الفصل ١

1.1K 17 6
                                    

توقف الباص في المرحلة التي كانت تود النزول بها
الا وهي مدرستها
كان يجب عليها ان تمشي بضع خطوات كي تدخل مبنى المدرسة
مشت وكان كعب حذائها يطرق الارض بخفة مع كل خطوة كانت خطواتها مضحكة فقد كانت اول مرة ترتدي الكعب بهذا العلوّ لكنها كانت سعيدة برؤية الطلاب بالزي المدرسيّ الانيق والجو الخلاب المشمس مع رشة صغيرة من الغيوم في كل زاوية لا تفرق عن حلوى غزل البنات فإنّ حلوّ مذاق الاخيرة بالفم وحلوّ طعم الغيوم بالعين
كانت عيناها المغمضة نصف جفونها بسبب قوة اشعة الشمس تتراقص في كل اتجاه بمرح واستكشاف وفضول و رضى لما ترى حولها
وصلت باب المدرسة ونظرت الى قدمها اليمنى وهي تعبر عتبة الباب وقالت في نفسها :(آمل ان لا اتعثر واصبح اضحوكة المدرسة في هذا اليوم)
عبرت العتبة بسلام ثم اتجهت الى مكانها المخصص لها في صفها لقد كان بعيداً قليلاً فقد كان في قلب المبنى فاستمتعت بالترحيب بجميع من رأتهم مبتسمة
و رد كل من حصل على السلام منها ،بالسلام مبتسماً تلقائياً

عندما كانت تشق طريقها رأت مجموعة بنات يوحي من تسريحات وربطات شعورهن بأنهن موسوساتٌ بالترتيب و ربما الموضة حسب ما توضح لها فقد كنَّ يتهامسن بينهن عن لون شعرها النحاسي وكعب حذائها الذي بلون تراب الصحراء المتناسق جداً مع جمال فستانها الاحمر المخصر وكيف انه جزئه الاسفل يحتوي على كسرات تتموج بالهواء وتلهب انظار كل من حولها

فقالت في قرارة نفسها :( لو تعلمن كيف كانت جدتي تدربني على ارتدائه في الايام التي مضت كي اتعلم المشي بهذا الإعوجاج الذي بنظركن هو كيف تمشي به عارضات الازياء ،حسناً ... هيا اكملي خطواتكي ولا تهتمي انظري امامكي وابتسمي كي لا تقعي لا تتفاخري زيادة عن اللزوم ولا تتكبري ... ابتسمي للجميع)

وصلت اخيراً الى صفها و وضعت كتبها على المنضدة وبقي راسها لاسفل تنظر الى كتبها وسرحت بخيالها بتأملٍ عميق بات واضحاً من نظرات عينيها الثابتة رغم الحركة التي كانت حولها

قاطعتها احدى الطالبات العاديات وليست من ذوات الاناقة المفرطة بتجميل كل ما يخص ملابسهن وربطة الشعر المتناسقة مع لون الحذاء
لم تكن مهملة المنظر بل منظر طالبة مهتمة بالدراسة اكثر من سباق عرض الازياء الذي كان يسيطر على باقي الطالبات في ذلك اليوم المدرسي العادي
قائلة :(صباح الخير معلمتي) بإبتسامة حملت كل معاني البراءة والجمال مع نظراتٍ حدقةٍ و واسعة و ذكية تصب جلَّ اهتمامها في بؤبؤ عين المعلمة
تلاشت امواج التفكير واستخرجت نفسها الاخرى من بحر التأمل

وقالت لطالبتها :(صباح النور يا جميلة ،يالروعة عيناكي) ! فقد كان اول ما جذبها فيها هو طريقة النظر لتواصله المباشر الذي كانت ترمقها به بحياء أخاذ كما بان من وضع اصابع القدم اليمنى على الارض وتركيز ثقل الجزء الايمن من جسدها على تلك الاصابع الصغيرة

الهـــاويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن