Part 32

12 1 1
                                    

أخرجت سماعاتي الخاصة بي من حقيبتي، و أيضا هاتفي المحمول، قمت باختيار موسيقى هادئة رنامة تتماشى مع سياق روحي، و تهدئ قليلا من اضطرابي، واخرجت أيضا دفتري وقلمي. ملت برأسي المثقل على نافذة الطائرة الصغيرة، واستنشقت هواء الصعداء، بدماغ مليء بالأفكار العشوائية المنطوية على نفسها تتنازع باستمرار، تشكل لي صداعا وهاجسا مريبا. حتى أخرجت زفيرا مكدسا بالآهات، و تارة تارة أغلقت عيناي، وغصت في سبات، في نوم عميق شهي، أهرب به مما حولي، إلى أي عمق غصت لا أعلم، لكنني أيقنت بأنني نسيت العالم حولي، ونسيت اضطرابي المهمش، ونسيت أنني أحلق في سماء عالية.

أيقظني صوت اندفاع قوي في الطائرة، حتى اهتز جسدي و اطرق رأسي بالمقعد الذي أمامي، أزلت السماعات عن أذني، و أغلقت الموسيقى لأسمع نبض العالم، نظرت ملتفتا حولي وللرجل الذي يجلس بجانبي، كانوا مضطربين، تكرس وجوههم طيات الخوف والقلق الشديدين، بعدها قلقت حقا، واندفعت وافقة أتساءل عما يحدث، كانت الطائرة تنتابها حالات ارتجاج متتالية، ما زادني توترا وقلقا!
التفت على ريم! فرمقتني بخوف وجزع، فأدركت أن هنالك عطل ما بالطائرة، وأنها تكاد تنهمر وتسقط أرضا، على بحر كثيف مجمد، فصعقت، وتجمدت أطرافي من هول الصدمة، هل حقا سنموت!
قالت لي ريم بجزع "حبيبتي حرية، لاتقلقي، الله سيحمينا، إن الله معنا، لاتخافي!" فانهرت باكية و خائفة من قدري في تلك اللحظة.
كانت تحاول أن تبدد الخوف عن قلبي، مع أن آثار الجزع تتربص على وجهها و ملامحها هي أكثر مني.
بعدها انطلق صوت جشع من قلب الطائرة، يخبرنا بأن الطائرة على وشك السقوط، سقوطا اضطراريا سريعا جدا، بسبب عطل ما بللطائرة. فلم يكد يكمل الرجل جملته حتى انهارت الطائرة وسقطت من أعلى السماء، سقوطا سريعا جدا و مرعبا، مع ضجيجا مخيفا، واضطرابات تملأ قلوب الجميع.
هل نهايتي ستكون في طائرة!



لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 27, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

على حافة الحلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن