Part 9

32 5 1
                                    

"هناك حريق كبير في منزل قريب من هنا"
قلت خائفا."حقا! منزل من هذا"
"إنه منزل أبا رغد"
هنا لم أعد أسمع صوت خفقان قلبي المرتعب، كانت قطرات العرق تذرف من جبيني من شدة الصدمة والحزن على هذه العائلة المسكينة ، وسرعان ما هبت رياح الصبر لتجفف لي عرقي وتعيدني لحياتي وتحث قلبي على الخفقان مرة أخرى ، شردت الى مخيلتي واستندت على حآئط بيتي افكر بصغيرتي حرية! التي تملك قلبا هشا كالبسكويت، وتسآئلت كيف ستواجه اختي كل تلك المصائب ، فرغد صديقتها ، وهي اول من احبته في حياتها.
إلى ان ايقظني صوت الرجل وهو يقول "لاتقلق ، لعلها كانت المصيبة الاسوأ في حياتهم ولعل الآتي أجمل"
سمعت صوت اقدام خلفي تقترب من المكان مسرعة ،كان صوت اقدام لطيفة بخطواط طفولية قادمة نحوي ، الى ان سمعت...
"أخي ،ماذا جرى؟" قالت حرية

لم أشأ أن أجيبها ، لكنها ظلت تكرر في السؤال. رددت ثانية وثالثة ، وكنت قد اكتفيت من ان احصر الكلام بداخل قلبي الصغير. ثم ها هي فاهي تفتح مرة اخرى ، فاه واحدة صغيرة تريد ان تدمر قلب تلك الفتاة الرقيقة. وقلت:

"حسنا يا حرية اهدئي انه فقط حريق باحد البيوت". الرياح عادت تعصف مجددا ومجددا
"بيت من؟" سألت
هنا توقف فمي عن النطق لانني اعلم انها ستنهار ان علمت ذلك.. حتى كررت مرة اخرى "قلت ،منزل من؟؟"

"آه ياحرية لم اشأ أن اخبرك لكنه منزل رغد "

"ماذا !!!" قالت صارخة... قلت."آسف جدا صغيرتي لكن هذه هي الحقيقة "
قالت بخوف وتردد ، وعيناها القهوتين كانتا على وشك البكاء. "لكن هل أبواها كانا في المنزل أيضا"
قلت محاولا ان اجعل الصغيوة تتفائل وان أجعل قلب صغيرتي يخفق بفرح مرة اخرى."لا أعلم ، لكنني لا اظن انهم كانوا هناك ،هل نسيتي انهم ذهبوا للمشفى فور علمهم بحادث ابنتهم! "
قالت."اذن علينا ان نتأكد ، يجب ان نذهب للمشفى حالا"
ركضنا بالشارع كالمجانين على امل الوصول للمشفى في الوقت المناسب ، كانت اختي تتصبب عرقا وقلقا على صديقتها ، كنت ارى عينيها تدمع ثم تبرق الى ان تتجمع الماء بعينيها تلك، ثم أرى قطرات مطر تندفع بغزارة شديدة من عينيها البريئتين، وتقوم يداها الناعمتين بازالتها مرة اخرى حتى لاتعيق عملية الركض السريعة لديها.
وصلنا للهدف بعد عشرة دقائق ورأينا المرمى بأعيننا ، حتى دخلنا و ركضنا فيه وذهبنا سريعا لغرفة رغد.

على حافة الحلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن