افترقت شفتيّ من هول الصدمة، شعرت وكأنني محكوم عليّ بالموت! أو ساقضي خمسين يومًا في السجن الانفراديّ، يا الهي أربعةُ ألآفِ دولار...هذه نهايتي بكلِّ تأكيد...هذه المرة أنا لوحدي تمامًا، من المستحيل بأن أنجو من هذه الكارثة ،حتى لو تدبرت أمرَ الغرامة، كان من المستحيل أن أتخلص من عقوبة خدمة المجتمع.
في الليلة السابقة، أخطأت في تقديرِ روجر؛ عندما توقعت بمقدارٍ ضئيل أنه قد يتراجع عن شكوَاه وأنه قد يُظهر لي بعض الشفة، توقعت أن يوقظ ضميره الذي ربما كان يخفيه في صميمه ،في ركن ما في داخل قلبه، تمنيت لو كان يشفق عليَّ قليلًا.
لكن كل هذا تبخر حالما التفتُّ ناحيتهُ ورأيت ابتسامةً تجعد شفتيه محركًا شفاهه بكلمةٍ بدأت واضحة من بعيد"تهانينا"
ثم بعدها فقط نهض وخرج من المحكمة بكل هدوء وأنا لازالت واقفةً هناك أحدق في المكان الذي كان جالسا فيه. خرجت من المحكمة بينما أسمعهم ينادون اسم متهمٍ آخر...كرهت هذا المكان بحق.
.....
روجر
أه...كنت قد أشتقت إلى ذلك الوجه اللطيف...وبشدة!
يا إلهي لقد مر وقت طويل منذ آخرِ مرةٍ أجتاحتني رغبة ملحة في الضحك ،تعابير وجهها والطريقة التي التفت ناحيتي عندما أعلن فيها القاضي عن عقوبتها، اتساع عينيها عند اللحظة التي قرأت بها شفاهي كان مشهدًا يستحق الوقت الذي قمت بتضييعه للقدوم للمحاكمة.
بعد مرور كل تلك السنوات لم أكن لأهتم بأي لعنةٍ تخص أي شخص في هذه المدينة البائسة ولم أكن أريد تكليف نفسي عناء رفع شكوى ضدها ريثما كان الأجدر بي الاهتمام بمشاكلي الخاصة بدأً من رجوعي لهذه المدينةِالقذرة...العودة لهذه المدينة كانت خطوة كبيرة بالنسبة لي؛ ربما لمضي قدما ونسيان ما حصل لي وللجميع قبل خمسة سنوات...أو كان خطأً كبيرًا لأنني منذ دخولي للقسم وفي أول لحظةٍ رأيت الكره والاحتقار والخوف أيضًا في أعينهم.
الكره والاحتقار والخوف، مشاعرٌ تلائمني تمامًا...وقد عشت معهم لعدة سنوات، واستطعت السيطرة عليهم جميعًا واستبدالهم بالصبر.
ضغطت على مفاتيح السيارة فيها أحاول إيقاف تدفق الذكريات القديمة التي بدأت تتجول في رأسي وذهني باستمرار...الكثير حصل خلال الخمس سنوات الماضية...أنا لست نفس الشاب المسكين الذي أخبروه بأن مجرمًا مثله لا ينتمي لمدينتهم بعد الآن...عندما لم يقف أحد معه حتى أقرب أشخاص إليه،كان الشخص الوحيد الذي وقف بجانبي هو والد تلك الفتاة الصاخبة مع بضع أشخاص آخرين...لقد فعل الكثير من أجلي لهذا أفكر برد الجميل له بطريقتي.
أتذكر أول لقاء لي معها خلال تلك الخمس سنوات السابقة، كانت آنذاك تدرس في الجامعة وتعيش في منزل والدها...لم تتغير كثيرًا...مازالت على ما هيَّتِها من خمس سنوات...لكنها أصبحت أجمل مما كانت عليها منذ آخر مرة رأيتها فيه...شعرها البني الذي لطالما أردت تخليل أصابعي به، ورائحتها الجميلة كلما تكون قريبة مني... عينيها...يا الهي إنها جميلة جدًا، لقد جذبت انتباهي من اللحظة التي وقعت عينيَّ عليها.
أنت تقرأ
Angel's trumpet_ابواق الملائكة
Romanceكعقوبة لتسللها إلى منزل شرطي تحاكم ليانا بقضاء شهرين في خدمة المجتمع في مركز الشرطة. الآن، تواجه ليانا تحديين كبيرين، الأول هو غرامة مالية ضخمة، وأيضاً التعامل مع أكثر شخص يثير غضبها في المدينة، (روجر) صديق والدها البارد والوقح الذي عاد المدينة بعد...