Ch.18

3.5K 284 17
                                    

لقد مات واحد! و مات آخر! لماذا ينبغي علي أن أبقى؟! أنا أذية!
— — — — — — — — — — —  

"ماذا تقول؟" صحت و وقفت من مكاني، حينها حول نظره إلي و وقف، رفعت رأسي لأنظر بعينيه و أكمل "أنا أقول: أنت ضعيفة، قبيحة، وحش بشع. إنظري لنفسك بالمرآة، إنظري لجسدك الذي حفرتيه بالندوب. أنت ضعيفة، ضعيفة للغاية، و يجب أن تكرهي نفسك لأنك لا شئ"

كانت شفتاي ترتجفان "لن يحل هذا أي من مشاكلك؛ لن يساعدك، عرفتي هذا و لكنك إستمررتي على أي حال. و الآن إنظري لنتيجة أفعالك!" سحب ذراعي بقوة و رفع كم المعطف "هذا!" أشار للضمادة، كانت هناك بعض العلامات من الجروح السطحية و علامات أعمق و أعمق حتى وصلت للندوب. "أنت بشعة. وحش. يا إلهي! إنظري لنفسك في المرآة!" صرخ في ثم إندفع صادماً كتفه بكتفي، تاركني واقفة هكذا أحدق باللا شئ بشفتان مرتجفتان، نظرت لذراعي و تخيلت شكلها بلا هذه.. القذارة..

و لكن أدركت الحقيقة، هي لن تكون بدونها

أفلتت مني شهقة حزينة، بدأت تتكون الدموع في عيني و وضعت يدي على فمي، ثم بدأت أبكي، أبكي و أنا لم أبكي بجنازة والداي، بعد العهد الذي قطعته على نفسي، أبكي و أنا أركض عائدة لمنزلي..

قضيت ساعاتٍ بغرفتي، أخرجت بها كل ما حملته بداخلي من الأيام الماضية، لا أب، لا أم، لا حبيب، لاشئ.. حياتي بائسة..

حين هدأت قليلاً قمت و وقفت أمام المرآة الطويلة، خلعت ملابسي قطعة تلو الأخرى حتى بقيت بالملابس الداخلية، نظرت لنفسي، الكم على ذراعي الأيمن لم ينجح بإخفاء هذه الندوب.. نظرت لرقبتي، كتفاي، ذراعاي حتى المعصم.. نظرت لبطني و ساقاي، ساقاي حيث كان فخذاي مليئان بالندوب و العلامات

نظرت لوجهي، عيناي الغائرتان بمحجريهما و وجهي المحمر..

أنا ضعيفة، ضعيفة مهما تظاهرت بالقوة، و إدراكي لهذا يجعلني أكره نفسي أكثر و أكثر

نظرت لإنعكاسي بالمرآة، خرقة بالية، وحش بشع قبيح، جسدي عبارة عن بقايا جسد..

أنا في دائرةٍ لا تنته، أكره نفسي و ثم يحاول من أحب أن يرفعوا معنوياتي فأصدق أنني لست بهذا السوء، ثم أدرك أني أخدع نفسي، فتدور الدائرة ثانيةً، كل مرة بوقع أثقل و ألم أكبر..

لم أملك يوماً الثقةَ الكافية بنفسي، لأنني كنت أرى الحقيقة: أنني لا شئ، أنا أؤلم من أحب، و هذا يؤلمني..

أنا لا شئ، لا شئ! "لاشئ لا شئ!" صرخت و ضربت المرآة بقبضتي و تحولت إلى قطع تتدحرج على ذراعي و بطني وصلولاً إلى الأرض تاركةً علاماتها على جسدي، إنهرت بجانب سريري باكيةً حتى جفت دمائي..

  — — — — — — — — — — —  

"يجب أن تتصالحي مع نفسك لتري الحقيقة"

Play Cards (Z.M)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن