لن أشبع من رائحتك

834 46 37
                                    



في غرفة السوجو
كان فيها ليتوك ومينا وفي يديهما علبة بيرة بها نسبه لا بأس بها من الكحول بعد رجاءات حار منها أن تشربها
"إذاً هل تقصدين أنك طوال هذه المدة بقيتي في غرفة رخيصة في سطح حي فقير
لأن المال الذي سرقتيه من خالك لا يكفي؟"
"أجل"
"سومان حقاً"
بمرح "لا لا لا المعلم لي سومان نيم"
تعالت قهقهته وهو يمسك بطنه من شدة الضحك "لم تكملي الشهر وعلمتي كيف ننادي سومان "
"لا تنسى أنّي كنت على معرفة بهيتشول أوبا ثم كيو وريووك أوبا من قبل"
نظر لها بخبث "آه نسيتُ أنك كنتِ الملاحقة الخفية للفرقة"
"بل لك أوبا"
"شقية"
"مخادع"
"أنا أوبا أيتها الحمقاء"
"آسفه أوبا "
"لطيفة"
"حنون"
أخفض نظره خجلاً "كفى"
"حسناً"

في منزل سونغ قيو الخاص الذي يسكن به هو وشقيقته بعيداً عن والديهما اللذان يسكنان في القرية
ضغط كيو زر الجرس ليفتح سونغ قيو ويعود أدراجه إلى غرفة المعيشة
جلس على أريكة منفرده ضاماً ساقيه الى صدره
كانت الإضاءة جداً خافته
بالكاد يرون وجوه بعضهم
أغلق مينهو الباب من خلفه ولحقوا به
مينهو "أين سارانغ؟"
بصوت مختنق "تستحم"
تشانغمين "كيف حالها؟"
"أُعطيها المسكنات فلا تشعر بالألم"
مينهو "هل ألغيت جدولك ؟"
"امم"
جلس كيو على طرف الأريكة
واحتضن رأسه
سالت دموعه ليشعر بها
"لا بأس لن أتركك وحدك"
"أوبا "
كانت سارانغ تسير بروية فهي ضريرة وليس من الجيد أن تسرع رغم حفظها لتفاصيل المنزل
ابتعد عن حضن كيو ونظف حلقه ليقول "أوبا هنا طفلتي"
"هل لدينا ضيوف؟"
كيو "كيف حالك سارانغ؟"
بلهفه "كيو أوبا"
عض كيو على شفته العلوية وهو يعقد حاجبيه
اقتربت ورفعت يديها لتحتضنه
حاوط جسدها ليرتجف قلبه عند تذكره أن أيامها معدودة ولن يستطيع سماع صوتها اللطيف مجدداً
هو على علاقة جيدة بها منذ معرفته بسونغ قيو حتى أنه قام بإيصالها إلى المدرسة عدة مرات
لكم أن تتخيلوا مدى قرب علاقتهما رغم انشغاله عنها في الفتره السابقه
مينهو "أنا هنا كذلك"
تشانغمين "وأنا كذلك"
ضحكت بسعادة "ما الذي يحدث؟"
تشانغمين "صدف أننا جميعاً لا نملك جداول فقررنا القدوم الى هنا"
شهقت "هيه"
سونغ قيو بقلق "ما بك؟"
"أنا بالبيجاما أمام الأوبا"
تنهد بتعب "لا عليك"
نظروا الى ملابسها فإذا بها ترتدي بنطال قصير جداً يشابه كثيراً الخاص بلاعبة تنس الطائرة
شعروا بالخجل فجأة ليس من لباسها بل من استراقهم النظر الى جسدها وهي ضريرة
بدأ كيو بالتنحنح ثم تحدث "صغيرتي اذهبي لارتداء معطف دافئ واخرجي مع مينهو أوبا الى الباحة الخلفية"
"لا أريد"
"لماذا؟"
"أريد البقاء معك"
رغبة بسيطة لن يرفضها وهي التي سوف تموت قريباً
"حسناً أذهبي و أحضري معطفك"
"إنه معلق في الدولاب بجانب باب المنزل"
خرج معها بعد مساعدتها على ارتدائه وارتداء حذائيها
لينفجر سونغ يو بالبكاء الحاد المرير المفاجئ
كان الأقرب مينهو الذي احتضنه
ذهب تشانغمين للجهة الأخرى وهو يتأكد من ابتعاد كيو والصغيرة أو للبكاء خفية!
كيو "سارانغ هل نخرج ؟"
"أين؟"
"الى أي مكان تريدينه"
"هناك الكثير"
"ما هي؟"
"لكنك مشغول"
"أنا متفرغ الآن"
"ركن العناية بالأظافر ..السينما وغرفة التدريب للرقص معك"
"حسناً سوف أذهب معك إلى مكان ولنؤجل الاثنتان الى الأيام القادمة والآن ما هي رغباتك؟"
"وهل تختلف الأماكن عن الرغبات؟"
"بالطبع تختلف ما الذي تريدين فعله؟"
"لما هذا الاهتمام المفاجئ؟"
" لأني أحبك سارانغ"
صمتت سارانغ بخجل
كيو بلطافة "هيي أخبريني ما هي رغباتك؟"
