حبالٌ مضيئة، وَ كراتٌ حمراء معلقة على تلكَ الشجرة، بينما آشلي منهمكة تعمل بجد وصلت المنزل وَ يداي مثقلاتٌ بالأكياس، ركضت تأخذهم مني لتردف بحماسة وَ الفرح قد استوطن ملامحها..
"هيا أردا، غيري ثيابكِ وَ تعالي معي لنجهز الطعام سويًا الليلة، ها أنا أنتهيت من التنظيف وَ قمت بتعليق زينة رأس السنة أيضًا، بالمناسبة ما رأيكِ بها ألم أنجز شيءٍ جيدًا اليوم سجليه في دفتر ملاحظاتكِ كي لا تتذمرين كل يوم فوق رأسي بتلك الجمل_ ليس هناك منكِ أي فائدة"
قالتها تقلد صوتي وَ ايماءات وجهي حين أغضب..
ابتسمت لها أخذها لحجري، لأنبس..
"بلى فعلتي وَ فخورةٌ بكِ أنا، أراكِ تكبرين أمامي يومًا بعد يوم، فإن تذمرت أفهمي نقيض كلامي حينها، كما تعلمين كبرياء أختكِ ليس بقليل"
أبتعدت بعض خطوات تنظر لي بحيرة، لتهطل مقلتيها، وَ تفر منها شهقةٍ تعود لحجري..
"أحبكِ أردا، أنكِ تشبهين أمي، لم تشعريني بالنقص بعد غيابها"
لتمسح ما تبقى من قطراتٍ مالحة على أهداب رموشها تكمل بنبرةٍ ساخرة..
"ثم ذلك الكبرياء الذي تتحدثين عنه، أنه يتحطم كل ليلة بينما يداكِ هذه تمسح على رأسي حين عيناي كانت تمتثل النوم"
جحظت عيناي مما سمعته، لكنها هربت إلى المطبخ قبل أن أمسك بها، جلست على الأريكة تأخذني الأفكار، متى وصلت إلى هذا الحال أنا، ما الذي حدث، متى كبرت، أسئلة لا إجابة لها في حوذتي تتردد داخل رأسي، ليقاطع صوت أفكاري صوت الهاتف، أتجه نحوه بخطواتٍ ثقيلة بينما يداي ترفع شعري بشريطة قد اقتنيتها من المتجر قبل قليل...
"مرحبًا أردا إدمونت، أظن أنكِ إشتقتِ لسماع صوتي"
لا يعقل، أنه ذات الصوت الذي أخبرني بجريمة السيدة كلوي، أيعقل أن جريمةٌ أخرى على وشك الوقوع، علي فعل شيء، رددت بصوتًا مرتجف..
"من أنت أخبرني لا تكن جبان، لما قتلتها وَ ما الذي تريده مني؟"
قهقه بخفة لينبس بنبرةٍ جدية..
"أردا لا شأن لكِ بمن أكون، أتصلت فقط كي أخبركِ عن ليلة الغد، ليلة رأس السنة، ستكون ممتعة بحق، لكن يؤسفني أن أخبركِ بأن اليوم الذي يليه سيكون لديكِ عملٌ شاق بكتابة خبرٌ مهم، عن جريمةٌ هزت أرجاء البلاد للمرة الثانية هذا الشهر وَ أن السنة الجديدة لم يحظى بها ذلك المعلق على الشجرة بجانب لوحةٌ من دمائه، هل دونتي ما قلت أم تحتاجين مني أعيده لكِ؟"
قد تصنمت في مكاني وَ دوارٌ قد عانق رأسي ليأخذه في لفةٍ حول الحجرة..
"أرجوك، أخبرني لما أخترت أن تخبرني أنا دون الناس، ما علاقتي بهذا أنا، ثم ما الذي يدفعك لقتل أحدهم بهذه الطرق الشنيعة؟"
أنت تقرأ
زهقٌ مُتوارٍ
Misteri / Thrillerكُرةٌ مليئةٌ بالعقد من حبالِ صوتها، ترانيمُها شهقاتٍ وبكاء، ولوحةٌ من دمائِه بفرشاةِ أمهرُ رسام، حتى تلكَ العينانِ وهم بنظرةِ هلعًا مُقتلعتانِ، ستعبُرينَ بحرًا أحمرًا لتصلي مرسى الأمان، ليومها سأُكملُ كتابة رسالةٍ أخذت ثمانُ سنينٌ من الزمان. لقدّ طا...