دَقَّتْ ساعة اللقاء ممتزجة بـِ رياح ليلة صيفية ،جذبت
حقيبة يدها إلى جسدها في توتر وخيفة وهي لا علم
لها بما قد تواجه أو ترى .ربما كان من الخطأ الخروج في موعد مع شخص قد تعرفت عليه بعشوائية عن طريق الانترنت ،لكن مامن
سَبِيلٍ للتراجع فقد دفعت الباب بهدوء وبحثت عن مكان ذاك الشخص المنتظر ، حيث سئلت النادل وهو بالفعل دلها.كان مجرد رَجُلٍ يافع وهادئ الملامح لا شيء مميز به سوى ابتسامته البشوشة التي ألقى بها اليها فور أن سحبت الكرسي، بقي يحدق بها وهي تجلس لكنه في نهاية الأمر فتح فمه وتحدث .
"هل أَنْتِ هي شانون ؟"
أومأت هي وجلست بهدوء ."لم أتوقع انك سوداء لم تذكري ذلك لي "
نظر إلى قائمة الطعام متجاهلا الكلمة التي كانت أحد من سكين في قلبها ."أفضل كلمة سمراء "
هي ابتسمت بشرود بينما هو لم يتحمل وقاطعها."لا ، السمراء لا تبدو كذلك أو بهذه البشاعة المعذرة ولكن انا شخص صريح ، انظري الي ، نحن لا يمكن أن نتفق ابدا ، حيث أنني لا يمكن أن أنزل من مقام
من هم مثلي واواعدك "رفع كتفيه للأعلى بغير مبالة
لكنها حملت حقيبتها وغادرت وتشعر بغصة في حلقها دون أن تدرك أنها رمقته بنظرة حقودة.ظلمات الليل كانت لا ترحم صغيرا ولا كبيرا ، سواد القلوب والتفاخر لمن يكن يحطم قلوب الكثير منا بل كان يأتي على ضعاف القلوب منا ، مهما تظاهرت هي أنها قوية مثل الصخر ولا يكسرها أي شيء إلا أنها في نهاية الأمر تبقى أنثى رقيقة، حاولت أن تبني لها جدران ثقة بذاتها ولكنه هدمها دون أي رحمة ولا أي نية لاعتذار صادق، ولكن في ماذا قد تفيد كلمة آسف بعد أن حطمها وجعل منها أضحوكة ، هي حتى لم تنوي أن تحكم عليه إلا بعد أن تتعرف عليه أكثر إلا أنه أثبت انه وقح ومتعجرف لا أكثر .
_
كلماته كانت نَتِنَةً جدا بالنسبة إليها ، حيث شعرت بأن
أبواب العالم أغلقت أمامها ومامن مهرب تتجه إليه أو
من تتحدث إليه، كل ما كان يجري في عقلها هو عدة
أسئلة تتردد باستمرار فقط من أجل الأذية،نظرت إلى
السماء وبقيت تفكر هل هي بالفعل قبيحة لهذا الحد و أنها غير مرأية؟،أنبت ذاتها لانها وافقت على رؤيته
والتحدث إليه كأي آدمية تحس وتشعر .جلست على أقرب كرسي رأته أمامها ووضعت كفيها
على عينيها محاولة إخفاء أثر الخيبة من مُحَيَاهَا لا
تعلم إن كان عليها إجابة مكالمة زين الواردة أو وجب
عليها التجاهل .إلا انها أبعدت شعرها عن أذنيها ووضعت الهاتف بكل
هدوء وروية حتى تسمتع إليه وهو يتحدث بسعادة بالغة اليها ."كيف سار الأمر "
تحدث هو بينما بقيت صامتة تحاول البحث عن أي شيء مقنع تقوله ."بـِ- خير "
حاولت إظهار السعادة على صوتها ولكنه خذلها حيث
خرج ضعيفا أكثر مما أرادت .
YOU ARE READING
ًسًـمِرآء - Brunette
Hayran Kurgu" سمراء هي كما السكر البني ، سمراء هي كما رمال الساحل الشرقي ، يزيدها إنعكاس القمر فتنة ، وفي قلبي لا يمكن أن تجد سوى إسمها " _ زين مالك .