قاطعهما طرق الباب بخفة :(تفضل) قالت سارة بصوتٍ مسموع
فتح الباب ببطئ وصُدما بمن كان وراء الباب وبمنظره !
كانت الطفلة ترتدي ملابس نظيفة و بشعرٍ مرتب ورائحةٍ عطرة و عيونٍ انتهت للتو من حصتها من البكاء اليومي
قالت ليلي :(هيا تعالي الي !) وهي تبتسم لها بسعادة تفتح ذراعيها لتسع جسد الصغيرة في احضانها
تقدمت اليها وفي يدها لعبةٌ لأرنبٍ بدى من منظره بأنها تمتلكه منذ الصغر اذ كان ارنباً هزيلاً و رأسه يؤل للسقوط كأنه سيقطع عن جسده و يُعتقد بأن لونه من المفترض ان يكون ابيض لكنه كان بلونٍ كريميٍّ اكثر
تقدمت وهي تمسك بالارنب بيدها اليمنى وتقرض اظفر سبابة يدها اليسرى
لم تهتم لكلمات الاعجاب بشعرها ولا ملبسها من قِبَل كليهما بل قالت :(هل ستذهبان خارجاً ؟)قالت ليلي :(امممم ،حسناً سندع سارة تجيب على هذا السؤال !)
قالت سارة وهي تواصل بصرها مع ليلي وعلى وشك الضحك :(حسناً ،شكراً ليلي على اهدائي الشرف لهكذا جوابٍ مذهل ،نعم عزيزتي سنذهب خارجاً قليلاً فقط ،هل تمانعين ؟!)
تركتهما والتفتت الى الباب لتخرج من الغرفة مطأطأةً رأسها كما هو حال لعبتها
وبدت ملامح حزنٍ تنهش جمال ملامحها البريئةتوقفت فجأة لانها سمعت ليلي تناديها :(توقفي !)
نظرت سارة اليها بنظرةٍ وحركة رأسها كأنها تقول :(ماذا تفعلين ؟!)قامت ليلي من مكانها وتقدمت الى الصغيرة فحملتها بيدها واغلقت الباب :(هل تودين ان نبقى هنا ؟)
قالت الصغيرة :(أجل !) وابتسمت وهي تقول جوابها
سألت ليلي :(وان ذهبت اليوم و عدت غداً لنلعب سوياً ،هل ستوافقين ؟)
قالت الصغيرة :(نعم ،لكن ماذا سنلعب ؟)اجابت ليلي :(انتي ستقولين لي ماذا سنلعب بعد ان تجهزي كل لعبكي وتريني ايهم احلاها ولم تحبينها اكثر وسنطعمهم وننظفهم كنظافتكِ الان ونجفف شعورهم ونصنع لهم اجمل التسريحات ،أموافقة ؟!)
اجابت الصغيرة وهي تصفق فرحاً بعينين متلامعتين ولم تنتبه لسقوط الارنب من يدها نتيجة حماسها الشديد
قالت بسعادة :(سأذهب كي احضر اواني الشاي كي نشرب معهم شاي المساء اذن !) ركضت الى غرفتها بخطواتٍ قافزة وسريعة تتناثر السعادةُ خلفها ومن كل جانبصاحت ليلي :(لعبتكي !)
عادت بسرعة والتقطت الارنب من يد ليلي واكملت ركضها نحو غرفتها
قالت سارة :(كيف استطعتي بدقيقةٍ واحدة قلب الحزن الى كمية السعادة هذه ؟!)ردت ليلي :(ليس بالشيء المستحيل اسعادها ،انها تحتاج اهتماماً فقط !)
قالت سارة :(حسناً لنرى ماذا ستفعلين غداً ايضاً بيومٍ كاملٍ معها ان كانت دقيقة حولتها لنورا التي لم ارها بها منذ زمن ،هيا ،دعينا نذهب لقد جهزت)
أنت تقرأ
الهـــاوية
Mystery / Thrillerحالمةٌ ولّت احلامها شطر السماءِ ساهرةٌ تفتشُ عن مفرداتٍ تحتضنُ بؤسَ مشاعرها في الخفاءِ تعلم انها أفاقت لواقعٍ أشعرها بالمرضِ أسمتهُ الكبرياءِ لم تحزن لما اصابها ولا تتمنى الشفاءْ راضيةٌ بما اعطاها اللهُ فهو لا يعطي الا خير العطاءْ هل هذا درسٌ قاتل أ...