Part 6

49 5 1
                                    

كنت جالسة بجانبها حتى حضر الجميع للمشفى ،جميع من دعوناهم ، كان البعض يحمل باقات الزهور المختلفة ، من شتى الانواع والبعض يحمل دمى ودبابيب لرغد المريضة، لكنني ظننت أن مكاني ليس من المفترض ان يكون هنا ، يكفي أن كل ماوقع من مصائب بسببي أنا !، خرجت من المشفى فرأيت أباها قادمان باتجاه الباب ، هنا صدمت واختبئت خلف سيارة الاسعاف التي كانت مركونة في فناء المشفى ، كانت ملامح الغضب تملأ وجوههم والقلق معتلي قلوبهم ، معهم كل الحق في الشعور بذلك لا تنسوا انها ابنتهم الوحيدة .
عدت لأخي مسرعة، أردت أن أبتعد عن هذا العالم القاسي، وجدته كعادته يحمل بعضا من الأخشاب ويضعها في مكان ما ، عندما رآني أخي قال "الطقس يزداد برودا صحيح ؟ ، تعالي هنا لتحصلي على الدفء ،سأشعل الحطب" ذهبت إليه وجلست على صخرة أمام أخي حتى أشعل أخي النار ووضعها بيننا .
كنت أراقب تحرك النيران واشتعالها بهدوء وروية ، تظنون أنني نسيتها ! والله انها لم تذهب من عقلي ، لكن كل مافي الأمر أنني أحاول نسيان الأمر فعقل طفلة ليس من السهل عليه تحمل كل هذه المصائب والأعباء ! .
كان أخي يراقب تحركاتي باستمرار .
"حرية ماذا حدث لما انت قلقة هكذا" قال اخي
قلت "لاآ أعلم حقا ولآ أريد أن أعلم شيئا، كل مافي الأمر أنني فقط أردت أن أعيش طفولتي وأن يكون عندي صديقات كباقي الأطفال في هذا العالم "
قال"سيتحقق كل ما تحلمين صغيرتي، سأبحث عن عمل وألحقك بمدرسة وسأعمل جاهدا لأصنع بيتا جيدا لنا ، ثقي بي ! إن الله لايخذل أحدا "
"أنت تعلم رغد هي اول من حظيت على صداقتها في حياتي ، لا اريد ان ابتعد عنها لقد احببتها جدا وتعلق بها واصبحت جزءا من قلبي لكني الآن على وشك خسارتها"
"لا لن يحصل هذا ، ستتعافى بإذن الله ، وبما أنها قامت بماعدتك فهذا يعني انها تحبك ، وليس مثل ما تقولين ان الذنب ذنبك ، هكذا قدرها كان سيصيبها على أية حال"
"نعم أعلم "قلت
"إذن ما الذي حصل عندما قلت لأهلها"
"لاتريدين أن تعلمي ! " قال
"أتعلم، حقا أنا لم اعد ارغب في ان اعلم " قلت
قال "هذا افضل لك"
قال اخي مبتسما  "حسنا لا مزيد من الحزن بعد اليوم " ... قلت " أمرك يا سيدي" ضحكنا الاثنان

قال"حسنا سأريك شيء سيري أمامي واغمضي عينيك هيا"

على حافة الحلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن