من المال ليرمي به لذلك أحسنت بقراركَ أن تتصدق به على سيليا، لتعالجها أنا أدعمكَ. "

وهل شعرتم يوماً بأن يدكم تتحرك لوحدها تريد لكمَ شخصٍ أمامكم؟!!.

لأني أقسم أني أريد لكمه وبكل قوتي أريد تشويه ملامحه المقرفة، ولكني نظرتُ للسيدة كيم عندما صنعت تواصلاً بصرياً مع إبنتها، نظرت ونظرت وملامحها ذابلة كملامحِ إبنتها الباكية، وقالت بصوتٍ خافت " ليكن الرب في عونكِ! " ومشت بخطاها خارجاً هي وإبنتها بحبيب سيليا الذي عاد أدراجه لها وقام بترك قبلةٍ وسط جبينها هامساً بتردد " سأعود غداً! يجب أن أذهب فوالدي يتصل. " وذهب خارجاً هو كذلك!.

تِـرياق•JKWhere stories live. Discover now