فور وصولنا لغرفة رغد، شعرت بقلبي ينبض ويخفق بسرعة جدا ، كانت اختي تبادلني نفس الاحساس ، كنت اسمع صوت انفاسها وهي تركض بسرعة زائدة ، قلت لها "حرية افتحي الباب الآن "
ارتبكت وخافت جدا ، أخذت يدها ترتجف وأنفاسها تزداد سرعة وصوتها يزداد علوا ، وضعت يدها على الباب وفتحته بهدوء وقلق شديدان ، وعندما اصبحت امام الغرفة بالكامل وعندما صار الباب مفتوحا ولايعيق رؤيتها لمافي داخل الغرفة تقدمت خطوة تلو الخطوة حتى أصبحت أمام السرير مباشرة.حتى ازداد توتري وفجأة دقت ساعة المشفى بصوت عال ، واذ بي اسمع صوت صرخة قوية جدا كادت ان تزيح اذني من مكانها. "كان ذلك صوت حريه!! " قلت.
ركضت بالداخل لأرى ماذا جرى ونبضات قلبي كادت ان تخرج منه لشدة توتري.
كان أول مارأيته هو سرير أبيض ينام عليه أحدهم و هذا الشخص يغطيه اللحاف بالكامل من قدماه وحتى رأسه!!
لقد توقف قلبي فعلا ، كاد أن يغمى علي من هول المنظر !
ولم يكن هناك صوتا سوى صوت صغيرتي التي كانت تبكي بشدة وبحرقة !
ركضت لها ومسكت يدها وهي تقول وتصرخ "أخي لقد ماتت رغد ، لقد ماتت وفارقتني يآ أخي! "
وأنا كنت متسمر في مكاني كالحآئط الذي يقف ثابتا بمكانه بلا سبب.
لم أشعر بقدماي ، لم أر سوى انها اخذت بالتحرك والتقدم للأمام ،كانت تقودني لتلك المتوفاة وهنا صمتت حريه وعم المكان بالسكون الهامد!
اقتربت اكثر فاكثر! والعرق يتصبب مني وودموعي الجافة تذرف في قلبي أكثر فأكثر.
إلى أن أمسكت بالغطاء ورفعته قليلا قليلا ولم أصدق ما رأت عيناي وصرخت "حريه، هذه ليست رغد! حريه تعالي وانظري ،انا اقسم بذلك! "
نظرت حريه إلي وعظام وجهها لم تبين أية مشاعر في قلبها، جمدت بمكانها وبحرت في خيالها السحري ، حتى صرخت مجددا "حريه!"
وإذ بها تركض إلي ، وتركض حتى رأت ما رأيته وإذ بعظام وجهها أخذت بالتغير وفمها يفتح تارة تلو التارة ، واذ بابتسامتها تيطع مرة أخرى ولكن بحجم أكبر وعيناها أخذتا بالتوسع! لم ار سوى انها اخذت ترقص فرحا وتضحك ذلك الضحك الهستيري الذي يأتي غالبا بالأوقات الخطأ.
وصرخت "الحمدلله"
نظرنا للباب وشعرنا باصوات اقدام آتية للغرفة! نظر اخي الي وهز رأسه يمينا ، أي بمعنى هيا نخرج بسرعة.
لكن أقدامنا خذلتنا ولم تسرع في الركض من شدة ما صادمته اليوم من عجائب!
كنا عند حافة الباب تماما واذ بالممرضة تدخل وتراتا.
نظرت بتعجب "ماذا تفعلون هنا ؟"
قلت "نحن آسفان لكن ، نحن نذكر أن غرفة المدعوة وغد كانت هنا، لكننا لم نرها ، اذن اين هي ؟"
"لقد غادرت قبل ساعتان "
قالت حريه "أتعلمين أين ذهبت ؟"
"ذهبت لمشفى آخر ، على ما اعتقد انها ذهب خارج البلد. "

أنت تقرأ
على حافة الحلم
عشوائيعلى حافة الحلم ^-^ رواية من تأليفي تتحدث عن أحلامنا التي لطالما تمنينا أن تصبح حقيقة ، سوف تثبت لك أنك من أجل تحقيق غاياتك عليك أن تعمل جاهدا ، عليك ان تثق بالله وتثق بقدراتك ومواهبك وذاتك ♡وأن لا بد من الفرحة في نهاية الصبر ! أتمنى أن تروق لكم وتعج...