وسط ضجيج يعج بالأجواء، كان القصر في حالة من الفوضى المنظمة، حيث اندفع الخدم في كل زاوية كأنهم نحل في خلية. الثريات الكريستالية تتألق بعد أن تمت صقلها بعناية، لتستعد لإضاءة أعظم ليلة في تاريخ القصر. صوت طرق المطارق يتردد في الأرجاء، بينما كان العمال يثبتون الأقواس المذهبة والورود البيضاء والحمراء التي تعانقت مع أغصان خضراء زاهية.
على طول الممرات، تناثرت صناديق ممتلئة بالشرائط الحريرية والدانتيل، بينما كانت الخياطات يجتهدن في إنهاء آخر تفاصيل فساتين الزفاف الخاصة بلورا و فيان فرغم رفض لوكا و سايروس الزواج في نفس اليوم الا ان اغريس اجبرهم علي ذلك ، فأغريس يحب لوكاس مثلما يحب ابنه و حفل زفافه لن يكون اقل من حفل زفاف سايروس .
كانت الروائح الفواحة من الزهور الطازجة قد انتشرت في الهواء، حيث كان البستانيون يعيدون ترتيب الحدائق لتصبح لوحة حية مليئة بالجمال.
اما في المطبخ الكبير، كان الطهاة منهمكين في إعداد المأدبة الملكية، أصوات أدوات المطبخ وأواني الطهي كانت تمتزج مع الضحكات المتوترة. قالب الحلوى الضخم، المزخرف بدقة فائقة، تم نقله بعناية ليوضع في مكانه المميز. لم يكن في حفل المستذئبين من قبل قالب حلوي لكن و بما ان سايروس اول الفا يتزوج من بشرية قرر ان يجعل حفل زفافها اقرب الي ان يكون حفلا بشريا ...
كان الموسيقيون قد وصلوا لتجربة الألحان التي ستملأ القصر بالأنغام العذبة، بينما كان منظموا الحفل يتنقلون بخطى سريعة، يتأكدون من أن كل شيء يسير وفق الخطة. الإضاءة الملونة كانت تُثبَّت في أنحاء الساحة، حيث سيقام الحفل تحت ضوء القمر المكتمل، لتخلق أجواء ساحرة تتناسب مع هذه اللحظة المنتظرة.
كل شيء كان يتحرك بسرعة، الوقت ينفد، لكن الاجواء التي كانت تسود المكان لم تكن إلا اجواء حماسية .. فالقصر، بكل أركانه، بدا وكأنه ينبض بالحياة استعدادًا لاستقبال يوم لا يُنسى.
انقضي اليومين بسرعة شديدة و هاهو الان قد حل صباح ذلك اليوم محملا بنسيم ناعم وكأنه يهمس بأسرار الحفل المنتظر. في أرجاء القصر، كان الجميع يعمل بحماسٍ أكبر، فقد اقتربت الساعة التي ستشهد حدثًا لم يسبق له مثيل...
في جناح العروسين، كانت فيان ولورا تخضعان لتجهيزات دقيقة. الخياطات أكملن اللمسات الأخيرة على الفساتين، وكل غرزة في الفستان كانت تحكي قصة حب وصراع. فستان لورا كان طويلًا، مصنوعًا من الحرير الناعم والدانتيل، مع تطريز ذهبي يعكس مكانتها كعروس للألفا. أما فيان، فارتدت فستانًا أبيض يزينه خيط من الفضة كأنها انعكاس لعيني لوكاس ، مع أكمام طويلة وذيل يتراقص خلفها كأنه جزء من الطبيعة...

أنت تقرأ
بين الصدفة و القدر
Fantasíaلم تكن بمجرد بشرية ضعيفة اعادها القدر الي ذلك العالم ... بل كانت مروضة وحش "ال-سيلفرباك" و حامية اقوي قطيع من ظلام كان يترصد به فبين الصدفة و القدر ستنمو زهرة حب مليئة بالاشواك