|الجزء الرابع والثلاثين |

450 25 44
                                    


  _

الاضواء ملغقة ولم يتسلل الى الحجرة سوى ضوء الشمس , لم يمض على الشروق وقت طويل إلا أنه لم يغمض له جفن طوال الليل عيناه منتفختان وبهما احمرار بسيط , رغوة القهوة الباردة غلفت تورد شفتيه في حين تطايرت خصلات شعره شبيهة ظلام الليل في جل الاتجاهات دون ان تطلب اي إذن منه  .

رزمة من الأوراق بين أصابع يديه في حين كان يضعها تارة وتنقر أصابعه على الآلة الكاتبة تارة , كان جد شغوف بما يقوم به وضع جزء من قلبه في كل كلمة , هو كان جد فخور بما كتبه حتى هذه اللحظة ,هو شعر بالهام شديد في الليلة السابقة لدرجة انه اضطر لان يقوم باستعارة آلة عمة بياترس الكاتبة .

فقد كانت مينيسوتا مصدرا للإلهام دون اي شك , تخللت أصابعه شعره الكثيف حتى يعيده إلى الخلف , في حين أراح ظهره على المقعد وابتسم بكل لطف .

كان بحاجة إلى الراحة ولكن عيناه أبت أن تعانق النوم , لذلك قرر ان يخرج للتمشية قليلا فلعله يتعب ويخطفه النوم .

لم يغير منامته ولكنه ارتدى حذائه فحسب , كانت الابواب حديدية وعتيقة لذا لم يتمكن من التسلل الى الخارج دون ان يصدر اي صوت , إلا أنه سار بهدوء شديد الى الطابق السفلي , هو بالفعل شعر بعطش شديد لذلك اتجه الى المطبخ ليأخذ كوب ماء قبل ان يخرج بكل تأكيد .

" مالذي ايقظك في هكذا وقت شانون اللهي لقد أخفتني " .

تحدث وتلت كلماته قهقة خفيفة في حين أدارت هي عينيها بينما كانت تنهي كوب الماء المتواجد بين يديها حتى تتمكن من الرد .

" في البداية الأشخاص الطبيعيون يبدأون الحديث بصباح الخير , كيف كانت ليلتك , ثم اتيت الى هنا لأنني اردت اصطياد التماسيح  بالطبع اتيت لاشرب الماء , اللهي يجب ان تبدأ بتشغيل عقلك يا صبي "

ربعت ذراعيها على صدرها في حين كانت تنظر إليه
بطرف عينيها.

همت بربط خصلات شعرها التي باتت جد مبعثرة بسبب النوم , عيناها الناعستان لم تكلف ذاتها في ان تحارب النوم لذلك سارت باتجاه الحجرة التي مكثت بها .

" لا لن تعودي للفراش انا بحاجة لبعض الرفقة , هل تودين الخروج من اجل التمشية ؟" .

" هل جننت ؟ , أنا بحاجة للنوم وبشدة انا لا احصل على عطلة كل يوم هذه نعمة زين  , ويجب ان اكون ممتنة لكل دقيقة اتمكن من النوم بها " .

" اوقفي المواعظ ارجوك , ساخذك لمهرجان الربيع في المساء إن خرجتي معي الان , الخيار لك في النهاية ".

توقف لوهلة وهو يراقبها وهي تقوم بدراسة خيارتها بعناية في حين قررت ان تترك كبريائها جانبا وتتنازل في هذه المرة من أجل المهرجان فحسب .

لم تبدل ثيابها هي كذلك بل رافقته بمنامتها القطنية وهي ترتدي صندالا يخص بياترس , ابتسم هو فقد انتصر في جدال معها لاول مره وقد تكون الاخيرة ان لم يلتزم الصمت .

امسك بكفها حتى تسرع حركتها في حين كان هو ينظر الى الأشجار المزهرة والحقل المحيط بالمنزل فقد ظن أن هذا المكان هو أحد جنات هذا الكون .

لم ترغب هي في ان تعكر صفاء الجو لذلك كانت صامتة وتراقب الطريق كما يفعل هو بالضبط .

كل شيء كان هادئا للغاية كلاهما يشعر براحة شديدة جوار الآخر لكن لم يرغب أي منهما بالنطق بأي كلمة .





_









مستلقيان على العشب في حين بدأت عينا زين تستسلم للنوم , فقد كانت شانون تتحدث عن بضعة امور حدثت لها منذ فترة وانجرفت في الحديث دون ان تنتبه اليه حتى بدأ يصدر شخيرا خفيفا وقد كان يكفي حتى يظهر بانه جد متعب وبأشد الحاجة الى قسط من الراحة .

 " الشمس قد تحرقك  هيا , تعال سوف نجلس تحت الظل حيث يمكنك ان تغفو لا بأس في ذلك " .

عبثت بشعره وهي تساعده على النهوض في حين كان متكاسلا بعض الشيء إلا انه سار برفقتها دون أي إعتراض , احتضنت كفه دون ان يبادر هو بالامر مما جعل منه يبتسم دون ان يدرك الأمر فقد ظن أنها بدأت تعتاد عليه دون أي شك .

أراح رأسه على ساقيها تحت ظل شجرة في الجوار , في حين أغمض عينيه فورا , لم تشعر بالنعاس ولا تملك أدنى فكرة لما , لذلك دفنت السماعات داخل أذنيها وهي تسمح للألحان العذبة بأن تغوص داخل مخيلتها .

نسمات هواء لطيفة داعبت جسدها في حين ضيقت عينيها حتى تتمكن من رؤية المكان بكل وضوح فقد شعرت بدفئ يكتسح قلبها دون اي مقدمات هي أحبت المكان للغاية , هي بالفعل تفكر في أن تستقر هنا عندما تنهي الجامعة , لكن والدها لن يرضى بأن تكون ابنته الوحيدة بعيدة عنه لهذه الدرجة .

مضت الدقائق وهي تفكر بكل شيء دون ان تشعر بالوقت حتى إلا انها وبلا أي شك بدأت تشعر بالوحدة , لذلك تفقدت الساعة قبل أن تقوم بإيقاظ زين حتى تعود إلى المنزل .

" زين , يجدر بنا أن نعود إلى المنزل لا أحد يعلم بأننا رحلنا في هذا الوقت المبكر , ولا بأس يمكننا البقاء في المنزل حتى تنام مبكرا اليوم لا يجدر بنا الذهاب إلى المهرجان " .

تحدثت بعفوية مطلقة وهي تبتسم ببشاشة في وجهه الناعس الذي قد طغى التعب عليه , هو لم ينطق باي كلمة فقط اومأ في حين لفت هي ذراعها حول ذراعه وهي تسند رأسها على صدره في حين كانت تسترق السمع إلى نبضات قلبه المنتظمة .

" هل تعلم , لم أقضِ صباحًا لطيفًا إلى هذا الحد منذ وقت طويل ، أشكرك على وجودك بجواري زين انا جد ممتنة لذلك " .

أضائت إبتسامة متعبة شفتيه في حين نظر باتجاهها دون أن ينطق بكلمة فقط شد على ذراعها وهي يسير برفقتها.




_________



مساء الخير ، كيف حالكم  ؟ .

أتمنى أن الجزء نال إعجابكم ❤





ًسًـمِرآء - BrunetteWhere stories live. Discover now