الفصل ١٠

60 4 0
                                    

الى ان وصلا الى غرفةٍ هادئة و قالت لها بهدوء :(حسناً ابكي الان قدر ما تشائين ،عندما تنتهين اخبريني ما الذي يبكيكي)

بقيت على حالها لمدة دقيقةٍ كاملة تبعها خفة صوت البكاء و اصطحبه محاولةُ لقولِ شيءٍ ما لم يكن بالمفهوم للتي تحضنها فحاولت ان تهدئها وقالت :(ماذا ؟ حسناً انظري اليّ وكفّي عن البكاء حالاً)

قالت ما قالت وهي تمسك كتفيها بكلتا يديها وتبعدهما عن احضانها وتضع جسد الاخرى و وجهها مقابل بصرها و جعلت نظراتهما على تواصل فهدئت الاخرى وشعرت بالخجل قليلاً لانها وعت على ما الذي فعلته و كيف تجاوزت حدود عملها الجديد وعمل صديقتها مسحت وجهها وعينيها بسرعة وتوقفت عن البكاء و لا زالت بعيونها المتورمة قالت :(انا اسفة ،لم اكن اود ان ابدأ عملي بهذا الانطباع السيء حقاً)

قالت لها صديقتها وهي تهوّن عليها :(حسناً ،لا عليكي)

فتح باب الغرفة سريعاً و بشكلٍ ارعب كليهما قال صوت المتهور :(ما الذي يجري هنا) كان صوتاً رجولياً خشناً وقبيحاً في نفس الوقت وبدت على صاحبه ملامح قسوة

تركتها صديقتها وتوجهت خطوتين نحوه وقالت سأشرح لك كل شيء تفضل وهي تومئ لها بأن تخرج للغرفة بتحريك حاجباها وعينها بعدما طلبت باشارةٍ واضحةٍ بيدها بإن يتفضل بالدخول

دخل هو و خرجت هي واغلقت الباب بهدوء وعيناها لم يتعدى ارتفاعهما متراً واحداً عن الارض
تأملت نقوش الارضية  و زوايا المطعم الفخمة وبان من طرف الممر الذي كانت تقف فيه القليل من طاولات المطعم وكان الجالسون عليها يتضح من طريقة حركاتهم وتناولهم للطعام و ملابسهم بأنهم يمتلكون ما يكفي من المال لاطعام بلدٍ جائعٍ بإسره بدون ان يتعرضوا للاقتراب من افلاسٍ حتى

فُتح الباب بهدوء و خرج الرجل بابتسامةٍ مصطنعة اعتاد على ان يرسمها على شفتيه لما يتطلبه منه عمله كما بان من الزيّ الذي يرتديه بأنه يعمل هنا

قال :(حسناً انسة ليلي ،لقد تم توظيفكِ هنا يمكنك ان تبدأي بالعمل لكن على مسؤولية صديقتكِ ان كنتِ لستِ جديرةً بالعمل ستطردين انتي وإياها بدون نقاش !)

غادر بخطواتٍ مرتبةِ المسافةِ فيما بينها و ظهرٍ كادت استقامته ان تشعر بتكسر فقراتها بمجرد النظر اليه اذ انها لم تعتد ان تحاول الوقوف بهذه الاستقامةِ قط

التفتت الى الغرفة لترى صديقتها تمسك بقبضة الباب بيدها اليمنى وتجرها من ذراعها بيدها اليسرى
قالت متفاجئة :(ماذا ؟ كيف عرف اسمي ؟ ولم سيطردنا ؟)

ضحكت قليلاً ثم حاولت جمع شفاها لكي تسكتها وتجيب على اسألتها

قالت :(كفي عن البكاء اولاً وعن الاسئلةِ في هذا المكان ثانياً)
لم تكد تنتهي من جملتها الى ان سألت الاخرى سؤالاً اخر :(ولماذا ؟!)

الهـــاويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن