في الصباح الباكر
استيقظ هيتشول وهو يشعر بآلام منتشرة في جسده
لا يعلم لماذا؟
بدأ عقله يعمل ليتذكر مقتطفات من ليلة البارحة
وجه ليتوك وهو يسأله
"هل أنت بخير؟"
حقنة الممرضه المؤلمة
دعاء هيوك
لكنه لم يعر هذا الأمر أي اهتمام
ما يهمه الآن هو عدم وجود الحارس الشخصي بقربه منذ صباح الامس
اتصل به دون أي تردد
رفع رأسه لتقع على الثلاثي النائم على أرائك غرفته
ابتسم لتقاسم دونغهي وليتوك اريكة واحدة محتضنين بعضهما بشكل يؤلم قلبه
دونغهي لا يزال طفل لكن ليس بالنسبة للعامة
هذا التصرف لا يجب أن تشهد عليه الممرضاتعاد وجهه للتجهم عند رد سام على المكالمة بصوت مريض أو مختنق ربما!!
لم يتأكد من تلك النبرة
"سيدي"
"سام أين انت؟"
"قربك"
"أين بالضبط؟"
"هل تريد مقابلتي؟"
"قابلني في السطح"
"سيدي لن استطيع التحكم في الأمان في السطح ، ستخرج بعد قليل من المشفى لنتحادث في المنزل إذا سمحت"
"سأذهب للمنزل الآن ، جهز كذبتك"
ثم اغلق الهاتف
نظر الى الخزانة الصغيرة وخمن وجود ملابسه وكان تخمينه صائب
خلع بنطال المشفى ليرتدي خاصته
فتح ازرة قميصه وأزاله ببطء وذكريات بشعه هجمت على مخيلته دون سبب أو سابق انذار
رفع رأسه ليأخذ القميص الأبيض المعلق
"ما بال ذوق المانجر؟"
ارتداه واغلق ازرته ولم يترك زر واحد مفتوح
شعر بصداع طفيف في رأسه
بعثر شعره المبلل ولا يعلم أيضا لماذا؟
مسرعاً للخارج ناسياً أمر الصحافة
كان على ثقة تامه أن المفاتيح التي سرقها هي مفاتيح سيارة ليتوك
وقف أمام باب المشفى
ينظر بتمعن إلى السيارات باحثاً عن سيارة ليتوك وهو يضغط زر فتح قفل السيارة
عندما أراد الذهاب اليها بعد ايجادها
حاوطته مجموعه من الصحفيين
لم يعرهم أي انتباه بل حاول تخطيهم وهو يتجاهل أسئلتهم وخلفه ظله الحارس سام دون أي انتباه منه
خلع سام معطفه ووضعه على كتفي هيتشول الذي التفت بسرعه لكن سام لم يعطه أي فرصه بل خلع قبعته ووضعها على رأس هيتشول المبلل ودفعه بخفه من كتفه ليسير أمامه
منظر الأب وطفله
هذا ما يظهر للناظر إليهما رغم فارق العمر
أسرع هيتشول دون أن ينطق بحرف واحد
بل يكاد يقسم أن لسانه شل
ركب السيارة وقام بتشغيل المحرك
ولولا صعود سام في اللحظة الأخيرة لكان غادر وحده
سام" الى أين؟"
"إلى منزل والدي"
"هل تظن أنه بتلك الدرجة من الأمان؟"
"لا يهم فوجودك وعدمه واحد .. لا أعلم ما الذي حدث لي في الامس وأنت لست موجود .. لما تركتني أرخي دفاعاتي وأنت لست أهلا بحمايتي؟"
"هل سوف تطردني؟"
"بالطبع وهل توقعت مني العطف عليك؟"
••لسان هذا الرجل لاذع للغاية••
هذا ما دار في خلد سام المسكين
طول الطريق.. ظلا صامتين
منزل والديه ليس بعيدا للغاية
لكنه تعب من القيادة
"سام قُد عِوضاً عنِّي"
لم يعلم سام
هل كان هذا أمراً أم طلباً؟ لكنه فعل
قاد سام السيارة وبجانبه هيتشول مسندا رأسه للنافذة
يأخذ نفساً عميقاً كل دقيقة
ركن السيارة أمام المنزل بحرفية تامه بالنسبة لشاب بل طفل في العشرين من عمره
"ابقى هنا"
"سيدي لا أستطيع تركك"
تجاهله هيتشول
وبالفعل ..لحق به
ضغط هيتشول على زر الجرس وهو يرسم ابتسامه محترفه على شفتيه أثارت دهشه سام
ما أن فُتح الباب حتى احتضن والدته التي لم تعد ترى شيئا ولا تشعر إلا بصدر ابنها الذي يرتفع وينخفض
" لقد اشتقت لك"
"هيتشولا بني"
ابتعدت عنه لتحتضن وجهه بين كفيها "كيف حالك؟"
"بخير أين والدي؟ أليس هنا؟"
"بلى إنه في الحديقة الخلفية ،اذهب اليه وأنا سوف أعتني بضيفنا"
التفت هيتشول وعندما تلاقت اعينهما "اعتني به جيدا وأكثري من السم في الشاي"
ضحك سام بتوتر ومسح على شعره من الخلف
"لا تشغلي بالك بي سيدتي"
تجاهله هيتشول ويتوجه الى الحديقة
أطل برأسه ليشاهد والده يسقي زهوره النادرة
استمر بالمراقبة بشوق حتى انتهى
أحاط خصره من الخلف دافناً رأسه في ظهره فوالده بطوله تقريباً
بقيا على هذه الحال مطولا
حتى ضاق تنفس هيتشول فابتعد طالباً الهواء
لكن والده لم يكتفي بهذا القدر
بل احتضنه ومسح على رأسه
"تحملت الكثير طوال هذه السنوات ..أحسنت صنعاً بني"
حاول هيتشول بقدر الإمكان أن لا يبكي
مقدار الخطر الذي كان يشعر به بالأمس لم يكن بسيطاً
سأله والده باهتمام "هل ندخل؟"
أومأ هيتشول دون أن ينطق بحرف واحد
جلس بجانب والدته على الأريكة وسام يجلس بجانب والده في المقابل
تبادلوا أطراف الحديث
عن عمل سام وعن أعمال هيتشول تمهيداً
حتى وصلوا إلى موضوع المشفى فهم يعلمون أنهم إن بدأوا بالسؤال دون تمهيد سوف ينكر ويخبرهم أنه بأفضل حال
أخذ هيتشول كوب الماء من على المنضدة "لا أعلم شيء حتى الآن"
"كيف ذلك بني؟"
نظر هيتشول الى والدته
ابتسم لها وعينيه تشكي ألما قد استقر في قلبه
لم ولن يفهم عليه تماماً إلا اثنين في الحياه
هونغ كي ووالده
"حقا لا أعلم ..آخر ما أذكره هو توديعي لهيي فقط لا أذكر شيئاً بعده"
"سام بني هلّا بادلت هيتشول الأماكن"
هز هيتشول رأسه رافضاً
"بني تعال"
"فليذهب هو أولاً.. أخرج سام"
حاول هيتشول اخراج الجملة بأكبر قدر من الرجولة لكنه أخرجها كطفل في الخامسة من عمره
وقف سام وهو يبتسم "سوف أكون في الخارج قرب الباب"
ترك معطفه وسماعة التنصت التي به على الأريكة وغادر
ليقترب هيتشول ويجلس بجانب والده
الذي ربت على فخذيه بابتسامه حنونه
استلقى هيتشول متوسداً فخذي والده ونبرته لا زالت ثابته
تنفسه حتى الآن منتظم
خلع والده قبعته وأخذ يمسد رأسه ويفرك اذنيه
عادة قد احبها هيتشول منذ الصغر وانقطع عنها لفتره طويله
"أبي"
"همم"
"لا لا عليك"
ارتخت أعصابه عند تمسيد والده لعنقه من الخلف ونجح في كسر الحاجز
"هيتشولا هل سوف تتحدث؟"
"لا"
"إذا هل سوف تبكي؟"
التفت هيتشول ليواجه وجهه بطن والده
"تشولا صغيري"
تحشرج صوته ليجيب بصوت أقرب للبكاء "أوه"
" هل سوف تخبرني أم سوف تكتفي بالبكاء؟"
بدأت شهقات هيتشول المكتومة
"همم"
"صغيري اللطيف .. هل تبكي؟"
انفجر هيتشول بالبكاء بل بالانتحاب والأنين
بشكل قد أفجع والديه وأثار قلق الصغير الذي خلع سماعتي أذنه بقلق عارم لكنه أعادها ثانية
بتوتر
احتضن والد هيتشول رأسه بين كفيه لكنه قاوم ودفن وجهه في بطنه وهو يبكي كبكائه عندما حدث ذلك الأمر له
هو ذات البكاء بنفس الطريقة
اقتربت منه والدته بخطى متعثرة "ما الذي يحدث معك بني؟"
في منتصف بكاءه
قال جملة بالكاد نطق أحرفها
"لقد ظننت أن ما حدث لميني سوف يحدث لي "
نظر والديه الى بعضهما بصدمه واستغراب
هل شاب في الثالثة والثلاثين من عمره قد يحدث له هذا مع هذه الحراسة المشددة؟
أخذت شهقاته بالتباطؤ شيئا فشيئا حتى تعرق جسده بالكامل
"هل لديكم ملابس تخصني؟"
أجابته والدته بصوت مختنق "توجد ملابسك التي تركتها خلفك في ليلة رأس السنه "
التفت لها ولا يزال رأسه في حضن والده
مد يده ليمسك يدها ويقربها الى شفتيه المحمرتين إثر بكاءه مقبلاً لها "آسف لإثارة قلقكم"
لم يكن أحد يعلم ما هي قوة علاقة هيتشول بعائلته؟
لأنه ببساطة أحب الاحتفاظ بها لنفسه
بعيداً عن تطفل الآخرين
غفى أخيراً في حضن والده
تحت الضغط الشديد واستنزاف المشاعر
عندما لاحظ سام هدوئهم عاد للداخل
همس "سيدي"
أجابه والد هيتشول بصوت منخفض "سام بني هلّا ساعدتني على حمله الى غرفته"
حمل سام هيتشول الخفيف بين يديه وهو يتساءل
كيف لا يزال حياً وهو نحيف هكذا؟
في ذات اللحظة دخلت شقيقته هيجين المندفعه
شهقت بخفه ليرفع خطيبها الذي يقف خلفها يخلع أحذيته نظره للأعلى " ما بك؟"
والد هيتشول "أوش شقيقك نائم ..اصعد به بني سام ..أول غرفة على يسارك"
أخفض رأسه باحترام وصعد الى الأعلى
وضعه على سريره
جلس هيتشول وخلع ملابسه المبتلة بعرقه
ليلتفت سام بخجل ثم شهق بخفه وثبت سماعته أكثر ثم التفت إلى هيتشول الذي عاد للنوم بعد تغطية جسده بغطائه
اخفض رأسه بأسى متمعناً في حديث أفراد عائلة هذا النائم
ابتسم له بحزن ممزوج بحنان
هو لا يعرفه حق المعرفة لكنه على علم بكل تفاصيل حياته تقريباً
تلك المعلومات البسيطة قد قربته الى قلبه لكن ما علمه اليوم قد ابعده كل البعد بل أخافه وأدخل انتفاضه قد مرت على كل جزء من جسده
شفقه وخوف
حنان ورهبه
أنت تقرأ
العناية الإلهية - Divine Providence
Randomيوميات سوبر جونيور حسبما ترى مخيلتي .. غيرت بعض أعمار أو الشخصيات الثانويه .. استغرق مني كتابة هذه الرواية ثمانية أشهر هي شبه مكتمله لدي لكنها طويله جداً لذا إن كنت شخص لست صبور اخرج حالاً وإن كنت تبحث عن قصة مخله بالأدب العام اخرج حالاً إن ك...