خرجت من دار ويلتون بعد أن ودعت كيارا
وَكانت قد أزاحت عني متاعب اليوم بضحكاتها تلكأخذت أدحرج خطواتي نحو المنزل، ليراود ذاكرتي ذلك اليوم حين وجدنا كيارا، كنا أنا وَ شقيقتي آشلي وَ صديقي ألبرت وَ شقيقته ليزا فنحن نسكن في ذات الشارع، منازلنا مجاورةٌ لبعضها، صديقي ألبرت شاركني رحلتي الدراسية كلها، وَ وقع نصيبنا أن نحصل على، وظائفٌ في ذات الصحيفة...
كان ذلك اليوم منذ أربعة أعوامًا تقريبًا، كانت آشلي وَليزا يلعبان كرة السلة، وَبسهوةٍ من إحداهما عبرت الكرة لحانةٍ مهجورة، طلبت ليزا مساعدة ألبرت، فقررنا الذهاب معه خشية من أن يلحق به مكروهٌ ما، دحرجنا خطواتنا بحذر بعد أن فتحنا الباب وَقدّ أصدر صريرٌ عالي لشدة هدوء المكان، فهذه الحانة مهجورةٌ منذ سنين طويلة..
نبشنا بين الأثاث المهترء وَأخيرًا لقد وجدنا الكرة، وَعندما هممنا بالخروج، صدح صوت تهشم زجاجٌ من الداخل، وجهنا نظرنا بقلقٍ نحو بعضنا، لينبس ألبرت بصوتًا مرتجف يملأه الرعب..
"أهناك أحدٌ هنا؟"
وَما هي إلا ثوانٍ معدودة لتظهر لنا طفلةٌ بثياب ممزقة وَ وجهٌ شاحب تكسوه الخدوش، مشت خطواتها بثقلٍ متجهةٍ إلينا..
لتنطق بنبرةٌ مرتجفة.."هلَ أبقيتم وجودي هنا سرٌ بيننا أرجوكم"
أخذت بيدها، مشيرةٌ إلى ألبرت بالخروج، كنت أسحبها للخارج بقوة، فلا يعقل أن طفلةٌ بعمرها تبقى بمكانٍ كهذا، وَما هو السبب الذي يدفعها للبقاء هنا أساسًا..
خرجنا من الحانة، وَأخذنا أحد أدراج الأبنية، مجلسٌ لنا
بتوترٌ كان واضحٌ على ملامحي سألتها.."من أنتِ وَما الذي تفعلينه هنا؟"
بدا على ملامحها القلق، وَإطالت سكوتها، فكررت لها السؤال، لتجيب أخيرًا..
"كِ كيارا، اسمي كيارا، عمري ثمان سنوات
هربت من منزل عمي"صدم ألبرت من ما قالته، ليصرخ بوجهها..
"لمَ هربتي؟"
"ألبرت أهدأ قليلًا، دعنا نفهم منها، أنكَ تخيفها هكذا وَ لن تكمل لنا ما حدث معها"
نبس ألبرت بقلة حيلة، منتظرٌ منها أن تكمل..
"حسنًا"
أمسكت بيداها المرتجفتان، وَ أجلستها بجانبي..
"هيا أخبريني ما الذي حدث معك، لا تخافي سأساعدكِ"
بدت الدهشة على تقاسيمها، فنطقت متسائلة
"حقًا، هل ستساعديني،إني لا أُريد العودة لمنزل عمي"
"بالطبع سأفعل، لكن لما لا تريدين العودة"
أنت تقرأ
زهقٌ مُتوارٍ
Mistério / Suspenseكُرةٌ مليئةٌ بالعقد من حبالِ صوتها، ترانيمُها شهقاتٍ وبكاء، ولوحةٌ من دمائِه بفرشاةِ أمهرُ رسام، حتى تلكَ العينانِ وهم بنظرةِ هلعًا مُقتلعتانِ، ستعبُرينَ بحرًا أحمرًا لتصلي مرسى الأمان، ليومها سأُكملُ كتابة رسالةٍ أخذت ثمانُ سنينٌ من الزمان. لقدّ طا...