Part 27

21 3 0
                                    

كبرت حدقتا عينيه بشكل مريب، و مد يده الضخمة تجاهي وهم بصفعي.
وانا محدقٌ بكلتا عيني كالأبله الضعيف، حتى صفعني وصرخت، صفعة قوية، انستني بانني على قيد الحياة، ذكرتني بانني خلقت فقير، يتيم، ولا ازال كذلك، انا حقاً ضعيف، وضعيفٌ جداً، ادركتُ بأنني لازلت طفلاً يحتاج للحنان، ويحتاج لوالدين لرعايته جيداً وليعتنوا به، ليصنعوا منه رجلاً بكلتا يديهم، لكنني خلقتُ حزيناً يائساً وسأبقى هكذا.
حتى تجمّع المسجونين حولنا، وقطعوا خيوط الشمس الواصلة لعيناي، التي كانت تبادر في إعطائها بضع ذرات الأمان.
وصرخت صرخة أخرى، وأخرى، وأنا لا ازال اصرخ، حتى انقضضت على الرجل الضخم اصفعه واضربه، لكنّ يداي الضعيفتان لم يؤثرا على بنيته الصلبه المتوحشة.
أخذ الجميع يحاولون ابعادي عنه، وانا لازلت متسمّرا في ضربه، اخرج غيظ قلبي بأكمله، وهو كالجدار الصلب لا يفعل شيئاً، ولا تؤثر ضرباتي بكيانه شيئاً.
الا ان رأيت طارق يلتقط يداي ويبعدها عن جسد الرجل، ويأخذ يدي ويشدها إلى معصمه، "إهدأ عمر، إهدأ"
وصرخت "لا أريد أن أهدأ"
وقال "عمر إهدأ، فقط افتح عينيك"
وصرخت "ماذا!"
وضحك ضحكة خفيفة "أنت تحلم فقط، لا تقلق"
وشدني إليه وعانقني.
نظرت حولي، كان الجميع يغط في النوم.
صعقت وتصلبت اطرافي، شعرت بحرجٍ شديد، بالتأكيد هناك لبسٌ ما بالموضوع.
"ءأنت متأكدٌ بأنني كنت أحلم؟"
ضحك ضحكة خفيفة وقال "نعم"
قلت"حقاً، لم أعِ ذلك"
وأضفت "ولكن لحسن الحظ أنّه كان كابوساً فقط"
سأل بابتسامة تسطع من شفاهه "بماذا كنت تحلم؟"

و رويت له القصة بأكملها.
قال وهو يضحك "أحقاً، وكيف استطعت أن تحلم بكل هذا في وقت قصير، لم يقضِ إلا نصف ساعة على عودتك لسريرك"
وقلت "حمداً لله أنه كان كابوساً فقط، لست بالحال الذي ارغب فيه بأن أجري قتال مع أحد"
نظر لي وقال "على كل حال، السجناء هنا طيبون جداً، لإنّ هذا السجن مخصص للجرائم المتعلقة بالحالات الاجتماعية هنا، فكلّ واحدٍ منا سجن رغماً عنه بتهمة باطلة، معظمنا نعاني الحال نفسه"
هززت برأسي موافقاً.






على حافة الحلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن