34

805 81 65
                                    

(الجزء الرابع و الثلاثون .. فوت كومنتز شير .. يمزة لا تحرمنا بتعليق جميل زيك ;) .. )

•••

"فقط تعالي ، هيا بنا" جررتها و ذهبنا نركض بينما هي تلاحقني ممسكة بيدي و ملامحها مشوشة

أصبحنا نركض بعشوائية تامة و سرعة فائقة متجهين إلى اللامكان ، حتى قالت بين أنفاسها المتسارعة "نايل ، إلى أين سنذهب ، أظن بأنها ستُمطر؟" صَرخت لأهدُِئ خطواتي التي تسابق الدقائق ، و أشد بقبضة يدي على كفها بينما نظري يرتفع تدريجياً نحو السماء حتى توقفت عن الركض مذهولاً

"ستمطر" همستُ بصوت مسموع

"أرجوك ، لا أريد أن نبتعد أكثر ، فـسفينتي و طبق الكعك في الخارج ، لا أريد بأن يخربا عليّ" قالت بهدوء و هي تنظر ليدي المشبكة بخاصتها بغير تصديق و كأن إشتداد قبضتي بيدها معجزة

"هيا بنا" قلت دون مبالاة عائداً للركض

بدأت السحب بحجب الشمس ليختفي ضوئها رويداً رويدا و تتلبس السماء بالغيوم المتراكبة السوداء ، ليصبح الجو موحش قليلاً و مرعب ؛ فتغير الجو في هذه الدقائق المعدودة بهذه السرعة الكبيرة يقلق عقلك ، فنحن الأن لم نتجاوز الثالثة ظهراً و نبدو و كأننا في التاسعة مساءاً .

"بدأتُ أخاف" نطقَتَ و هي تتابعني بخطواتها الحريصة من أن تسقط

أصبحت الغيوم الملبدة مسيطرة على السماء ، و في كل مرة يزداد الأمر سوءاً لتصبح الرياح أكثر قوة و تقوم السحب الضخمة بتحرير قطرات المطر من لبُها لتسقط فوق رؤوسنا.

"يجب أن نحتمي" قلتُ و أنا أمشي باحثاً عن مِظلة لتحمينا

"لنعود للمنزل" لَهَثت

"إن بدأنا و الأن في العودة ، سنكون مبللين كسلحفتين برمائيتين خرقاوتين" قلت و أنا أبحث بعيناي عن مأوى صغير

"لا يجب أن يحدث هذا" بدأت البروق بالإنبعاث بلونها القوي الذي يرسل الخوف للقلوب ، و بدأت الرعود بالإنفجار لتصدر تلك الأصوات الضخمة و المخيفة من بين الغيوم السوداء الكبيرة ، و بمجرد النظر لها تصبح نفسك مرعوبة بطريقة مريبة.

"ها نحن" قلت بعد أن رأيت ذلك المخبز الكبير لنحتمي تحت مظلاته

"المخبز؟"

تسلقت من خلال شباكه الحديدية حتى أستطعت القفز و الوصول للداخل ، لأقابل أوكتافيا من خلال هذه الحدائد "هيا إصعدي"

"تمزح معي!" قالت بملامح مستغربة من تصرفي الأحمق

"هيا" نطقت بإصرار ، ثم و من غير إستعداد للأمر دوى صوت الرعد ليصيب قلب أوكتافيا الخوف

"حسنا سآتي" همسَت و هي تُشبك يدها بالحديد و الصعود بحذر ، حتى وصلت للأعلى و قامت بالقفز

Foundling | لقيطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن