ما أن جلست على الطاولة قمت بسكب كوب الشاي علي عن قصد، لأعود مسرعةٍ إلى غرفتي أهمّ في فتح الظرف، وَ حالما سقط نظري على مكنونه جحظت عيناي وَ وضعت يدي على فمي أكتم شهقةٍ فرت مني...
مرحبًا أردا
أعلم أنكِ تنتظرين إتصالي بكِ، وَ أعتذر عن التأخير لكني وددت التغير هذه المرة، كما أصبحتِ تعلمين إني أفعل ما أقول، فأنا أريد أخباركِ عن إتصالٍ سيأتي لكِ خلال ساعة على الأرجح، ستخبركِ السيدة أيما بأنه تم اختطاف الطفلة كيارا وَ هم في طريقهم للعودة إلى برلين، كي تكونين مطمئنة أنها معي أخبرتكِ قبل أن تفعل، صحيح، كدت أنسى، ستخبريني برأيكِ فيما حصل تلك الليلة عندما تأتين لرؤية كيارا، سأترك لكِ العنوان في الأسفل أتمنى أن لا تتأخرين كي لا......«برلين، شارع أونتر دين ليندن، مبنى أربعة، شقة إثنان»
أغلقت الظرف لأضعه في حقيبتي لا أصدق أن كيارا في قبضة مجرمٌ كهذا، ما الذي علي فعله، أأخبر الشرطة عن مكانه؟، لكن ماذا لو حدث مكروهٌ لكيارا، قاطع تفكيري صوت الهاتف، لأرفع السماعة بيدان مرتجفتان ليأتي صوت السيدة أيما تصرخ..
"أردا، كِ كيارا، لقد فقدتها من الحافلة وَ نحن في طريق العودة إلى هنا"
يال يأسي وَ أنا أعرف هذا وَ أدرك مدى خطورة مجرمٌ مثله، لأزيح كلماته من رأسي أردف بصوتًا متهدجٍ...
"ماذا، كيف حدث هذا وَ متى؟"
لم أعد أستطيع كتم شهقاتي أكثر ليعلّو صوتَ بكائي واصلًا لمن في الصالة، تسابقوا بالوصول لي يتسألون ما الذي جرى، لتكمل السيدة أيما حديثها بنبرةٍ يتخللها التعب...
"لا أعلم، اختفت عن الأنظار بعد أن نزلنا استراحة، بحثنا عنها في المكان كله وَ لم نجد لها أثرٌ، أخبرنا الشرطة أيضًا، وَ ها هم يبحثون عنها الآن، لكني خائفةٌ عليها"
بالرغم من روعي إلا أني حاولت تهدئتها ففي النهاية أنا أعرف أين هي وَ سأفعل المستحيل كي أعيدها في أقرب وقتٍ ممكن، نبست بنبرةٍ مطمئنة....
"لا تقلقي لربما هي أضاعت الطريق وَ سيجدونها بكل تأكيد، كيارا ستعود أطمئني"
"آمل ذلك، حسنًا سأكون على تواصلٌ معكِ"
همهمت لها، لتغلق الهاتف وَ لا زالوا أمامي يتسألون، وَ ما أن أخبرتهم، مكثت الصدمة على معالم وجوههم، لينبس ألبرت في غير تصديق نافيًا برأسه...
"لا، لا يعقل هذا، لمَ الاستهداف على جميع من في الميتم دونه"
رطبت حلقي لتراودني تلك المشاهد من الجرائم التي حدثت، استحالة أن يؤذي كيارا، أنها طفلة، لكن ألبرت معه حق لماذا الميتم فقط، يجب علي الذهاب إلى العنوان الذي في الظرف، ربما أعرف حينها ما الذي يحدث...
أنت تقرأ
زهقٌ مُتوارٍ
Mystery / Thrillerكُرةٌ مليئةٌ بالعقد من حبالِ صوتها، ترانيمُها شهقاتٍ وبكاء، ولوحةٌ من دمائِه بفرشاةِ أمهرُ رسام، حتى تلكَ العينانِ وهم بنظرةِ هلعًا مُقتلعتانِ، ستعبُرينَ بحرًا أحمرًا لتصلي مرسى الأمان، ليومها سأُكملُ كتابة رسالةٍ أخذت ثمانُ سنينٌ من الزمان. لقدّ طا...