سقطت سلسلة المفاتيح من يديّ وصوت اصطدامها بالأرضية كسر الصمت الثقيل الذي كان يحوم في الغرفة، حدقت في وجههِ والدي الذي كان جالسًا على كنبتي القديمة في غرفة المعيشة فيما تجلس قربه روز وكالعادة كانت جميلة جدا بفستانها الصيفيّ الأخضر، دون أكتاف، وشقٍ كبير على جهةٍ واحدة،و شعرها الأشقر الجميل...إنها الساعة الرابعة صباحًا كيف تستطيع أن تكون بهذا الجمال؟...وقد لاحظت بأن قطتي لوسيفر نائمة في حضنها...
"هل منزلكم أيضا تحت الصيانة والتصليح؟"حاولت قدر الامكان أن لا اظهر توتري الشديد وبدأ هذا أمرا مستحيلاً أمام شخصين مثل هذا الإثنين...
"الشيء الوحيد الذي يحتاج للتصليح هو أنتِ وأفعالكِ غير المسؤولة و الطائشة! "تحدث والدي تحت أنفاسه الغاضبة وقد لاحظت بأنه يحاول قدر الإمكان عدم رفع صوته علينا والسيطرة على غضبه...
"حبيبي ضع الفتاة في غرفة النوم وعد إلى مكانك"تكلمت روز بكل هدوء عكس والدي تمامًا لكن عندما التفت ناحية جوس رأيت الخوف بدأ يظهر على تعابير وجهه لأن كلانا يعلم ماذا يوجد خلف هدوئها هذا... الجحيم....
فيما توجه جوس ناحية غرفة نومي تقدمت للأمام وأنا أقول...."ليس الأمر كما تعتقد أنا فقط..."
"أنتِ فقط ماذا؟!...دمرتي حفل زفاف عائلة جوناثان ثم أقتحمتي منزل ملازم في منتصف الليل..."نهض من مكانه وبدأ يتقدم ناحيتي لأحدق في وجهِ والدي ببعض التوتر.
والدي كان رجلاً في منتصف الأربعينات و كان لا يزال وسيماً وحسن المظهر كالعادة... بشعره بني كثيف ومع مرور الوقت أصبح بعضها أبيضًا لكن هذا كله لم يقلل من جاذبيته. لكن مع مرور الوقت نحت العمر خيوطاً و شقوق على وجهه الوسيم...
كونه من أنجح المحامين في المدينة دائماً ما كنت أراه مرتديا بدلات رسمية لكن اليوم كان يرتدي قميص زيتونيّ، مشمِّرا كُمَّيهِ،مع بنطلون جينز ...أبي عكسي تمامًا الشيء الوحيد الذي أخذته منه كان لون عيناه العسلية حتى أنني لم أكن محظوظة لأخذ طوله أو بنية جسده المذهلة.
"يا إلهي، لا أريد قول ذلك أمامها لكنها فعلت الصواب هذه المرة...هذه فتاتي أحسنتِ يا حلوتي"رفعت بصري ناحية روز حينما قالت ذلك ورأيت الفخر منعكسًا في عينيها آخر جملتها.
رأيت والدي ينظر إليها فوق كتفه فيما يكتف يديه على صدره وهو يقول"حبيبتي، أنتِ تشجعينها على شيءٍ خطأ"التفت ناحيتي ثم أكمل كلامه ببعض الحدة..."وأنتِ لا تبتسمي وكأنك فعلتِ شيئًا صائبا"
التفت للجهةِ الأخرى قاطعةً تواصلي البصريّ معه وأنا أقول بأكثرِ نبرة هادئة"أنا آسفة..."
كنت أعلم بأن الجدال معه سيجعل الأمور أكثر تعقيدًا، لهذا استسلمتُ....استسلمتُ ككل مرةٍ لم يقف فيها في صفي عكس روز التي قالت"لا تعتذري يا حلوتي ذاك الأحمق كان يستحق الأسوأ"
أنت تقرأ
Angel's trumpet_ابواق الملائكة
Romanceكعقوبة لتسللها إلى منزل شرطي تحاكم ليانا بقضاء شهرين في خدمة المجتمع في مركز الشرطة. الآن، تواجه ليانا تحديين كبيرين، الأول هو غرامة مالية ضخمة، وأيضاً التعامل مع أكثر شخص يثير غضبها في المدينة، (روجر) صديق والدها البارد والوقح الذي عاد المدينة بعد...