حاولت فتح الباب وَ الخروج أنا وَ كيارا بعد أن خرج لكن الباب كان مقفل، بحثت في أرجاء الصالة عن هاتفًا وَ لم أجد، لأستسلم أخيرًا، أنظر لكيارا بتعجب، كيف لها أن تكون هادئة مطمئنة ألم تخطف؟، لأنبس لعلّها تزاح شكوكي..
"حلوتي، ما الذي حدث معكِ، هيا أخبريني، كيف أتيتِ إلى هنا"
نظرت لي، لتزيح خيوط شمسها خلف أذنها، تبتسم بخفة
"هذا العم أخبرني أننا سنذهب إليكِ، وَ بالطبع لن أفوت فرصة رؤيتكِ، فتعلمين أن السيدة أيما لا تسمح لي بالذهاب إليكِ دومًا، كنا في إستراحةٍ وَ نحن بطريق العودة، أتى وَ ذهبت معه خلسةٍ دون علمهم، ثم أتينا إلى هنا، وَ احضركِ كما وعدني".
هكذا إذًا لقد تلاعب بمشاعرها، لكن كيف عرف بحبها لي
أنا متيقنة أنه يعرفني جيدًا وَ يعرف من أكون، وَ لديه غاية من كل هذا..."لكن يا كيارا هذا ليس عذرًا، إلا تعلمين أنه من الخطر علينا الذهاب مع الغرباء؟ مهما بدوا لنا لطفاء، قد يكون الشر يقيم خلف براءة ملامحهم تلك، وَ ما أن أتيحت لهم الفرصة أسقطوا قناعهم ليظهر وحشهم الداخلي، يلتهم طيبتنا التي جعلت منا فريسةٌ له منذ البداية، فماذا لو كان كاذب وَ أصابكِ مكروهٌ ما؟"
بدت الحيرة على ملامحها، لتردف..
"لكنه ليس غريبًا، أنا رأيته من قبل"
جحظت عيناي مما قالته، كيف رأت مجرم وَ هو ملثم، إذًا هو يتخفى عني فقط، سألتها بتلعثم..
"من يكون، أين رأيتيه؟، تعرفين اسمه؟، صفِ لي شكله"
لاحظت تشتتي أمامها، تنفست الصعداء لعلّي أخفف من هلعي، لأكمل..
"من يكون، هل أنا أعرفه"
لتنطق هي بقلة حيلة من لعثمتي..
"لا أعرف أن كنتِ تعرفينه، لكن عن اسمه فلا أعرفه، شكله قمحي اللون، بني العينان، وَ كستنائي الشعر، طويل القامة، وَ لم يكن ملثمٌ حينها، وَ قد رأيته سابقًا حول أبواب الميتم أثناء لعبي في ساحة الميتم"
أكاد أفقد عقلي من التفكير بمن قد يكون وَ بأسباب أفعاله هذه، لتنقطع أصوات وحوش رأسي عن بثّ الرعب بي، حالما وقع على مسمعي صوت كيارا تقول لي وَ وجهها تكسوه البراءة..
"أردا، أنا جائعة هل سنخرج من هنا، أم أننا سنحظى بعشاءٌ من صنع يداكِ الليلة"
أعرف أن كيارا لا زالت صغيرةٌ لاستيعاب هذه الأمور لكني مظطرةٌ لأخبارها، خطورة ما نحن فيه الآن..
أنت تقرأ
زهقٌ مُتوارٍ
Mistero / Thrillerكُرةٌ مليئةٌ بالعقد من حبالِ صوتها، ترانيمُها شهقاتٍ وبكاء، ولوحةٌ من دمائِه بفرشاةِ أمهرُ رسام، حتى تلكَ العينانِ وهم بنظرةِ هلعًا مُقتلعتانِ، ستعبُرينَ بحرًا أحمرًا لتصلي مرسى الأمان، ليومها سأُكملُ كتابة رسالةٍ أخذت ثمانُ سنينٌ من الزمان. لقدّ طا...