أخذت سارة تبتعد شيئاً فشيئاً الى ان امسكت بسيلين و صرخت تجاهها بكل قوةٍ وكأن قسوة سارة التي دفنتها في دواخلها طول حياتها بانت تجوب المكان في تلك اللحظة
_(سارة !!)
_:(ليلي .... !)صوت سارة و هي تنادي ليلي بصوتٍ هادئٍ ملائكي يختلف جداً عن صوتها قبل قليل ! والصافرة التي سمعتها في المحكمة بقيت مستمرةً الى الان لكن اقل وطأة مما سبق
لا زالت الرؤوية معدومة و معتمة السواد
ثم قالت سارة و يبدو انها تقترب من بعيد :(دكتور هل هناك شيءٌ خطير ؟)
شعرت ليلي ان جسدها ملقى على مكانٍ ما كان طرياً وناعساً لا يمكن ان يكون ارضيةً قاسية بدأت تستشعر اصابعها وقدميها و الدفئ الذي يحيط بهما اما حذاؤها فلم يكن على قدميها تنبأت بأنها من الممكن ان تكون على سرير وعند مناداة سارة لطبيب اجزمت بأنها في مشفى و للهدوء الممزوج بصوتِ اشخاصٍ خافتٍ قليلاً و رائحة معقم تأكدت انها في مشفى بدأت تفتح عينيها فتسرّب بعض النور على بصرها مما جعلها تغلقهما مجددا لشدته لكن فضولها منعها من البقاء ساكنة وعدم التحرك او مجرد النظر او معرفة اين هي بالضبط فقالت مجدداً :(سارة !!) لكن هذه المرة هي في ارض الواقع ليس في حلم او ربما الاصح ان يدعى ما رأته كابوساً لكونه اخافها اكثر من مجرد كونه عيّشها بما يعنيه الحلم من راحة و عقلٍ صافٍ غير كدِر و وضعٍ و مكانٍ مع اشخاصٍ سَمِحي تقاسيم الوجوهقالت ليلي بصوتٍ ناعس :(ماذا يجري ؟)
رد جدها و سارة معاً :(هل تشعرين بتحسن ؟)
ابتعدت سارة قليلاً عن ليلي لتفسح المجال لجدها كي يطمئن عليها فله الأحقية بإستقبال ليلي بعد هذه الوعكة الصحية اكثر منها فلحقت بالطبيب الذي يذهب خارج الغرفة ليكمل عمله ويستقبل او يعالج باقي المرضى الذين في المشفى فمشت خلفه تريد جواباً لأسئلتها وهو يقطع ممراً طويلاً
_(دكتور هل بإمكانك ان تشرح القليل عن حالة ليلي ؟)
_(حسناً ،حالة ليلي لا يمكن ان اقول عنها بالبسيطة او السهلة لقد وضعناها لها مغذيات وريدية كما ترين و التصوير الطبقي بالاشعة والرنين المغناطيسي سيظهر المزيد من النتائج بالتأكيد لكن ننتظر منها ان تتحسن قليلاً ويتعدل نفسها و ضغط الدم قليلاً لكن ذكرتي لي بأنها تعرضت لضربة على الرأس فمن المتوقع جداً ان هناك نزيف تحت او فوق الجافية في جمجمتها وهذا لا يبشر بخير !اتمنى قد اكون اوفيت بالشرح بما يكفي والان اسمحي لي !)
_(شكراً دكتور !)
أنت تقرأ
الهـــاوية
Mystery / Thrillerحالمةٌ ولّت احلامها شطر السماءِ ساهرةٌ تفتشُ عن مفرداتٍ تحتضنُ بؤسَ مشاعرها في الخفاءِ تعلم انها أفاقت لواقعٍ أشعرها بالمرضِ أسمتهُ الكبرياءِ لم تحزن لما اصابها ولا تتمنى الشفاءْ راضيةٌ بما اعطاها اللهُ فهو لا يعطي الا خير العطاءْ هل هذا درسٌ قاتل أ...