الحلقة الثامنة عشر

946 15 0
                                    

لينة قالت ليهو والله يا الصافي .. وصاياك على العين والراس .. غايتو ربنا يهدينا .. لكن انا طالبة صداقتك وخوتك .. ولو فيها اي مضايقة ليك بلاش.. قال ليها اساسا نحن مادمنا في الجامعة دي مع بعض ا .. نا ح اتعامل معاك بي مبدأ الاخت .. انتي والبنات الباقين ..
وقام مشى على الصلاة ..
اها ياجماعة .. الحاصل .. كيف بدت العلاقة بين الصافي وبين لينه .. انو قبل كم يوم .. الصافي من بعيد شاف لينة كايسة لي نضارتها وبتبكي .. جا من هناك ماشي عليها .. الكلام ده في حرم الجامعة .. وهي لقت نضارتها .. ولبستها وقعدت على رجليها .. في الضل .. تاكلة ضهرا على الحيطة .. وخاتة شنطتها فوق رجليها .. وبتبكي بكا بي حرارة .. الصافي جا وقف فوقا .. وعاين هناك .. لقى مؤيد ماسك بت من يدها .. والبت اصغر منو كتير .. وبعاين لي لينة بي طرف عينو .. ولينة بتدعي عليهو ..
اصلو الصافي ابا يقول ليها الزول ده مالو معاك .. لانو عرف انها مسألة شاكوش لاغير .. وما كان عارف قصة الضربة بالكتاب .. طوالى ختاها في راسو موضوع انتهاء علاقة .. لانو علاقة لينة ومؤيد كانت ظاهرة .. مافي زول ماعارفها ..
المهم الصافي وقف اتكلم معاها .. وقال ليها قومي تعالي وراي .. وداها على الحنفية .. وغسلت وشها وقعد يتكلم معاها .. وبقول ليها .. الزول المابعرف قيمتك .. المفروض ماتبكي عليهو .. والزول البتخلا عنك .. معناها ريحك .. احسن من يكون معاك وهو ماعايزك .. ووو .. ياهو الكلام المعروف بتاع التخفيف ده ..
ولمن دايريمشي قال ليها .. انا ماعايز اسألك من سبب المشكلة .. الا تحكي لي براك .. قالت ليهو بحكي ليك ان شاء الله .. يوم التلاتا لاقيني في اخر اليوم .. وانا بحكي ليك شوفني غلطانة وللاالا ..
والليلة ياهو اتلاقو ده كل القصه..
الصافي في الجامعة عندو اصحاب من طراز معين .. وفي ناس بكجوهو .. بقولو ليهو انت عامل لينا فيها مثالي وبتاع .
مرحلة الشباب دايرة حبة ليونة .. الصافي مقرطأ شديد .. ماعندو غير بس امسك لي واقطع ليك ..
اها في اليوم ده ذاتو الاتكلم فيهو مع لينة .. مشى البيت وفي البيت حصلت عليهو مشكلة ..
طبعا في البيت ساكن هو وخالو ودخالة امو اسمو خالد .. ما متزوج .. ده اخو احمد الاصغر .. واحمد متزوج وساكن في الصبابي ..
وخالاتو اتنين بهية ورقية .. رقية مطلقة .. وعندها طفلين اولاد .. 7سنوات و5 سنوات .. وبهية مامتزوجة ..
الصافي وخالد ساكنين في الصالون ..
اها الصافي وكت جا من الجامعة .. لقى دولابو مفتوح .. وهدومو مجدعة في الارض .. وفي اغراض من اغراضو مافي .. انزعج انزعاج شديد .. لانو عندو بحوث مهمة مالاقيها .. المهم نفض الهدوم .. بتاعتو كدا من اثر التراب .. وبقى يفتش للاغراض والاوراق .. نادى الولد الصغير اسموامجد .. لقاهو يلعب في الحوش .. قال ليهو يا امجد تعال .. شوفتا الفتح دولابي منو ؟
قال ليهو ايوة فتحو حمودي .. حمودي ده محمد اخوه الاكبر .. وبشتن ليك هدومك وشال الورق..
طوالي الصافي مشى دق الباب حق الحريم وقعد يكورك .. ياحمودي.. حمودي تعال عايز اديك هدية .. حمودي جا جاري .. قال ليهو وينا الهدية ؟
قال ليهو انا بديك تشتري لعبة من الدكان .. وممكن تشتري اي حاجة .. بس وريني الاوراق والحاجات وديتها وين ؟؟..
قال ليهو امي قالتلي ارميهم في الوساخة .. قال ليهو يعني امك شافتك وكت فتحت الدولاب ؟ قال ليهو ايوة .. وهي كانت بتفتش معاي ..قالت عايزة ليها ضفارة ..
قال ليهو والهدوم حقاتي الجدعهم منو؟ .. قال ليهو البنطلونات وقعو من امي .. والقمصيات كنا بنجادع بيهم انا وامجد ..
الصافي قال ليهو .. طيب هسي حاجاتي والاوراق في صندوق الوساخة يعني؟؟ .. قال ليهو ايوة اجيبهم ليك؟
الصافي قال ليهو لالا خلاص .. هاك القروش امشي اشتري ليك حاجة .. بجيبهم براي .. سوق معاك امجد .. اشترو وتعالو سريع يا شاطر ..
الولد شال القروش .. وداير يمشي .. وقف وقال ليهو ياعمو الصافي انا اسف .. الصافي قال ليهو ولايهمك يا بطل .. امشي امشي .. الصافي مشى طوالي على صندوق الوساخة .. طلع اغراضو كلها .. وبحثين كان تعبان فوقن ايام .. وكتاب اسمو تلبيس ابليس .. للامام ابي الفرج ابن الجوزي .. بتكلم عن الفرق الضالة .. وهو كان عندو اهتمام بالحكاية دي .. وعندو معاها قصة طويلة بتجينا بعدين ..
المهم لقى الاوراق ملطخة بي موية شاي وتفـل وباقي ملاح تقلية بايت ..
وحاجات عجيبة كدا مع جوطة الوسخ ..
قعد يضحك براهو .. اتذكر زمااان وكتو الكان في الاساس . حصلت قصة زي لي صاحبو .. لمن رمو ليهو الموزة المفجخة في شنطتو ..
شال الاوراق كلها ونفضها .. ومشى فتح فيها الماسورة .. وخلاها بره في سرير ..
الكلام ده كلو العصرية كدا قريب المغرب ..
طبعا" الولد اشتري ليهو ولي اخوهو شيكولاتات .. وجا البيت .. امو قالت ليهو ديل جبتهن من وين ياحمودي ..؟؟
قال ليها اداني ليهم عمو الصافي .. قالت ليهو ليه يديك ليهن .؟
قال ليها عشان كلمتو بي مكان ورقو وقلت ليهو ورقك في الوساخة ..
المرة قامت مشت عاينت لي صندوق لوساخة .. لقت الاوراق الصافي شالن كلهن .. سكتت ساي ..وبقت مستعدة للشكلة .. لانو حيجي يسالا ..
بعد شوية الصافي دخل ايدو في جيب شنطتو .. طلع الضفارة .. ودق ليها الباب .. يارقية .. يارقية .. جاتو مستعدة تب ..
قال ليها انتي موش عايزة الضفارة ؟ هاك ليها ..
قالت ليهو لالا خلاص خليتها .. القال انا عايزة ضفارة منو؟ .. قال ليها حمودي قال كدا .. وانا كنت شايلا معاي .. ماكانت في الدولاب ..
الصافي طبعا" بعاقب فيها عقاب خفي .. المراة دي هاجت وقعدت تكورك ..
انت البوديك تتكلم مع ولدي شنو؟
وليه تسألو من دولابك ؟ .. وانت اول مخلي دولابك فاتح ومفتاحو مركب فيهو ليه ؟؟
قال ليها والله بس لاني عارف البيت امان .. ومافي حاجة ممكن تحصل لي دولابي او حاجاتي الفيهو ..
قالت ليهو طيب ما ديل اطفال ..
قال ليها مامشكلة يا رقية انا ما زعلان .. وماممكن ازعل من حمودي وامجد .. ديل اطفال ماعارفين حاجة معليش .. يعني بس انا سألتو من اوراقي لانها مهمة .. بعدين في كتاب بتاع فقه ودراسات اسلامية .. كنت خايف انو يكون رماهو في حتة غير لايقة وفعلا لقيتو في الاوساخ ..
لكن برضو مامشكلة .. لانهم اطفال ولايهمك هاك الضفارة.. قالت ليهو قت ليك ماعاوزاها .. الله؟ .. ده شنو الدم البقري ده ؟؟
شال ضفارتو ودخل جوة على الصالون .. وكان حاسي بالانتصار .
والمراة دي منطلقة فيها نار غريبة .. وهي ماعارفاها من شنو؟
تاني نادت ولدها .. قالت ليهو انت قلت للصافي شنو بالضبط كدا؟؟ ..
قال ليها ايوة يا امي .. انا كلمتو بالحصل والحقيقة .. انتي موش قلتي لي ماتكذب ..
انا قلت ليهو امي رمت البنطلونات .. وانا وامجد اجادعنا بالقميصات ..
وقلت ليهو امي قالت لي ارمي الحاجات في الاوساخ ..
رقية قالت لي اختها بهية .. الزول ده بكون فهمو شنو يابهية؟؟ اصلا ما سألني من الحتة دي .. وعامل لي فيها انو ده تصرف الاطفال ..
ولاحسسني باني اشتركت في الموضوع ..
قالت ليها انتي ليه عملتي كدا في الاول .. مادام بتضايقي قدر ده ؟
قالت ليها انا عايزة اضيق عليهو البيت ده .. يقوم يختانا جاي ولاجاي ..
كرهنا ذاتو .. الاربعة وعشرين ساعة مولع اللمبة ويقرا .. التقول داير يحكم العالم ..
قالت ليها عارفة يا رقية .. الزول ده ما ح يخليك .. العملية العملتيها ليهو دي حارة .. احر من الفاتن كلهن .. بس شكلو داير ينتقم فيك .. انتقام كدا يخليك محتارة .. ده زول ذكي شديد ..
قالت ليها والله فعلا .. الزول ده بتكلم بي برود غريب .. لكن انا حاسة بيهو من جوة بيغلي .. كان ليهو مراد ينط فيني يخنقني ..
الصافي طبعا فعلا" نفسياتو بايظة شديد من العملية دي ..
وفكر جدي انو يخلي البيت ويطلع .. وخالد لسع ماجا .. وهو المفروض يحكي لي خالد الكلام البحصل في البيت .. لكن في حاجة جواهو بتمنعو ..
بقول انا مافي داعي اعمل مشكلة بين الاخوان .. وداير يرحل منهم ومافي طريقة .. وماعارف يعمل شنو ؟
بس بقى بكرر في كلمتو المعتادة المعروفة في كل مشكلة (حسبي ونعم الوكيل)..
بالتطرق لكتاب تلبيس ابليس .. الصافي في معترك الجامعة اصطدم بواقع عجيب .. جماعات .. واحزاب .. واتجاهات فكرية .. وكل ناس يقولو نحن الحق .. والباقي كلو باطل .. وكدا يعني ..
بقى مهتم بالحكاية دي.. وعايز يعرف الصح منو .. والغلط منو .. وقبل مايمشي لاي اتجاه .. بدا كل مراة يشتري كتاب .. بتكلم عن الحاجات دي؟.. قرا منهاج المسلم وعقيدة المؤمن للجزائري .. ورياض الصالحين للنووي .. وحياة الصحابة للكاندهلوي ..وقرا كتاب الملل والنحل لابن طاهر البغدادي .. واقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية .. وبقرا الكتب دي في وقت الملل من من الدراسة الاكاديمية .. والمسائل الرياضية والحسابات الهندسية ..
طبعا" اصلا الصافي من زمان عندو محبة للاطلاع .. وبيعشق القراءة وتحصيل المعلومات .. ياخي ده في فترة الاجازة بمشي المكتبات .. يجيب الجرايد القديمة يقراها . المهم بي قرايتو الكتيرة للكتب الثقافية الدينية .. بقى عندو ذخيرة .. من الفهم في الدين نادرة جدا ..
وقتو الكان في سنة تانية بناقش الالحاديين .. وبوقفهم على فد كراع ..
عشان كدا كانو ناس الجماعات الاسلامية والاحزاب .. كل ناس عايزين يجندوهو معاهم .. باي طريقة .. لكن هو كان معصلج تب ..
اها في اليوم داك مسك كتاب تلبيس ابليس ده .. قراهو من الغلاف للغلاف .. في نفس الليلة دي .. اظنو نام الساعة واحدة صباحا ..
والكتاب كان كتاب ذاخر بالتفاصيل الدقيقة .. عن الفرق الضالة .. والمناهج الباطلة .. اظن الصافي ده بعد قرا الكتاب ده ساعة ماقدر ينوم .. لانو شايف انو الكتاب ده مطبق في الواقع .. بطريقة غريبة
مع انو المؤلف متوفي سنة 597 هجرية تقريبا سنة 1201م
مع انو الصافي مخصص ليلة الخميس دايما لقراءة كتاب .. بس اليوم ده قرا الكتاب ده عشان يتناسى بيهو الحصل .. بس ماقدر يقيف منو لامن خلص ..
مرت الايام .. ورقية مازالت خاتة في راسها انو الصافي ح ينتقم منها .. حسب ما اوحت ليها اختها بهية ..
يوم من الايام .. اظن بعد خمسة يوم تقريبا من حادثة الدولاب .. وحادثة الدولاب طبعا" مرت مرور الكرام .. وماحصلت بوراها اي مشكلة .. حسب انو الصافي مابحب المشاكل وتضخيم الامور .. غسل حاجاتو من الوسخ وانتهينا ..
اها اليوم ده كان يوم جمعة .. خالد والصافي قاعدين في الصالون ..في مراة في الشعبية صاحبة رقية اتوفت .. رقية قالت لي بهية ارح معاي العزاء ونجي سريع ..
طلعن الاتنين الصباح زي 8 .. وخالد مرق على الزلط يحلق .. ولاقوهو اصحابو ساقوهو حديقة امدرمان ..
اها لمن جن رقية وبهية زي الساعة 11 .. لقن الصافي قاعد براهو في الصالون بقرا برضو ..
قالن ليهو وين خالد؟ .. قال ليهن طلع والله .. رقية قالت ليو وين الشفع؟؟
قال ليها والله ماعارف ماجوني بي جاي .. مرقن منو وبقن كايسات للشفع اتلقو عند الجيران ..
رقية دخلت غرفتها لقت دولابها مفتح ومفرتك .. والحاجات بتاعاتها والهدوم فيها جزء واقع في الارض .. نفس الحركة الكان عملتها للصافي .. والمشكلة الكبيرة في دهب كان تحت الهدوم .. زي خاتمين وسلسل .. اتفقد .. مافي ..
قالت ليها تعالي يابهية .. شوفي الصافي الكلب .. عمل فيني نفس العملية بالكوبي .. وكمان شال دهبي ..
قالت ليها والله يارقية ما اظن .. ياخي الزول ده مستحيل يعمل كدا .. نحن الزول ساكن معانا من متين؟؟ .. انا يتخيل لي ده حمودي كدي اسأليهو ..قالت ليها مستحيل يابهية .. اصلا حمودي مابهبش دولابي .. بعدين حمودي وامجد كانو عندناس مدينة .. ومافي زول في البيت غير الصافي .. دي جريمة ثابتة ..
بهية قالت ليها كدي انتي اسألي ولدك اول ..
رقيه قالت ليهو تعال ياحمودي .. الليلة بكتلك .. انت ليه فتحت الدولاب ؟
وبشتنت لي هدومي؟ .. قال ليها والله وحت كتاب الدين انا مافتحتو .. موش انتي قلتي لي قول الحقيقة؟؟ اها ده ما انا ..
رقية قالت ليها اها شفتي يا بهية؟؟ .. حمودي مستحيل يكذب .. ياهو الصافي الكلب .. بهية قالت ليها بس تحصل يسرق الدهب؟
اعوذ بالله .. ومشن الاتني على الصافي نافشات ريشن تب .. ربنا يجيب العواقب سليمة ..
الى اللقاء ..  


الصافي... طارق اللبيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن