في تلك الاثناء كانت صاحبة العيون البنية تسرح وتخاطب صوتها الذي لا يسمعه احدٌ سواها ،تقول في نفسها :(لِم اشعر ان زوجة ابي تحبني احياناً وتكرهني احياناً اخرى ؟
هل هي فعلاً تخاف عليّ من ان اتعلم الوقاحة من تلك المعلمة ؟
واذا لا فلماذا اغلقت الباب بوجهها ثم همست باذن المديرة بنبرة خافتة واعطتها نقوداً ؟
انا متأكدة ان هذه النقود هي في سبيل ان تطردها ..
اااااه
كم هي مسكينة تلك المعلمة ..انها جميلة لقد احببتها اتمنى ان تبقى هنا ،لكنها لا تعلم ان هذه المدرسة هي بالفعل للوحوش كما قال والد الثور الذي امامي ويلعب بأنفه وكأنه منجم ذهب وهو عامل فيه يبحث عن ذهب .. يالقرفه
كم اشفق على من يجلس بجانبه دوماً
لكنهم لا يلبثون طويلاً ثم يرحلون بعيداً عنه .. لم افهم كيف يتحمله هذا الطالب الجديد انه خجول دوماً
حسناً سأفهم قصته يوماً ما ، الان عليّ ان لا اخذ علامات منخفضة هذه السنة وتبداً معركة التوبيخ في المنزل
وكأنها تهتم بي فعلاً كأم ..
كم اتمنى لو لا زلتي يا امي على قيد الحياة .اكملت الحديث في نفسها وانزلت رأسها وبدأت تكتب ما كُتب على السبورة
انها ذكية والسرحان لدقائق لن يجعل من درجاتها بهذا السوءزوجة ابيها توبخها عندما تأتيها بدرجة اقل من الكاملة
____________________
في تلك الاثناء
هناك من تحاول ارضاء فضولها بمعرفة كيف هو شكل وجه هذه السيدة ولمساعدتها لكبرها في السن من خلال ملاحظة حدبة في اعلى ظهرها
حاولت جذبها بالكلام كي تستدير او كي لا تفاجأها بالانطباع الذي ستأخذه عنها المرأة الكبيرة في السنفقالت الشابة للمراة العجوز وهي تمد جزءها العلوي من خصرها الى الامام وهي جالسة المقعد وابتسمت :(عفواً سيدتي هل تنتظرين الباص؟)
ردّت العجوز بدون الإلتفات لها متأملة الشارع والمارّة
(وماذا قد انتظر غير الباص في محطة انتظار الباص ؟!)ضحكت الشابة بينها وبين نفسها وقالت :(يالغبائي ولم قد تقف امرأة هنا ،لاجل تناول البيتزا ام انتظار الباص لكنك لن تفوزي عليّ ساجعلك تلتفتين )
وهي تضع يدها على فمها وتنظر للمراة العجوزقالت :(بإمكانك الجلوس هنا بجانبي سأساعدكي في نقل الاغراض)
جلست المرأة العجوز متشكرةً الشابة على ما فعلتقالت الشابة: (كم تذكريني بجدتي) وابتسمت في وجهها وهي تكمل نقل ما جلبت الاخرى من الاسواق من مواد
فقالت المرأة العجوز :(اذن ؟ هل تعيشين معها ؟)
ردت الشابة :(نعم)
-(واين والداكي ؟)
-(لقد توفيّا بمرض خبيث بعد ان صارعاه سوياً ،او كما عرفت من جدتي ف انا لم اراهما او لا اتذكر اني رأيتهما في حياتي)
أنت تقرأ
الهـــاوية
Mystery / Thrillerحالمةٌ ولّت احلامها شطر السماءِ ساهرةٌ تفتشُ عن مفرداتٍ تحتضنُ بؤسَ مشاعرها في الخفاءِ تعلم انها أفاقت لواقعٍ أشعرها بالمرضِ أسمتهُ الكبرياءِ لم تحزن لما اصابها ولا تتمنى الشفاءْ راضيةٌ بما اعطاها اللهُ فهو لا يعطي الا خير العطاءْ هل هذا درسٌ قاتل أ...