Part 13

41 4 4
                                    

ردت حريه بإنكارٍ واستخبار "وبعد كل هذا السراح والغوص في خيالك والتعمق أكثر بداخلك والحديث مع نفسك ، وتريد أن تقول لي أنك تفكر بِ لا شيء ؟"
قلت باستبزازٍ واحتقار "هههههه لن أخبركِ ، انتظري الوقت المناسب يآ أختاه"
نظرت لي بغرابة ، ورفعت حاجبيها وكأنّ ردي لم يعجبها
قالت وهي تتثائب وتتمطى ناعسة "على كل حال ، شكراً على المارشميللو اللذيذ "
قالت أيضاً "سأخلد للنوم الآن ، أنا مرهقة جدا! عيناي توشكان على الانغلاق ، ورجلاي تكاد توقعانني ارضاً من التعب! "
"حسناً ، تصبحين على خير"
ذهبت حريه لتخلد الى النوم ، وتنعم باحلامها ببراءةٍ اكيدة ، وانا مازلت افكر وافكر بحياتنا ، هل سنبقى على هذا الحال ، نعيش في بيت خشبي صغيرٍ في الغابة ، ماذا لو اذى شيء صغيرتي ، فالخشب أفضل من الكرتون بالتأكيد لكن الخشب يبقى خشباً ! لابد له من الهرم يوماً ما ، والنار غادرة تحب الأخشاب وتعشق حرقها! ماذا لو حُرق يوماً ما بوجود احدنا فيه ! لاسمح الله !

أحياناً يرهقني التفكير كثيراً ، وتعصف بي أفكاري وأحلامي لمناحي بعيدة، بعيدة جداً عن واقعي!، لو علم الناس بما أفكر لصعقوا بالتأكيد! ، لازلت لا اعلم لما انا غالباً ما أميل لأن أخلق لنفسي السعادة بالرغم من مروري بالكثير من العوائق التي من المفترض أن تعيق حياتي ، وتحبس تفكيري وسعادتي في آنٍ واحدٍ في صندوقٍ يدعى بالمستحيل!
لكنني بعد التفكير ملياً ، أرى أن هذه هي الحياة ، تدور بنا وتظل تدور ، حتى توقعنا وتشعرنا بالأحباط في حين ، وفي حينٍ آخر تفاجئنا بسعادةٍ كبيرة جداً ، لا يمكننا البوح بكبر تلك السعادة.

"لقد حلّ منتصف الليل بسرعة! لم أشعر بمضي الوقت حتى، سوف أخلد للنوم الآن ، أنا مرهقٌ جداً "
لقد أمضيت الوقت على تقلب دائم ، حتى عمّ الصباح وأشرقت شمس الأمل والحرية مرة أخرى وعاد قلبي ينبض بدماءٍ صافية نقية لا حزن فيها ولا تفكير بالمستقبل البعيد!

فتحت عينيّ وأخرجت رأسي تارةً من النافذة الخشبية الصغيرة ، لقد تسربت خيوط الشمس الجميلة والساخنة عبر تلك النافدة لعيني وملأتها بالحيوية والايجابية ، احبّ حقا الشعور بالشمس وهي تلامس وجهي برقةٍ ونعومةٍ زائدتان!
نظرت لسرير حرية الذي باتت عليه أمس ، وكان فارغا!!
صرخت بلوعة وخوف كبيران "حرية!!"
خرجت لابحث عنها في فناء الغابة وبمحيط بيتنا لكنني لم اجد شيئا ًًًًً، عيناي كانتا محدقتان وبمظهر مخيف جدا ، من ينظر الي يظن بأنني سوف اقتل احداً .

بقيت اصرخ وانادي "حرية ، أين أنتِ".



على حافة الحلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن