رأت ليلي نورا تحاول ان تفلت من احضان زوجة ابيها وتصرخ وكأنَّ دماءُ ... جسد نورا كلها تتجمع في وجهها المحمرِّ غضباً وايضاً بسبب صراخها الهستيري و وضعية ملامحها البريئة كما لم تكن من قبل
امسكت سارة بكتف ليلي و حاولت ان تدفعها لكي توقف صراخ نورا لكن ليلي كانت في وقعِ صدمةٍ مما ترى ولم تعي حقاً ما الذي يحدث وحول ما هو كل هذا لكنها كانت ايضاً مندهشةً بشيء اخر هو نظرات زوجة ابيها الغريبة تجاهها
لم تكن غاضبة كما هي كل مرة لقد كانت مؤثرةً ومتأثرة بما تفعله نورا
حاولت ليلي ان تمسك بيدي نورا المتطايرتين في الهواء بشكلٍ عشوائي ولا زالت تنظر الى زوجة والد نورا الغريبة الملامح بالنسبة لهابعدما نجحت اخيراً بالقاء القبض على يدي نورا السارحتين اخذت تطلب من نورا ان تهدأ :(نورا .. نورا .. اهدأي انا ليلي ...)
نورا زادت غضباً عما كانت عليه وبدأت تنهال ضرباً على ليلي الى ان اسقطت ليلي ارضاً
ليلي كانت في صدمةٍ مما يحدث سألت سارة التي كانت تجاهد لاحتضان جسد نورا النحيل الثائر :(سارة ،ماذا يحدث ؟)لم تجب سارة لان صوت نحيب نورا وبكائها وهدوئها عما كانت عليه تربع على مرأى ومسمع الجميع ،اخذت نورا خطواتها الى ليلي واحتضنتها من خصرها او اقصى ما تمكنت ذراعيها من الوصول اليه بالنسبة لطولها الى طول ليلي ثم قالت :(انا اسفة ليلي ،لكن لا تتركيني مرةً اخرى ،انا احبك)
هنا حلّت مشاعرٌ جياشة في قلب ليلي وبدأت دموعها تغرق خديها وقلبها وكأن الفرح يقيم حفلاً فيه و اما الدموع فقد كانت دموعٌ مجبولةٌ بمشاعر غريبة كونها محبوبةٌ من قبل طفلة متعلقة بها بهذه الدرجة شعورٌ لم تمُر به من قبل ،او كما كانت ذاكرتها تخبرها !
احتضنت ليلي نورا ثم وجهت انظارها الى سارة وقالت :(اريد ان اتكلم معك !)
استغربت سارة قليلاً وفضولها اجبرها على الموافقة التامة والسريعة بمجرد وجود حديثٍ بينها وبين ليليهدأت الصغيرة بعد ربع ساعةٍ من احتضان ليلي لها وانشغال الاخرين بأعمالهم الروتينية كادت ليلي ان تغفي لكنا بمجرد تثاؤبها نبهت نفسها بان عليها التحدث مع سارة و كتبت في خيالها اسئلةً لا يملك جوابها احد سوى سارة
نظرت ليلي الى نورا و اذا بالاخيرة غارقةً في نومٍ عميق وبسبب صراخها الهستيري وغضبها الشديد كانت خصلات شعرها الناعمة تلتصق متموجةً على وجهها وخديها المتوردين
اخذت ليلي تتأمل شكل نورا وهي نائمة من شعرها وحتى طريقة ترتيب قدميها اثناء نومها غمرتها بقبلٍ ناعمة و لا تعد ولا تُحصى وكأنها أغلى ما ملكت يوماً في حياتها اما النائمة فشقت شفتيها ابتسامةٌ فتيّة توحي وصول الحنان والحب الى قلبها المُرسل من شحنات ليلي الايجابية التي ترقد بجانبها
أنت تقرأ
الهـــاوية
Mystery / Thrillerحالمةٌ ولّت احلامها شطر السماءِ ساهرةٌ تفتشُ عن مفرداتٍ تحتضنُ بؤسَ مشاعرها في الخفاءِ تعلم انها أفاقت لواقعٍ أشعرها بالمرضِ أسمتهُ الكبرياءِ لم تحزن لما اصابها ولا تتمنى الشفاءْ راضيةٌ بما اعطاها اللهُ فهو لا يعطي الا خير العطاءْ هل هذا درسٌ قاتل أ...