Part 28

14 2 0
                                    

في البيت...
فور دخول المربية ريم لبيتنا، انقلب البيت رأساً على عقب، كل الأشياء البسيطة والعادية، وحتى الأشياء المهمة جداً، لم يعد شيئاً كما كان.
صرت أتناول طعام صحي مُعد بالمنزل، وملابسي أصبحت تُغسل وتنظف كلّ يوم، وحتى الكراكيب المنزوية في كل زاوية من زوايا المنزل اختفت، أصبح منزلنا ذا رونقاً لطيفاً مفرحاً، ولكن ما يحزنني عدم تواجد أخي معنا.
لطالما شعرتُ بالحزن سابقاً، فكنت أجد ريم بقربي دائماً تواسيني وتزرع في قلبي نبات الأمل، فتشرح بكلامها صدري، وتحييني من جديد.
كم هي طيبة هذه المرأة!
بالمساء كانت تصنع لي حلوى البسكويت اللذيذة، بدت شهية للغاية فأحببتها، فأصبحت تبادر بأن تصنعها لي كلّ مساء.
بعدما مرّ ثلاثة أيّام على مجيئها، اصطحبتني عصراً للتسوّق، فاشترينا الكثير من الملابس الراقية الفخمة، وقدمت لي كل ما سألتها به، فكانت أول طلباتي هي بضع من الكتب والروايات التي أعشقها، ولم أجد منها سوى الموافقة بلطف.
ايضاً أحضرت لي بضع من الدفاتر المستخدمة للكتابة دون أن أطلب منها، فأخبرتني بأنّها قرأت ذات يوم وهي تنظف غرفتي، ورقة كتبتها أنا بنفسي عندما سُجن أخي، فأطلعتني على رأيها قائلة "حقاً كلماتكِ فاتنة، أنا أتوقع لكِ مستقبلاً حافلا بالكتابة،لا تستهيني بقدراتكِ"
حقاً كلماتها عصفت بي للأحلام التي لطالما كنت أكدّسها في قلبي، لكنني كنت أتراجع و أتكاسل عن الاهتمام بها وإعطائها جزء من حقها.
فحقاً منحتني الطمأنينة والحريّة التي كانت الظروف تسلبها مني دائماً.
في صباح اليوم، طلبت منها ان تصطحبني لزيارة أخي فوافقت بوجهٍ بشوش.
أنا حقاً متشوقة لزيارته، مضت بضع أيّام على سجنه، فكنت أراها سنين طويلة عاجزة عن التقدّم.

على حافة الحلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن