Foundling | لقيط

39

(الجزء التاسع و الثلاثون .. قوت كومنتز شير)

•••

الكل مجتمع حول المائدة و يتحدث بلطف ، بينما أنا أمضع طعامي ببطئ شديد و عيناي مازالتا ساقطتان على صحني ، أبي الذي يقهقه و يضحك و كأنه لا يكترث لأمري ، بينما روز و إيميلا تتهامسان و تبتسمان ، أما عن ميثان و ليون فكانا هما أساس المرح هنا ، بينما ستيف كان يحتضن أبي تارة و تارةً أخرى يعود لألعابه .

"نايل ، لماذا لا تأكل؟" قالت أمي و هي تصب لي الحليب في الكأس

رفعت وجهي لأنظر لها ، و رأيت بأن الكل يحدق بي ، أظن بأن صوت مناداتها العالي لأسمي لفت إنتباه الجميع و كأنهم للتو علموا بوجود شخصاً ما يسمى نايل بينهم .

"أنا ألتهِم طعامي" قلت ببسمة ضعيفة ، و بعدها إلتزم الكل الصمت ، هه لم أظن يوماً بأن إسمي مهيباً لهذه الدرجة !

شربت نصف كأس الحليب ، ثم نهضت بهدوء للإبتعاد عنهم بقدر الإمكان ، و لكن صوت أبي الخشن ظَهر لألعن رجلاي اللتان توقفتا رغماً عني و أصبح مقابلهم بظهري "نايل"

"ماذا" أجبته بصوتاً جهورياً و متجرعاً للهواء بعمق

"تناول طعامك" أمرني هذه المرة بصوتاً أكثر ليناً ، لم أظن بأنه سيقول هذا ، لقد إعتقدت بأنه سيعود لتلك التراهات

عندما أردت ان أستدير و أبتسم له و أعود للمائدة ، عادت ليلة البارحة في رأسي فجأة و كأنها شريطاً مسجلاً بذاكرتي ، عندما صرخ و عندما أهانني ، عندما صفعني دون أي سبب واضح !

تنهدت داخل نفسي و تجاهلته تماماً ذاهباً للخارج ، و أنا أمشي بسرعة خفيفة توقفت فجأةً بسبب يد ميثان الملتحمة بمعصمي "لن تخرج" قال بنظرة صارمة

دحرجت عيناي "لن أهرب ، فلا يوجد لي ملجأ غير هذا المكان" رفعت حاجبي بسخرية

"جيد بأنك تعرف هذه النقطة ، و إصعد لغرفتك الآن" أمرني مشيراً برأسه للأعلى

"لماذا؟"

"لأنه و ربما سنضعك في مركز لإعادة التأهيل أو مصحةً نفسية" قال بهدوء أكثر من اللازم

توسعت عيناي "لا تكذب ميثان" قلت و لوهلة شعرت بالضعف و الألم ، هل يظنون بأني مريضاً؟

"لا تخاف ، إصعد فقط ، حتى نتحدث ، لقد كانت مُزحة" قال بوجه جاف دون أي تعابير و ذهب ليكمل تناول فطوره

هززت رأسي متجهاً نحو حجرتي "مجرد حمقى" همست لنفسي

•••

"لـ - ل -لقد كنت متضايق" بررتُ لميثان ربما للمرة المئة ، و لكنه اخفض رأسه و قام بركل ساقي بقوة لأتألم

إنكمشت ملامحي و انا أرفع وجهي له بغضب "إذهب لسبيلك و أتركني" زمجرت و أنا أنحني لأمرر يدي فوق منطقة ساقي المتألمة