Part 4

70 4 2
                                    

أنا حرية ، متأكدة من انّكم اصبحتم تعلمونني جيداً ، انا فتاة ال سابعة من العمر ، خلقت على أرضٍ لا اعلم اين هي ، كنت ضحية للفقر والحرب ، ولا زلت اعاني منه ،خلقت على كومة رمال وأتربة ، لم اكن اعلم ما هي الحياة ، حتى انني لم اكن اعلم اي شيء عن حياتي ولا حتى عن نفسي انا ، خلقت ولم ار أي أحد بجانبي ، إلا أخي عمر ، هو الذي علمني كل شيء برغم من انه اكبر مني بعامين فقط، كلانا لا يذهب للمدرسة لشدة سوء أحوالنا وصعوبة ظروفنا ،بحث أخي عن عمل باستمرار لكنه لم يلق اي توافق من الناس ، دائما ما كنا معزولين عن العالم الخارجي ، كنا نعيش في صندوق كرتوني بدا وكأنه لشاشة تلفاز عملاقة ، كان حالنا لا يحسد عليه أبدا ، تعرفت على فتاة رأيتها ذات يوم فأحببتها ، اشعر بان القدر دائما يرغب بإن يجمع بيني وبينها فكل خطوة لي بت اتوقع رؤيتها.
يوما ما كنت أساعد أخي في البحث عن مأوى آخر ، فتلك "الكرتونة" التي لطالما عشنا فيها منذ سنة لقد تمزقت وهرمت من شدة العواصف والثلوج الماطرة ، كنا قد تسلمنا لقدرنا وتوكلنا على خالقنا ، لم نشأ أن نزعج أحد ، ولم نكن نريد أي تعاطف من أحد فنحن لم نعتاد على ذلك ، "كنا من أغنى الاغنياء" هذا ما قاله لي أخي منذ عرفته ، لكن لا بأس .
على العموم ، بعثني أخي لمكان أبحث فيه عن مأوى كما أخبرتكم، وأنا في سيري إلى هناك ، لم أنتبه لوجود أحد ولا أي شيء في طريقي ، كنت اعبر ممر المشاة وتلك القصة أصبحتم بأكملها تعلمونها ! لكنني حقا أشعر بأن الذنب ذنبي أنا ! ويجدر بي أن أصاب أنا ، ماذنب تلك الفتاة اللطيفة ! "تباا لي !"، حقا هل يمكن أن يسوء الوضء أكثر ! هل ممكن أن تغلق الحياة جميع أبواب الحظ أمامي أكثر. من هذا ! 

قال الطبيب لي اعطني رقم والدك...صمتت فانا حقا لا اعلم عنها شيء ! شعرت بالذنب لانني قلت انني اختها بالرغم من انها اصبحت كذلك بالنسبة لي ، وقلت "هل ذلك من الضروري ؟" قال لي "نعم بالطبع لا يمكننا علاجها الا بموافقة والدها، نحن لا نريد تحمل مسؤولية على أية حال".
قلت "أرجوك لا تفعل هذا ولاتكن قاسيا ، لا اريد سوى ان تكون اختي طيبة متعافية ، اذهب انها على مسؤوليتي ، احضر لي ورقة لاوقع لك بانها على مسؤوليتي "...الطبيب "حسنا على مسؤوليتك انت "
"وقعي هنا ،وهنا ،وهنا " "حسنا "
"شكرا للطفك وداعا وسأذهب لمعالجتها الآن ".

على حافة الحلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن