اقترب الظل و صوت قدماه الى النافذة المفتوحة فـ ... استمر يتابع اثاث المنزل العصري الممزوج بزخرفاته لمساتٍ تاريخية ملوكية تزدهي بألوان الپاستيل الازرق الى ان وصل بنظره الى الباب الذي دق عليه قبل ثوانٍ ولم يجبه احد ثم قرر ان يبقى قليلاً يتفحص المنزل ويتأكد بأن لا احد مطلقاً موجودٌ في المنزلفي تلك اللحظة كانت ليلي تتأوه و تصفر بأنفاسها الماً بسبب كدم إصبعِ قدمها الصغير بحافة خزانة الاطباق فلسرعتها وقلة انتباهها لما امامها و انشغالها بالهرب منه ،عضت شفتها السفلية لترغم نفسها على الصمت وهي تراقب و تحاول ان تصل الى النافذة التي يقف عليها فمشت خطوتين الى الامام تجاهها وخارج المطبخ فرأت ظله على الارضية فعادت بسرعةٍ اقل من التي انطلقت بها
عصر الواقف خارجاً عيناه بسبابته و ابهامه وهو يحاول ان يتأكد بأنه لم يلمح اي شيءٍ يتحرك من ظلٍ او شخصْ بلحمه و دمه
اما تمارا و سامي فقد تجمدوا كتماثيل شمعية بأماكنهما على اعلى الدرج وتمارا تقيد سامي بقبضتها حول كتفيه و تقول :(لا تتحرك لن يرانا ،حدة بصره ضئيلة ،انا اعرفه)
كان انعكاس صورتهما على مرآةٍ على عمودٍ حجريّ مزخرف يسند الطابق العلوي ليعطي حق المنزل التوازن وعدم تقوّس او انهيار السقف وبنفس الوقت هما يريان انعكاسه هو على نفس المرآة تلك
بقي لمدة نصف دقيقة يتفحص ما من الممكن ان تكون حقيقة الانعكاس على المرآة هذه لكنه لم يأتي بنتيجة بسبب درجة بصره الضعيفة التي كانت تمارا على علمٍ بها و لبعد مسافة المرآة عنه لكبر مساحة المنزل التي تقدر بحوالي ٥٠٠ مترٍ مربع
فجأة *
امسكت يدٌ من ذراع ليلي بقوة وسحبتها بعيداً عن المكان الذي تقف به ،في تلك اللحظة اخذ قلب ليلي ينبض وكأن الدماء التي تمر بعروقٍ في رأسها تحولت الى مطرقةٍ تدق على رأسها مع كل نبضةفلم تعرف بالتأكيد من الذي يجرها و الى اين !
التفتت لترى دموع تمارا تبلل خديها الحمراوتين بعد عينيها السوداوتين و تضع سبابتها على فمها طالبةً منها البقاء هادئة واخذتها على الدرج صعوداً بهدوءاما والد سامي فقد انتهى اخيراً من تفحص المطبخ من نافذة المطبخ المفتوحة التي نسيت ليلي امرها وانقذتها تمارا من مشكلةٍ بليغة بسحبها من هناك بهدوء
هدأت الحركة حول المنزل واستطاعت ليلي ان تتصل اخيراً بالشرطة وتخبرهم ان يُسرعوا بمجيئهم اليها و ستكمل شرح المزيد فور وصولهم الى منزلها ،قضوا ١٢ دقيقة في الطابق العلوي يراقب كلٌ من ليلي وتمارا حول المنزل من ما يحويه الطابق العلوي من شبابيك ولم يتجرأ كلاهما على النزول خوفاً
أنت تقرأ
الهـــاوية
Mystery / Thrillerحالمةٌ ولّت احلامها شطر السماءِ ساهرةٌ تفتشُ عن مفرداتٍ تحتضنُ بؤسَ مشاعرها في الخفاءِ تعلم انها أفاقت لواقعٍ أشعرها بالمرضِ أسمتهُ الكبرياءِ لم تحزن لما اصابها ولا تتمنى الشفاءْ راضيةٌ بما اعطاها اللهُ فهو لا يعطي الا خير العطاءْ هل هذا درسٌ قاتل أ...