Part 24

16 3 0
                                    

قال وهي تحملق في عينيّ "أهذا بيت الموظف عمر؟"
رددت بسرعةٍ وخوف "نعم"
"حسناً، ألن تدعينني للدخول، قدماي هرمت من كعب حذائي العالي هذا"
"آسفة، تفضلي"
قلبي يخفق وأصوات ضرباته تعلو، أنا متوترة حقاً، من تكون هذه السيدة، ولماذا جاءت إلى هنا! ولماذا أدخلتُها للبيت كالبلهاء دون ان اعرف هويتيها، كان علي ان أسألها.
و لكنها لم تبد مخيفة، طريقتها بالتحدث لطيفة ولم تكن شريرة، ولم يبد عليها انها جاءت لتؤذيني! ولكنني بالرغم من ذلك لازلت متوترة حقاً.

"تفضلي من هنا" قدتها لصالة البيت.
كانت تسير ببطئ وشفافية زائدة، تتفحص المنزل عن آخره، وبكل ذرة صُنعت منه، تنظر للأثاث فتهز رأسها إعجاباً، فتميل رأسها للأرضية، ومن ثم للجدران لتقف عند صورة معلّقة تخصّني وتوجه سؤالاً لي "أنتِ تبدين حقاً جميلة في هذه الصورة، ولكنك واقعياً تختلفين، يبدو أنك لا تبدين اهتماماً كبيراً لجمالك و  لرونق مظهركِ الخارجي"
شعرت بالحرج الشديد، وتلملمت الدماء في وجهي، وأصيب خديّ بإحمرارٍ وحرج.
"نعم، أنا لا أعتني بمظهي كثيراً ما زلتُ صغيرة على أن أهتم، وكما انني لا اخرج كثيراً من المنزل سوى للمدرسة"
نظرت لي باستغراب وقالت "صغيرة! كم عمركِ الآن؟"
"اثني عشر"
"وتقولين صغيرة! يجب أن تبدأي بأن تبدي اهتماماً كبيراً لمظهركِ الخارجي منذ الآن"

وأضافت "منذ اليوم أنا سأعتني بكِ، وسأعلّمك كيف تكونين جميلة"
قلت صارخةً "عفواً!"
قالت وهي تهمّ بالجلوس على الأريكة "اه حسناً، نسيت أن اخبركِ بأنني مربيتكِ الجديدة منذ الآن، سأعتني بكِ لحين عودة أخيكِ"
قلت متفاجئة "حقاً، ومن كلفكِ بذلك؟"
قالت ببرودٍ وهي تضع عينيها لصورة أخي المعلقة على الجدران "أخاكِ"
"وكيف أتأكد من أنكِ حقاً مربية، وبأنّ ما قلته صحيح؟"
همّت بأن تضع يديها في حقيبتها البيضاء الصغيرة، وأخرجت بطاقة فلوحتها بوجهي وقالت "تعالي و أنظري"
"حسناً"
ذهبت وجلست بجانبها على الأريكة ومددت يديّ والتقطت البطاقة.
مكتوبٌ عليها بضع كلمات بالاسبانية لم افهمها، ولكنني رأيت بضع كلماتٍ بالانجليزية، و بمحاولة شديدة للاستيعاب استطعت فهم ما تحتويه، وحقاً كُتب بأنه كالتالي "هذه البطاقة، للمربية المخلصة ريم المحّار"
"حسناً، اسمكِ ريم؟"
"نعم"
"وكيف تحبين بأن أناديكِ؟"
"يافتاة! أنا لا أكبركِ كثيراً، اعتبريني اختاً كبيرةً لكِ، وتستطيعين مناداتي باسمي، فقط ريم"

لا اعلم، أنا لم افكر يوماً بان تكون لي مربية ترعاني، ولم اشعر يوماً بان مربية هو ما احتاج في حياتي لتغلق حجرة الفقد في قلبي.
لربما تكون لي ريم أمّاً حقيقية، لتحيي روحي من جديد، وتزرع في قلبي الأمل، لكنّها مغرمة بالجمال والمظهر الخارجي، يبدو انها ستحولني لنسخة مصغرة لها مع هذه الأيّام.

على حافة الحلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن