|الجزء الخامس عشر |

717 41 0
                                    

وَعْدٌ بِـالخِنْصِرْ .

وضعت ورقة بها كل ما إحتاجت أن تضع من معلومات عن ماهي مقدمة على فعله ، على الرغم من
أنها معاقبة لذلك هي هربت من النافذة ، نافذة غرفة
الجلوس ، على الرغم من أن الوقت متأخر ومن أنه خطأ كبير أن تخرج وحدها في وقت كهذا إلا أنها قد
كانت ترغب في إلقاء كل شيء بعيدا وتستريح أخيرا
من كل هذا الهراء الذي مرت به في الأيام الأخيرة .

كانت ترتدي السترة العسكرية التي حصلت عليها قبل
سفر والدها بينما بقيت تدور في الشوارع باحثة عن
مكان مزدحم وبه الكثير من السيارات إلا أنها اكتفت
بمحطة القطار ، على الرغم من أنه ما من أمل من وجود قطار في هذا الوقت إلا أنها تمنت لو أنها تعثر على واحدا ، نعم هي تفكر في إنهاء حياتها بالفعل .

شعرت ببرودة مفاجأة في جسدها وضعف كبير في آن واحد ، لذلك سقطت على الأرضية وهي تنظر إلى
سماء ليل سان فرانسيسكو ، بينما كان السواد قد
طغى على كل شيء وسلبت الأضواء من السماء كي
تجعل لعتمة الليل مكانا ، بينما توسط السماء نصف
قرص يضيء في منتصف تلك العتمة، هي بحثت عن
شبحها الذي كانت تظن أنها قد تتمكن من رؤيته هنا
هي كرهت عندما يغادر ويتكرها على الرغم من أنها لا تملك أي مشاعر تجاهه، هي وضعت كل آمالها على
القفز من قمة جد عالية وإنهاء حياتها ولكن في ذات
الوقت ظنت أن هذا مبتذل .

وضعت اللفافة البيضاء بين شفتيها واعطتها القوة كي تخطفها خارج هذا العالم البائس كما تحب أن
تسميه ، لم تكن من مثل أي نوع سجائر بل كانت
نوعا غريبا هي حتى لا تعلم ما اسمه فقد اخذت
اول ما رأت في ذاك المتجر ، إلا أنها كانت خائفة
من أن يحدث لها مكروه بسبب هذا لذلك وضعت
السم جانبا وبقيت تنتظر أن تختفي آثار الجروح
من قلبها ويشفى، تنتظر أن تتنفس بحرية وتطير
كما الطائرات الشراعية.

ربما النهاية كانت قريبة على الرغم من أن الهرب من
الدنيا كان أقرب وسيلة ، إلا أن الموت لا يعيني فناء
الجسد واختفاء الروح، الموت كان موت من هم أعزاء بالنسبة إلينا عن طريق إخراجهم من حياتنا وجعلهم ينسون وجودنا، كان ذاك هو الموت الذي رغبت به أن
تمحى كل ذكرى لها من قلوب من أحبت وان تتمكن من البدأ من جديد .

إلا أن الكلام أسهل بكثير من الفعل ، وفي نهاية الأمر
نحن لسنا سوى بشر فانون ، لا قوة لنا ولا أي شيء قد نفعله قد ينتزع الألم سوى النسيان الذي قد يأخذ
عدة سنوات ، وضعت رأسها بين كفيها وحاولت أن تتنفس بعمق إلا أنها باتت ترتجف دون أن تشعر به .

أرادت أن تختطف من قبل عدد لا متناهي من الأرواح حتى تتمكن من إنهاء كل هذا إلا أنها في ذات الوقت تشعر بأنها درامية بعض الشيء ، وأنه
لاشيء يستحق كل ذلك ، هي أيام تجر خلفها ايام
تنتهي سريعا وبعدها تتذكر ألمك وحزنك الذي بات
الآن من الأوهام.

ًسًـمِرآء - BrunetteWhere stories live. Discover now