"أريد سماع سر لم تخبره لأحد من قبل وأريد أن أعلم ما الذي فعلته وندمت عليه من قبل؟"
"حسناً لليوم سوف أجاوب على سؤال واحد وآخذك الى أحد الأماكن التي ترغبين في الذهاب اليها"
شد على يدها لتركب السيارة لكنه استوعب أنها مقفله "انتظريني هنا سوف أسرق المفتاح وأعود"
ضحكت واتكأت على السيارة تنتظره
عاد للداخل ليشهد منظر سونغ قيو
بكاءه مخيف حقاً
كيف لشخص قوي أن ينكسر هكذا أم أن سونغ قيو ضعيف وهو كان غافل عن ذلك
اقترب منهم
"هيونغ سوف آخذ سارانغ في جولة.. هل لا بأس في ذلك؟"
صمت سونغ يو فجأة ثم همس بصوت مبحوح "احرص على تدفئتها جيداً"
"حسناً"
"مينهو المفتاح"
أخذه ثم قبل رأس سونغ قيو
أمر غير معهود وغير معتاد
همس كيو لهم قبل خروجه " ما الذي أصابني؟ ..أصبحت عاطفياً "
خرج مسرعاً
"هل تأخرت عليك؟"
"لا بأس أوبا"
فتح الباب لها لتجلس ثم حرص على اغلاقه دون اخافتها
صعد وقام بتشغيل المحرك لكن قبل أن ينطلق لاحظ عدم ربطها لحزام الأمان
"لما لم تربطي حزامك؟"
"آه الحزام" كانت تبحث عنه فاختصر عليها البحث وفتح حزامه ليقترب منها ويسحب الحزام لكنه توتر عند سماعه لصوت استنشاقها
ترك الحزام وأمسك كتفها "هل أنت بخير؟"
"امم بخير"
"ما بك؟"
"رائحتك جميلة"
"أييه إنك تجاملينني .. رائحتي سيئة"
باستنكار "لا بل العكس جميله جداً"
ازدرد ريقه وهو يبتسم ثم اقترب للمرة الثانية لكنها زفرت هذه المرة على اذنه وكان وقع زفيرها عليها غير مريح
ابتعد بعد أن سارت القشعريرة في جسده
"سارانغ كفي عن فعل ذلك دعينا نغادر بسلام"
اقترب للمرة الثالثة وسحب الحزام
فعلت شيء غير جيد هذه المرة فقد قبلت أول ما وقعت شفتيها عليه بعد اندفاعها نحو جسده ولسوء حظه كانت رقبته
نقطة ضعفه
جر الحزام ليغلقه وهو يقول "سوف أغلقه حتى لو قبلتي شفتي سوف أغلقه"
وضع يده على رقبته وهو يدعكها
شعور غير مريح فهو لا يعتبرها سوى شقيقة
لكنه سوف يرضخ لمطالبها أياً كانت ولن يوبخها على أفعالها
قاد متوجها الى السينما والتي تكون مزدحمة دائماً في هذا الوقت لكن لا يهمه أبداً
"هل تريدين مني أن أجيبك على أحد الأسئلة؟"
بحماس "أجل
"السر الذي لم أقوله لأحد"
"أجل"
"لكن سوف تحافظين عليه"
"أجل"
"في حادث عام 2007 الذي تعرضنا له تشارجت بالضرب مع سونغمين هيونغ"
"أحقاً"
"لم أنتهي"
"آسفه"
"كنت أنوي الهرب من المشفى قبل أن أكمل فتره علاجي وذلك الهيونغ علم بذلك ورفض خروجي فقاومته وأثناء ذلك تعرض للكمه مني "
"هيه"
"أثناء ذلك لم يحتمل سونغمين هيونغ ضرب الدونغسيغ المغرور له فلكمني وكان مكان لكمته عقدة جرح ففُك وكشف الجرح"
صحت أبكي بصوت عالي
رغبت بسبب لبكائي عوضاً عن الإكتئاب
دخل في هذه الأثناء المانجر والطبيب في الوقت الذي التزم فيه هيونغ بالوقوف في الزاويه
همس لي المانجر "ما الذي حدث؟"
قبل أن ينتشر مفعول المخدر قلت له "سقطت"
كنت أتألم طوال الليل
ليس الجُر ما آلمني بل بكاء ذاك الهيونغ خفيه
شهقاتها أوقفت مجرى حديثه
ابتسم "ابكي .. أنتِ تعلمين بماهيه مرضك ..تعلمين سبب ما يحصل معك"
استمرت بالبكاء فركن السيارة بجانب الطريق
احتضنها لترتفع شهقاتها
ألم قد اجتاحه
قلبه ..قلبه .. لا أكسجين في جسده
"سارانغ عزيزتي سوف أتركك لدقائق .. ابكي"
تركها ليس لتبكي بخصوصيه بل ليستنشق هواء طبيعي فقد اختنق
عاد ليجدها صامته مرخيه ذراعيها
أمسك كف يديها الصغير وخبأه في كف يده

العناية الإلهية - Divine Providenceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن