Part 15

28 3 2
                                    

كنت في طريقي عائدٌ الى البيت ،اخذت الرياح تعصف بي بشدة الى أنحاءٍ بعيدة، كان الطقس قد اختلف عن الصباح الباكر الجميل ، فالسماء عاودت الامتلاء بالغيوم البيضاء التي كانت تغطيها كلها دون ان تترك اي مساحة صغيرة لتُظهر من خلالها زرقة السمااء .

عندما وصلت للبيت، كانت حرية بانتظاري تقف على كرسيٍ صغير ، لمراقبة وصولي، عندما وصلت قفزت الي ، وحملقت بالزهور "يالها من زهورٍ جميلة، لعلها تعجبهم"
قلت بابتهاج "أتمنى ذلك"

قررنا انا واخي انا نخاطر ونزور منزل رغد المحترق ، كان لابدّ من ان نحمل معنا شيء لهم كهدية سلامٍ مثلاً ، لم نستطع سوى ان نجيء بزهور، اخي احضرها من السوق ، كانت تبدوا في غاية الجمال ، الزهور اخذت ترقص وتتمايل مع انغام الرياح العاصفة،.تتباهي وتتفاخر بجاملها!

من شدة حماستي للأمل كنت مبتهجة للغاية ، عندما عزمنا على الخروج ، ركضت لافتح انا الباب ،كان اخي يحمل الباقة و يقف خلفي منتظراً مني فتح الباب لنخرج ، فتحته أخيرا ً ، و سوف لن تحزرون ما رأيت!
نظرت لأخي بهلع كان هو الآخر مصعوقاً ، كنا قد رأينا رغد!
صرخت "رغد"
وذهبت لاعانقها و اغرقها بقبلاتي الحارة، كنت غارقة في الذهول وعقلي مازال منصعق من وجودها، ياترى كيف اتت! كيف! هي اصلاً لاتستطيع المشي حتى!
"تعلمين، كنا انا وعمر ذاهبين لبيت عائلتك"
"حقاً"
"نعم، لقد اشتقت لكِ يا رغد ، تعالي لعناقي مجدداً"

حاولت ان احبس دموعي ، لكنها احذت تسقط دمعة تلو الاخرى، انفجر قلبي وانفجرت معه كل الاسرار المخبأة فيه ، كل ماحبسته في قلبي ، كل اشتياقي وحزني ، يالله! مع انني كنت السبب في اصابتها ، ومع انني شُغلت عن زيارتها ، ومع انني لم أسأل عنها ايام كثيرة ، الّا انها اتت الي والى منزلي ، كيف؟ ولمَ ؟ لازلت لا اعلم!
"أنا آسفة ، كل هذا بسببي ، بسببي انك فقدتي القدرة على المشي ، والآن أنت لن تتمكني من ان تركضي وتلعبي وتبتهجي كالاطفال ، لقد ملأت حياتكِ باليأس ، كل هذا بسببي انا ، اعذريني انا حقاً فتاة سيئة ، كان عليكِ أن لا تخاطري هكذا لنفسك من اجلي ، فأنا لا استحق"
كنت سأكمل ، لكنّ دموعي خذلتني واخذت تسقط بغزارة ، كنت اشهق واشهق من كل قلبي ، كل حجرة في قلبي سجنتُ فيها حزني ووحدتي، كنت اشتاق لها والآن هي أمامي حمداً لله.

على حافة الحلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن