الآن تأكدت أنهم أصبحوا في أمان، خرجت من الشقة التي ستأجرتها تاركًا أردا وَ كيارا هناك، جلست في إحدى الحدائق المنسية في طقسٍ بارد من أيام يناير، أرخيت رأسي على ظهر المقعد الخشبي، لأسدل جفناي بإرهاقٍ، فيعاود زيارة ذاكرتي ذلك اليوم...
لا استطيع الجلوس بعد ما سمعته من تلك الحجرة التي فيها السيد دارون وَ السيدة كلوي، أخذت امشط خطواتي في ساحة الميتم ذهابًا وَ إيابًا وَ ملامح القلق تكتسيني، رأيت السيدة أيفا والدة أردا من بعيد تحتضن شالها الصوفي وَ في يدها كوب يتطاير من فوهته الدخان، وَ حين لمحتني لوحت لي بيدها ثم أشارت لي بأن آتي للجلوس معها أن أردت، لم أعي على نفسي إلا وَ أنا جالسٌ بقربها أسرد لها ما سمعت، وَ لم تخلى ملامح وجهها من الصدمة وَ الشهقة تراودها بين الفينة وَ الأخرى فكرنا في حلٌ نستطيع إيقافهم به لكن للأسف لا يوجد فهؤلاء لا يوقفهم شيء ثم أخبرتها عم يفعلانه بي حتى، وَ كانت تطأطأ رأسها حزينةٌ على ما يجري وَ هي لا تملك بيدها حيلة إلا أن تشاهد بصمت، بعد حديثنا ذلك تغيرت مجرى الأمور.....
"حقًا ستساعدينني؟"
"بالتأكيد، غدًا سأجلب لكَ المسجل حين آتي، وَ سأنضم لهم على أنني أوافق أفعالهم، أما أنتَ عليكَ تسجيل الحديث الذي سيدور بينهم"
"أتفقنا، أنا ممتنٌ لكِ حقًا"
"لم أفعل شيء، وَ ليتني أستطيع أن أفعل"
فعلنا ما خططنا له بالفعل وَ كان الحديث كالآتي..
"يبدو أنني قاطعتكم، لماذا تخططون؟"
رد السيد دارون..
"مخطط شرٍ ليس لكِ به، أم أنكِ تريدين خلع قناع الطيبة هذا وَ تنضمين لي وَ لزميلتكِ كلوي؟"
أزاحت ملامح الضيق وَ التوتر عنها قائلة..
"هذا ما ارتديه طوال الوقت، وَ هو يتناسب مع مخططكم لكن ما هو ذنبي لو كانت لديك مشكلة بالنظر؟"
قهقهت كلوي بخفة تردف..
"مخالب القطط هذه تليق مع زرقاوتاكِ سيدة أيفا"
لينبس دارون..
"إذًا دعيني أشرح لكِ قليلًا عن مخططنا، بدايةٍ هدفنا«أموالٌ كثيرة»، المستهدف«بضعة أطفالٌ تم رميهم على باب الميتم هذا أو أطفال الجواسيس كهذا المختل الذي يقطن بالحجرة الفردية لدينا» أما الوجهة،«مشرحة ويلتون» أليس لكل شيءٍ في الحياة توابع؟، وهذه تابعةٌ لنا»
جحظت مقلتاها مما قاله، لكنها أمسكت رباطة جأشها
تبتسم لهما بثقة، وَ أنا لا زلت مستمر بتسجيل أصواتهم، مجيبةٌ.."هذا رائع يا دارون، كيف يمكننا البدء إذًا"
هو وجه نظراته إلى كلوي يبتسم لها إبتسامة نصر..
أنت تقرأ
زهقٌ مُتوارٍ
Mystery / Thrillerكُرةٌ مليئةٌ بالعقد من حبالِ صوتها، ترانيمُها شهقاتٍ وبكاء، ولوحةٌ من دمائِه بفرشاةِ أمهرُ رسام، حتى تلكَ العينانِ وهم بنظرةِ هلعًا مُقتلعتانِ، ستعبُرينَ بحرًا أحمرًا لتصلي مرسى الأمان، ليومها سأُكملُ كتابة رسالةٍ أخذت ثمانُ سنينٌ من الزمان. لقدّ طا...