24_Green light.

3.3K 467 257
                                    

600 ⭐نجمة وانجوي✨

....

متى حدث كل هذا؟ الحادث وقع قبل خمس سنوات لكن ذاكرتي فارغة تماماً أشعر أحيانًا أن ذاكرتي مثقوبة،هناك أجزاء مفقودة لا أستطيع الوصول إليها..وهذه ليست المرة الأولى..بالكاد أستطيع استحضار لحظات حادثة إطلاق النار التي قلبت حياتي رأسًا على عقب والتي كانت السبب في لقائي بجون.

قبل أن أستغرق في أفكاري قطع صوت ضجيج الباب سكون المنزل..رفعت رأسي لأجد روجر يدخل المنزل فيما كنت أقف في منتصف غرفة المعيشة أصابعي مشدودة حول صورته وهو معتقل من قبل الشرطة بينما كانت صحيفة قديمة ملقاة على الأرض بجواري..توقف روجر في مكانه عيناه تراقبانني بصمت يتأملان هيئتي..خطا نحوي ببطء صوته منخفض وهو يناديني."ليانا؟."تلاقت عينانا ثم تحولت نظراته إلى الصورة التي أقبض عليها ومنها إلى الصحيفة المرمية على الأرض.

تحت وطأة صمتي اقترب مني وانحنى ليلتقط الصحيفة الملقاة على الأرض..وبينما غرقنا معًا في صمت ثقيل شعرت بعجزي المفاجئ عن جمع الكلمات..لم أكن أصدق ما كُتب في تلك الصحيفة القديمة بالطبع لا، لكن هذا لم يمنع الصدمة من السيطرة علي..لطالما تحدث الناس عن روجر بعضهم أطلق عليه لقب القاتل، وآخرون وصفوه بالسارق، والبعض اعتبره مختلاً لكنني كنت أعرفه..أو على الأقل هذا ما كنت أعتقده.

وقف هناك محدقًا في الصحيفة لبرهة ثم طواها ببطء ووضعها على منضدة القهوة وأخيرًا نطق بصوت هادئ."من أين حصلتِ على كل هذا؟"كانت برودة ردة فعله كفيلة بتصعيد الموقف أكثر.

"هل هذا ما يهمك الآن؟".

فيما قلت ذلك ارتفعت حاجباه ولمعت عيناه بتعبير مختلط بين الدهشة والاستنكار قبل أن يقول "انتظري، هل أنتِ حقاً على وشك تصديق هذا الهراء؟ لأنني ظننت أننا تجاوزنا هذه المرحلة..أو على الأقل، هذا ما كنت أعتقده."

راقبته بصمت وعيناي تلتقطان تفاصيل وجهه الذي ارتسمت عليه علامات عدم التصديق. كان يقف أمامي متوتراً بعض الشيء، أو ربما خائفاً...هل كان يخشى حقاً أن أصدق ما كُتب على تلك الصحيفة القديمة؟ لحظة عابرة من الصمت مرت بيننا ثقيلة بما يكفي لتكشف أن كلاً منا لم يعرف الآخر كما كان يظن.

لاحظ صمتي فتوقفت عيناه عليّ لعدة ثوانٍ وعلى وجهه لمعة صدمة غير متوقعة قبل أن يهتف باسمي بصوت منخفض."ليانا؟"

"لا يمكن لقطعة ورق أن تبدل رأيي فيك، لكنك لا تزال مديناً لي بتفسير لهذا العبث."

عندما نطقتُ بكلماتي رأيت ملامح الارتباك تتلاشى تدريجيًا عن وجهه ليعود إليه هدوؤه المعتاد..انخفض صدره مع زفرة طويلة وكأنها كانت حبيسة داخله منذ اللحظة التي دخل فيها الغرفة. حدّق مرة أخرى في الصورة التي بين يدي ثم رفع نظره إليّ وقال بلهجته الهادئة المعتادة."تعالي معي."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 15 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 Angel's trumpet_ابواق الملائكةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن