الصافي... طارق اللبيب

الحلقة الثانية و الثلاثون

الصافي بيت في بيت مع ناس خالتو للصباح والصباح ..ناس معتصم ورقية ركبو مشو بحري ..يجيبو بهية ..
والصافي معاهو حمودي وامجد وبتونس معاهم .. ويسأل فيهم ..
اها في ونستو مع حمودي قال ليهو بتتذكر الرشيد ؟
قال ليهو ايوة بتذكرو اخوك القدري داك صح ؟ قال ليهو ايوة بس ياهو .. حمودي قال ليهو انت بتمشي ليهو متين ؟
قال ليهو بكرة ان شاء الله بمشي ليهو .. قال ليهو خلاص وكت تجي راجع جيبو لينا معاك .. قال ليهو لكن ياحمودي انا لمن اجي الرشيد بكون عندو مدرسة.. يخليها ويجي كيف ؟
قال ليهو خلاص خليهم يجونا في الاجازة .. قال ليهو خلاص بكلم امي وابوي .. واشوف رايهم شنو؟ لو عندهم طريقة بجوكم .. ولو ابوي ولا امي واحد قال لا.. نحن تاني مابنقدر نقول حاجة .. وبنكون ساكتين ولا بنزعل .. يعني الزول وكت ابوهو يقول ليهو كلام وهو يكون ماراضي بيهو .. يسكت ساي ..لو زعل ولاصرا وشو ..ربنا بحاسبو بعدين وبخش النار تووش .. ولو امو برضو منعتو من حاجة.. وقعد يبكي ويكورك برضو ربنا بحاسبو .. حمودي قال لي اخوهو سامع يا امجد؟ سامع؟ .. شفتا ياعمو الصافي ؟ امجد ده اي كلمة يقولوها ليهو.. يقعد يبكي ويدردق في الواطه .. ومرات بعضي امي ..
الصافي قال ليهو الليلة والليله يا امجد ..تعضي امك؟..كدا حرام .. وتاني لوعملت كدا .. يوم القيامة النار يمرق منها راس ..زي راس الناقة ..وعندو نوايب زي نوايب الاسد .. وكج يقبضك من ضهرك ويخش بيك في النار .. الليلة ..والليلة ..انا مالي غايتو كلمتك .. امجد قال ليهو خلاث ياعمو .. تاني مابعمل كدا قول ليهو انا اثف.. قال ليهو خلاص كدا ربنا عفاك المرة دي ..لكن تاني اوعه تكررها ..
حمودي قال ليهو عشان تاني تــ... الصافي قال ليهو خلاص ياحمودي ..الزول قال انا اسف .. المهم الونسة كانت لذيذة ومفيدة ..
والصافي استغلا وقت مع الاطفال في غرس القيم الفاضلة والتحذير من العقوق وكدا .. ولو ملاحظين لمن حمودي طلب جية الرشيد ..
الصافي ماوعدو بالكضب عشان هو شافع .. لا قال ليهو الحقيقة ..
كتير من الناس بغشو الشفع بوعود مكذوبة ..وهم ماعارفين انوالحكاية دي ..بتخلي الشافع يعتبر خلف الوعد موضوع عادي ..
المهم وكت الفطور كدا الصافي طلع جاب الفطور وفطر هو ومعاهو الولدين ..
وكان يوم بالنسبة للصافي يوم لذيذ.. وصافي وكلو براءة ونقاء ..
قريب الضهر كدا.. جو ناس رقية ومعتصم ..وجابو معاهم بهية ..
وحمودي من شافها قام جاري ليها ..خالتو بهية جات ..خالتو بهية جات .. وجرو الولدين الاتنين اتعلقو فيها ..وهي مسكتهم وسلمت عليهم بالبوسات المشتاقة ورمت ليها دميعات كدي ..
بهيه عمرها في نص التلاتين .. وعلامات العمر بدت تظهر في وشيها .. برضو عندها ملاحة مابطالة لكن كل مايتقدم ليها زول الموضوع مايتم .. وهي الموضوع ده مؤثر على نفسياتها جدا"
والناس حاسين بيها لكن ماعندهم في يدهم حاة يعملوها ليها ..
الصافي لكن شاف بهية فرح شديد .. وبهية عاينت ليهو كدا بي نظرة فيها شكر عميق .. لمن دايرة تبكي ..
ودخلت مع اختها جوة.. والصافي ماعرف الحصل هناك شنو.. وكيف قدرو اقنعو خالو احمد بي انهم يسوقوها .. وبرضو ماسأل .. الصافي عندو طبعة انا محيراني طبعا".. ماعندو اي اهتمامات بالشمار وحب الاستطلاع .. يعني لو ده زول تاني مننا نحن في مكانو .. كان طوالي نادي خالتو .. وسألها اها قدرتو اقنعتو احمد كيف والحصل شنو وكدا ..
مع انو اسئلة ماعندها اي فائدة.. لكن طبعنا نحن كسودانيين دايرين نعرف الشمار .. الشمار بعمل لينا شلل لو ماعرفناهو هه
الصافي ماعرف ولاسأل لغاية بالليل.. وجات رقية براها وبقت تحكي ليهو وبقت تتكلم عن بهية وزوجة احمد .. قالت ليهو والله يا الصافي بهية ربنا انتقم لي منها انتقام.. اسكت ساي .. ياخي المراة دي مسوية ليها جنس حالة .. مرمغاها مرمغة .. وانا مع اني مغيوظة على بهية .. لكن حقارة المراة دي واجعني اكتر ..
وحات الله يا الصافي بتنهر فيها قدامي .. وكت تنتبه تلقاني قاعدة ترخي صوتها .. يعني متعودة تذلها وتهينها .. لكن نقول تستاهل بهية .. دي فعايلها السوتها لينا ..
الصافي قال ليها ياخي انتي الكلام ده مانسيتيهو .. كلموك قالو ليك الزولة دي بتحبك .. ودايراك معاها .. والعملتو كلو عشان كدا.. المفروض شوية كدا قلبك يكون مسامح ..
قالت ليهو اساسا انا سامحتها .. بعد شفت الحصل عليها .. ان شاء الله هي تكون اتعظت .. قال ليها صدقيني اتعظت .. بس اوعديني تاني ماتجيبي سيرة الكلام ده .. قالت ليهو جدا .. بوعدك .. انت ان شاء الله لاتموت ولاتفوت .. انا ماعندي زول في الدنيا دي بعد امي وابوي .. ليهو فضل علي انا .. زيك انت وامك ايمان الحنينة ربنا يديها العافية ..
اخد الليلة ديك معاهم وباكر الصباح بدري ودعهم وطلع بي شنطتو الكبيرة على موقف عطبرة في بحري .. وركب البص ويلا .. عطبرة ام دالات رباية اليتامى ومركز الخيرات .. اول من البص دخل جيهة المكابراب جنوب الدامر .. الصافي بقى يتبسم ومغمض عينيهو .. بالاحساس الجميل الحاسيهو .. اي زول داخل الدامر يادوووب ..بحس كدا .. الصافي كان حاسي بي امان غريب .. وروعة عجيبة .. احساس يشبه صوت طمبور حنين.. وينقر في اعصابو ..
وحاسي جواهو عطش غريب لشوفة ايمان بت الحاج .. وبسمتها البتشفي العلة .. ومشتاق لي نظرة في عيون الامين الكلها طيبة وفراسة .. مشتاق لي الصغار الرشيد الراشد .. وبسمة النسمة .. المهم .. وصل.. والشوق سبقو للديار ..
نزل من المواصلات .. ماشي بالشارع .. على البيت.. ناس الشارع ديل اي زول يشوف الصافي يرمي الحاجة الشايلا ويجي يسلم عليهو .. اصحابو واولاد الجيران .. والحريم ..
وكل الشافو فرح فرحة واضحة.. الصافي كانت معاملتو مع الجيران .. معاملة نادرة وكريمة ..
والناس بقدروهو تقدير شديد .. لانو لاي بيت من بيوت الجيران كان زي ولدهم المربنو .. والزول بفرض احترامو على الناس لما يكون بحترمهم .. زي ماقال صدام حسين (من يحترم يحترم) ..
في البيت كانو متوقعين جيت الصافي لانو اتصل عليهم من هناك ..قال جاي الليلة .. عشان كدا ابوهو اليوم ده ولامشى السوق .. وايمان دي من الصباح تجهز وتنضف.. وتطبخ في الطبايخ وتظبط في الاكل .. قوم ياولد تعال ناولني دي.. وشيل ديك الليلة الصافي جاي ..
الصافي اول من دقة الباب .. امو عرفت دقتو .. هو بدق الباب براحة كدا زي الخايف ليهو من حاجة .. امو نفضت ايدها من اي شي .. وجات طالعة من المطبخ .. وبخطوات سريعة على الباب ..
وتتكلم براها .. يحليلو يحليو .. ياها دقتو ذااااتها ..
فتحت الباب اول من شافها.. بقى يعاين ليها ومتبكم غالبو يقول اي حاجة.. بس في عبرة في حلقو ساديها الشوق ..
جر الشنطة لجوه.. وقفل الباب وراهو .. ومسك امو من راسها اول حاجة سلم ليها فوق جبينها .. وسلام عميق وارواح مرتبطة ارتباط تشعبي .. ودموعو جرن .. وهي ذاتها متجرسة لكن متشجعة .. وتتكلم معاهو هوي ياولد سيب العوارة ..
هسع ابوك يجي يلقاك بتتبكى ..
قال ليها مابيدي يا امي .. مشتاق ليكم شديد .. الرشيد جوة سمع الصوت جا جاري .. الصصاااافي.. الصصااافي .. ومسك اخوهو ولباهو فوق رفعو من الواطة .. ويدور بيهو كدا .. وقال ليهو ماشاء الله انت ياولد بقت تقيل كدي بتاكل شنو .. قال ليهو بلحححح ..
وجات بسمة جارية .. ماسكة اصبعها في خشمها .. برضو مسكها شالها وسلم عليها.. وقال ليها يخسي عليك يا ام مخاخيت ده شنو الفوق خشمك ده .. طلع المنديل قشى ليها خشمها .. وقال ليها .. ليه مابتقشي خشمك يابت ؟.. انتي اهو بقيتي كبيرة ..
ايمان قالت ليهو خلاص مشيت الخرطوم وداير تتفلهم فوقنا .. انت وكتك الصغير .. انا كان غفلت منك ساي .. خشمك ده يبقى زي الشمامه الخربانة .. ههههه ..
قال ليها غايتو جنس فضايح يا امي ..
بسومة دي مالقيتي ليها حل لي موضوع رضاعة الاصبع دي ..
قالت ليهو خليها ترضع لامن تزهج براها.. مضايقاك بشنو ؟ الاصبع اصبعها والخشم خشمها .. قال ليها بالمناسبة رضاعة الاصبع بتخرب شكل الاسنان .. ودي بتك الوحيدة.. ولو طلعت ليك شينة بتقعد ليك من ضمن عدة البيت .. مخيرة ..
ابوي في السوق ؟؟
قالت ليهو ابوك جوة قاعد فطر وشرب الشاي.. وراجيك الليلة قال ماماشي السوق .. قال ليها اوووه والله مشتاق ليهو شوق ..؟
دقيقة اسلم عليهو واشمو واجيك .. قالت ليهو انت لسسع في الشمشمة دي؟؟ هه,,
قال ليها انتي شمتك ماشة عليك .. ههه.. الصافي عندو طبعة بحب يشم ريحة امو وابوهو .. هه وبتكيف للحكاية اول ما يجي يسلم علي ابوهو يقعد يتشمشم ويعمل اححح .. الصافي مشى يسلم على ابوه .. وابوهو استقبلو بي كل فرحة .. وقعد معاهو وسألو من احوالو ..
الصافي حس بي حاجة غريبة في البيت .. مامرتاح كدا حاسي بي شي ماطبيعي .. طول القعدة القاعدا مع ابوهو امو ماجات جوة ..
وابوهو برضو ماطبيعي ..
الصافي قام مشى لي امو في المطبخ.. لقاها تصوط ليها في حلة بتاعة شعيريه .. الحلة فيها زيت وشعيرية بتحمر فيها يادوب.. ماكبت فوقا الموية لسع .. وشغالة بتسوط وعيونا هناك سارحة وسارحة.. لامن الشعيرية حرقت الصافية لمن جا لقى الشعيرية سودت بقت زي الشعر الممشط .. ايمان ولاشعرت بدخول الصافي في المطبخ .. الصافي بقى مخلوع يعاين للشعيرية ويعاين لي امو .. يا امي .. يا امي هوووي؟ ده شنو؟ عان شعيريتك ..
فجأة انتبهت وعاينت للشعيرية .. لقتا باظت نهائي .. كبت فوقا موية تشششش .. ونزلتا من النار وقعدت في المقعد الفي نص المطبخ.
الصافي قعد قدامها قال ليها يا امي .. في شنو؟
قالت ليها في شنو كيف ؟ بتقصد شنو انت ؟؟ مافي اي حاجة ..
قال ليها انتي ماطبيعية يا امي .. سارحة كدا وهامة هم شديد خلاص.. مالك يا امي؟؟ احكي لي صراحة انا قلقت شديد ..
قالت ليهو قول بسم الله ياولد .. مافي حاجة انت هسي جيت متين عشان تقول في شنو؟ .. قال ليها امي الله يخليك احكي لي ..
قالت ليهو تاني لو سألتني بغضب عليك .. انا قلت ليك مافي شي.. خلاص .. امشي على ابوك انا عايزة اعمل شعيرية تاني والحقك الفطور .. قال ليها خلاص مابسألك تاني كل شي ولاغضبك .. اعوذ بالله من غضب الله ..
قام مشى لابوهو.. ابوهو راقد في السرير على قفاهو وطابق المخدة النص وخاتيها تحت راسو .. وخالف رجل على رجل وبرضو شكلو ما تمام .. وبتكلم بالتلتلة .. الصافي قال احتمال ابوي يكلمني بي امي مالا.. لكن ابوي ذاتو هسي ما ياهو .. ياربي في شنو بالضبط كدا؟؟ ..
الصافي قعد ساكت ساي .. وبقى يجيب مرة مرة كلام يدل على انو مانقش حاجة ..واستخدم نفس مهارتو بتاعة عدم الاهتمام بخبايا الامور .. لكن المرة دي غلبو كلو كلو .. ونفسو يعرف في شنو في البيت ده ..
مرت نص ساعة تقريبا وكل المدة دي الامين ساكت.. بس بجاوب بالقطارة على اسئلة الصافي ..
الصافي : ياابوي .. ناس عمي عطية جو من السعودية؟ ..
الامين : لا ..
الصافي ناس الرشيد اجزو متين؟ ..
الامين الاسبوع الفات ..
وتاني سكتو.. ايمان دخلت وشايلة صينية الفطور للصافي .. الصافي قام غسل ايديهو وجا قال احم احم .. اخيرا نضوق اكل ايمان بت الحاج ام الصافي ود الامين .. والله شوق عجيب .. انتي عارفة يا امي انا من عشا امبارح.. تاني ما أكلت عشان اصلك هنا وانا جيعان ..
والشعيرية الجديدة دي نكتها عجيبة .. خليني اضرب النعيمية دي اولا" واقبل علي الشعيرية ..
واصلا ايمان ما اتكلمت مع الامين .. بس قالت للصافي بالهناء يا الصافي ان شاء الله تنفعك ..
وعاينت للامين بي طرف عينها كدا وطلعت .. والامين ماشافها .. ولا حتى عاين ليها .. والصافي مراقب الوضع هنا الصافي عرف انو في مشكلة بين امو وابوهو ..
والقلق بتاعو زاد شديد .. وخشة في حالة سيئة جدا .. حتى بقى ياكل بالرجالة .. واي لقمة ياكلها يحس بيها زي الدراب لا طعم ولا نكهة ..
بس بقى يفكر .. وشاليهو هم كبير في قلبو ياربي الحاصل شنو؟
بعد فطر وشرب الشاي .. مشى للرشيد.. قال ليهو .. وين ياصاحبي انت.. ارح السوق البيجاي ده.. نشتري ليك حاجة ونجي .. اعمل حسابك البت دي ماتشوفك تقوم تتشبك فينا ..
الصافي داير يسأل الرشيد .. احتمال يكون عارف حاجة ..
المهم طلع معاهو في الشارع .. وهم ماشين على السوق .. السوق في الحلة ذاتها مابعيد يمكن شارعين ولي قدام شوية ..
قال ليهو يا الرشيد انت امي مالا؟ انا شايفها زعلانة.. انت مزعلها في حاجة؟
قال ليهو لالا .. ما مزعلها انا .. انت ماعارف حاجة ساي .. هو في زول بزعل امو؟ لكن انا بوريك بس ماتقول لي امي كويس؟
الى اللقاء ان شاء الله ..