رفعت سماعة الهاتف أحرك القرص على رقم منزلنا لترد آشلي..
"مرحبًا، كيف حالك، وددت أخباركِ أني سأذهب للغذاء في الخارج برفقة إدريان، لا تنتظريني وَ كلي أنتِ"
ردت بنبرةٍ تتخللها السخرية..
"أختي كبرت وَ بدأت تخرج في موعدٌ غرامي؟"
"أصمتي يا فتاة، هو فقط يشعر بالوحدة فأنه مغتربٌ عن أهله، وَ طلب أن أشاركه الطعام، ثم ما هذا اللسان السليط الذي تملكينه، هيا نلتقي مساءًا"
"حسنًا كما تريدين، أنتبهي على نفسك، نلتقي"
أغلقت الهاتف، وَ توجهت نحو إدريان، الذي كان ينتظرني أمام باب المكتب، خاطبته قائلة..
"لقد انتهيت يمكننا الخروج الآن، بالمناسبة ما نوع الطعام الذي تفضله؟"
"كل ما هو يأكل، ماذا عنكِ؟"
"هذا رائع، أني أفضل كل ما هو يحتوي على السكر"
"هل هذا يعني أنكِ على صلةٍ بالقرائب؟"
أحمرت وجنتاي، قهقهت بخفة مجيبةٍ..
"أن إتخاذ كل شيءٍ دون البشر كقريبٌ لنا أسلم، وَ أقل ضررٌ لأرواحنا"
أن شخصيته الغريبة هذه، تجعلني في حيرة، أن كان لا يفضل البشر، لمَ طلب مني الخروج معه، أهو معتوهٌ كـألبرت، كما أنه محقٌ بهذا، فأنا أيضًا أفعل ما يقوله لم أجعل أحدٌ قريبٌ مني إلا آشلي وَ ألبرت، لكن لمَ وافقت على الخروج معه، أهذا يعني أنني معتوهةٌ أيضًا؟
أفقت من شرودي على صوته..
"لقد وصلنا، أنه مكاني المفضل، منذ أن أتيت وَ أنا آتي لتناول الطعام هنا، أنهم يقدمون أطباقٌ إيطالية رائعة"
"حسنًا إذًا، ستطلب لي أنتَ بما أنكَ قد جربت جميع أطباقهم، كما أني اسمع مناجاة معدتي بتذوق طعامٌ غير الطعام المحروق الذي أصنعه"
ختمت كلامي بضحكةٍ كما بادلني ذاتها هو، تاركين مطر ديسمبر يهطل بالخارج لندخل المطعم، وَ قد كانت روائحٌ شهية تملئ المكان، إتخذت مكانًا أجلس به، على كرسيًا خشبي وَ طاولةٌ دائرية بغطاءٍ أبيض، وَ صوت عزف الكمان يطغي على أصوات الناس حولنا، المكان دافئ جدًا، زخارف جدرانه الذهبية وَ تلك الأرضية الخشبية، وَ ما لفت انتباهي هو وقوف شابان عند المدخل، يقدمان زهور التوليب البيضاء برفقة رسالةٌ إيجابية كـ أبتسم، أو أنت تستحق الأفضل، لكل من يدخل، وَ قد وقع نصيبي برسالةٍ وَ كأنها أتت لتطمئن قلبي، كتب فيها_ سيكون كل شيء على ما يرام فقط ثق بنفسك وَ أبتسم_ قد خطف قلبي المكان هذا وَ أعلن أنه الأفضل من اليوم هذا
أما إدريان اكتفى بابتسامة مزيفة وَ لم يقبل أخذ الزهرة وَ الرسالة منهم، وَ كأنه يقول لا أريد الأمل..
أنت تقرأ
زهقٌ مُتوارٍ
Mistério / Suspenseكُرةٌ مليئةٌ بالعقد من حبالِ صوتها، ترانيمُها شهقاتٍ وبكاء، ولوحةٌ من دمائِه بفرشاةِ أمهرُ رسام، حتى تلكَ العينانِ وهم بنظرةِ هلعًا مُقتلعتانِ، ستعبُرينَ بحرًا أحمرًا لتصلي مرسى الأمان، ليومها سأُكملُ كتابة رسالةٍ أخذت ثمانُ سنينٌ من الزمان. لقدّ طا...